"إيلاف"من بيروت: يبدو أن حصة المؤسسة اللبنانية للإرسال في الوقت الحاضر كبيرة جداً على مختلف المستويات، وسجلها ما زال يضيف الدوائر الحمراء الشبيهة بتلك التي يطبعها قلم الأستاذ على أوراق تلاميذه عند الخطأ.. والجديد دوماً "حق حصري" لتلك المحطة في كل شيء تقريباً.. وآخره، اقتراح توقيف بث برنامج "بس مات وطن" الساخر لمدة أربعة أسابيع من قبل المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع وإحالة الأمر إلى وزير الإعلام اللبناني ميشال سماحة للبت في الأمر لجهة التبني أو التعديل في المدة.
.. ففي الأول من أمس، أضاءت شارة الفلاش الإخباري شاشة القناة، والتي تنبئ دوماً بالأمر الطارئ الجديد الذي اعتاده الجمهور العربي منذ أن عصفت الأحداث الأمنية بالمنطقة.. ليظهر بعدها المذيع الإخباري بسام أبو زيد ويعلن أن القوى الأمنية اللبنانية تمكنت من إلقاء القبض على أحد الشخصيات العربية المطلوب القبض عليها في منطقة الشمال.. كل هذه المعلومات تتوالى ومشهد أبو زيد المغطي للخبر لا تشوبه شائبة لجهة المهنية التي قدّم فيها "الفلاش".. الشاشة شبه المربعة تأخذ الكادر المعتاد للمراسلين، و"لوغو" المحطة موجود هو الآخر..
ولكن ما كتب تحته لم ينتبه له العديد من المشاهدين.. فبدلاً من كلمة "Live" التي تواكب هكذا تقارير، سقط حرف الـ"v" عمداً لتصبح بالتالي "Lie"، أي كذبة باللغة العربية.. هي كذبة إذن.. وتوّجت بدخول فريق البرنامج الساخر إلى غرفة يتواجد فيها من يؤدي شخصية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن..كذبة انطلت على العديد من اللبنانيين وأبرزهم السياسيين والمسؤولين الأمنيين الذين لم تهدأ هواتفهم إرسالاً واستقبالاً لمعرفة صحة الخبر قبل ظهور الممثلين.. "سكيتش" أصاب الجميع بالذهول.
التوصية بإيقاف البرنامج أزاح عن كاهل المحطة الرعب الذي كان محيطاً بها بعد تناول موضوع إمكانية إقفالها لمدة ثلاثة أيام، وبالتالي انقطاع "تلفزيون الواقع" عن البث الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على ارتباطات المؤسسة ببرامج أبرزها "ستار أكاديمي" الذي كان على موعد مع حفلته الأسبوعية مساء أمس والتي استضافت الفنانين الأسبوعيين الذين تستقدمهم لمشاركة طلاب الأكاديمية.
ماذا لو توقف تلفزيون الواقع فعلاً؟. كيف كانت لتكون صورته؟.. المهم عند "LBC" داخلياً أن شبح الاقفال ذهب، وهي تبدو ظاهرياً بأنها في معركة حريات.. علماً أنها لم تخرج بعد من دائرة القضاء والمحاسبة التي دخلتها بعد المقدمة الاخبارية التي عرضتها من سنتين تقريباً في النشرة الاخبارية يوم حصلت "جريمة الأونيسكو" والتي نفذها أحمد منصور الذي أعدم الأسبوع الفائت.
في ذلك الوقت، ظهرت المقدمة الاخبارية وكأنها تثير النعرات الطائفية كون منصور مسلم وضحاياه من الطائفة المسيحية. وعليه تدخل القضاء لمحاسبة المحطة.هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن توصية المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع أمس جاءت بعد تقديم جملة معطيات خالفها البرنامج ومنها عدم مراعاته ما يمكن أن يؤثر على علاقة لبنان بالدول الشقيقة والصديقة، إضافة إلى الإساءة إلى القوى الأمنية وإدخالها في مواضيع لا تليق بها، والاشارة إلى أن ظهور أبو زيد في البرنامج لا يتناسب مع وظيفته كمقدم نشرات إخبارية.
يذكر أن برنامج "ب س م ا ت و ط ن"، الذي يتناول الشخصيات السياسية بطريقة هزلية من خلال الأداء التمثيلي، تعرض في السابق لهجوم سياسي عنيف أدى إلى توقيف قسري بحجة أن عنوان البرنامج "بس مات وطن" يعني الاساءة إلى الوطن الذي يعلن موته، ليتقدم البرنامج بعنوان جديد فصل الأحرف عن بعضها ليصبح " ب س م ا ت و ط ن".وبانتظار قرار وزير الاعلام الذي يمكنه أن يتبنى توصية المجلس أو تعديلها أو طرحها على جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، فإن "LBC"، نفذت بجلدها كما يقول المثل العامي، ولم يتوقف بثها.