علي الظفيري
&
&
&
&
(السياسة هي فـن الممكن).
عبارة موجزة تحدد بدقة مدى الواقعية التي تتسم بها العملية التنظيرية في مجال حيوي يحكم علاقات الشعوب والأمم والحضارات ببعضها البعض، و(الممكن) في تلك العبارة هو ما يقبل التحول لـ حقيقة على أرض الواقع حسب ما يتاح لـ (السياسي، السياسة) من معطيات، فالمشروع الذي يتبناه الساسة وبالتالي السياسة التي يمثلونها لا يمكن رسمه وفقا للاعتبارات الأخلاقية أو الإنسانية أو بناء على "الضمير"، بل وفقا لاعتبارات "المصلحة"، وفقط المصلحة القابلة للتحقيق، أما من يحلّـقون بالسياسة بعيداً إلى آفاقها (المستحيلة)، فسقوط رموزهم واحدا تلو الآخر على شاكلة (القائد المهيب) و(الأخ العقيد) و(المناضل العتيد) لهو أشد دليل على أن السياسة ليست ساحة للتجارب واللعب بقدر ما هي ميدان للعمل والإنجاز!. أما الأخلاق فهي تكمن فقط في الشكل المتبع لتحقيق ذلك الممكن، ومالغزوات والفتوحات والاستعمار وحتى العولمة سوى أشكال مختلفة في عصور متباينة لهدف واحد ونهائي هو (مشروع فرض الثقافة على الآخر).
وعودة هنا إلى (الممكن) السياسي والذي نستطيع بدرجة كبيرة تعميمه على باقي المجالات الفكرية والحياتية، فإن كانت السياسة هي فن المُمْكن القابل للتحقيق، فالاقتصاد كذلك هو فنّ (العائد النفعي الممكن) أو هكذا أراه أنا -، وقِسْ على ذلك، الاجتماع علم يسعى لتحقيق موازنة اجتماعية مقبولة ممكنة لا ليكون وعاءً للموروث والتقاليد البالية، والفيزياء والكيمياء علوم تُبنى على المعادلة العلمية المنطقية وليس على التخمين، وعلوم الاتصال تلتمس التقدم في تحقيق أهدافها عبر أرضية (الواقع) لا (المُتخيَّل) مما أدى لطفرة فكرية وتقنية هائلة في وسائلها استنادا على (الممكن) المتاح لا على (الأيديولوجيا) المستحيلة!.
وبالتالي إذا كانت كل تلك المجالات تدور في فلك (الواقع) وتسبح في فضاءاته (المُمْـكنة)، أليس من الأجدر أن يكون (الدين) كذلك وهو الوعاء لكل تلك النتاجات الإنسانية!،ألا يمكن النظر للدين من هذه الزاوية؟، ولمصلحة من يتم حصر الدين في خانة الصعب المستحيل الذي لا يقبل تسويةً مع الواقع، تسوية لا تخل بالمبدأ الديني ولا بالواقع الحياتي المعاش، وهل من الضرورة أن يصبح الدين ( تحدياً) حياتياً معاصرا، ويتحول القابض على دينه كالقابض على (الجمرة)!، ألا يوجد خيارات أكثر أريحية، وما هو السرّ في معادلة التضاد بين (الكهنوتية) التامة والتحلل التام؟.
أعتقد أن ثمة مأزق كبير تعيشه الأمة بسبب حجب فكرنا الديني عن التشكل والنمو بما يتناسب وحاجة الانسا ن له، فمن غير المنطقي في زمن العولمة والشركات العابرة للقارات والحروب الكونية، أن تحوم عقولنا حول فتوى (دفع الصائل) وعقيدة الولاء والبراء!، بمعنى أن كفرنا هو بقدر علاقاتنا الدولية والحضارية مع الآخر واندماجنا بالمنظمات الدولية وخضوعنا للقوانين التي تحكم هذا العالم، ولا يكون إيمانٌ إلا بتحللنا من كل ذلك "الرجس" وهدم أصنام الشرك من (بوذا) إلي السيد (أبي الهول)، ومبايعة (الملا عمر) خليفة للمسلمين عامة!.
مؤسف جدا ما نحن عليه، ومؤسف أيضا أن يُترك الأمر لمحتكري تفسير وتأويل التعاليم الدينية والراغبين في جعلها عائقا حضاريا يفصل بيننا وبين عصرنا الذي نعيش!.
وأزمتنا هذه التي جاءت نتيجة لتراكمات تجربتنا ووعينا الديني منذ نشأته وحتى هذه اللحظة، لا يمكن تجاوزها إلا ببعث الحياة من جديد في هذا (الكائن الديني) ونفخ الروح فيه، وجذبه من مناطقه (المستحيلة) إلى منطقة (الممكن) التي يجب أن يكون عليها.
وعودة هنا إلى (الممكن) السياسي والذي نستطيع بدرجة كبيرة تعميمه على باقي المجالات الفكرية والحياتية، فإن كانت السياسة هي فن المُمْكن القابل للتحقيق، فالاقتصاد كذلك هو فنّ (العائد النفعي الممكن) أو هكذا أراه أنا -، وقِسْ على ذلك، الاجتماع علم يسعى لتحقيق موازنة اجتماعية مقبولة ممكنة لا ليكون وعاءً للموروث والتقاليد البالية، والفيزياء والكيمياء علوم تُبنى على المعادلة العلمية المنطقية وليس على التخمين، وعلوم الاتصال تلتمس التقدم في تحقيق أهدافها عبر أرضية (الواقع) لا (المُتخيَّل) مما أدى لطفرة فكرية وتقنية هائلة في وسائلها استنادا على (الممكن) المتاح لا على (الأيديولوجيا) المستحيلة!.
وبالتالي إذا كانت كل تلك المجالات تدور في فلك (الواقع) وتسبح في فضاءاته (المُمْـكنة)، أليس من الأجدر أن يكون (الدين) كذلك وهو الوعاء لكل تلك النتاجات الإنسانية!،ألا يمكن النظر للدين من هذه الزاوية؟، ولمصلحة من يتم حصر الدين في خانة الصعب المستحيل الذي لا يقبل تسويةً مع الواقع، تسوية لا تخل بالمبدأ الديني ولا بالواقع الحياتي المعاش، وهل من الضرورة أن يصبح الدين ( تحدياً) حياتياً معاصرا، ويتحول القابض على دينه كالقابض على (الجمرة)!، ألا يوجد خيارات أكثر أريحية، وما هو السرّ في معادلة التضاد بين (الكهنوتية) التامة والتحلل التام؟.
أعتقد أن ثمة مأزق كبير تعيشه الأمة بسبب حجب فكرنا الديني عن التشكل والنمو بما يتناسب وحاجة الانسا ن له، فمن غير المنطقي في زمن العولمة والشركات العابرة للقارات والحروب الكونية، أن تحوم عقولنا حول فتوى (دفع الصائل) وعقيدة الولاء والبراء!، بمعنى أن كفرنا هو بقدر علاقاتنا الدولية والحضارية مع الآخر واندماجنا بالمنظمات الدولية وخضوعنا للقوانين التي تحكم هذا العالم، ولا يكون إيمانٌ إلا بتحللنا من كل ذلك "الرجس" وهدم أصنام الشرك من (بوذا) إلي السيد (أبي الهول)، ومبايعة (الملا عمر) خليفة للمسلمين عامة!.
مؤسف جدا ما نحن عليه، ومؤسف أيضا أن يُترك الأمر لمحتكري تفسير وتأويل التعاليم الدينية والراغبين في جعلها عائقا حضاريا يفصل بيننا وبين عصرنا الذي نعيش!.
وأزمتنا هذه التي جاءت نتيجة لتراكمات تجربتنا ووعينا الديني منذ نشأته وحتى هذه اللحظة، لا يمكن تجاوزها إلا ببعث الحياة من جديد في هذا (الكائن الديني) ونفخ الروح فيه، وجذبه من مناطقه (المستحيلة) إلى منطقة (الممكن) التي يجب أن يكون عليها.
التعليقات