موسكو- شغل سليم خان يندرباييف الذي قتل في عملية تفجير استهدفت سيارته اليوم الجمعة في الدوحة، منصب رئيس الجمهورية المنشقة لفترة قصيرة عام 1996 عندما كانت الحرب الاولى في الشيشان تشارف على نهايتها. وكان يندرباييف (51 عاما) شاعرا وكاتبا ولعب دورا هاما في حركة استقلال الشيشان التي ظهرت مع بداية انهيار الاتحاد السوفياتي في اواخر الثمانينات. ونقل عنه قوله ذات مرة انه يجب تحقيق "النصر التام" في الشيشان "باية وسيلة تتطلب ذلك".& وكان يندرباييف حليفا لجوهر دوداييف الجنرال السابق في القوات الجوية السوفياتية الذي اصبح اول رئيس للشيشان بعد انهيار الاتحاد السوفياتي واعلن استقلال الجمهورية عن روسيا في اوائل التسعينات مما دفع روسيا الى ارسال قوات الى الجمهورية المنشقة في اواخر عام 1994.& وعينه دوداييف نائبا له ومسؤولا عن ايدولوجية حركة استقلال الشيشان. ونادرا ما شارك يندرباييف في المعارك ضد القوات الروسية خلال الحرب الاولى مما دفع بالسكان المحليين الى توجيه الانتقادات له واتهمه البعض باللجوء الى الاردن معظم فترة الحرب. وظهر يندرباييف في الشيشان مرة اخرى عام 1996 عندما اوشكت الحرب على الانتهاء واصبح رئيسا للجمهورية المنشقة خلفا لدوداييف الذي قتلته القوات الروسية في نيسان/ابريل 1996 في هجوم صاروخي.
وبقي يندرباييف في ذلك المنصب حتى انتخاب اصلان مسخادوف، الذي اصبح القائد العسكري الاعلى بعد وفاة دوداييف، رئيسا للشيشان في كانون الثاني/يناير 1997 في انتخابات نالت موافقة منظمة الامن والتعاون في اوروبا.& ووقع مسخادوف معاهدة مع الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين خلال اجتماع جرى في الكرملين في ايار/مايو من العام نفسه. وبموجب المعاهدة منحت الشيشان عمليا الاستقلال رغم ان وضعها ظل دون حل.& وغادر يندرباييف الشيشان متوجها الى قطر بعد عامين من بدء موسكو حربها الثانية ضد الجمهورية القوقازية في تشرين الاول/اكتوبر 1999.& واعتبرته روسيا "ارهابيا" يجمع الاموال للمتمردين الشيشان واتهمته بالتورط في عملية احتجاز الرهائن في موسكو في تشرين الاول/اكتوبر 2002 عندما قام 41 متمردا شيشانيا باحتجاز اكثر من 800 شخص رهائن مدة ثلاثة ايام بعد مهاجمة مسرح وسط العاصمة الروسية.& وقتل حوالي 130 رهينة في نهاية عملية الاحتجاز معظمهم بسبب غاز سام اطلقته القوات الروسية الخاصة داخل المسرح قبل اقتحامه. وقتل كافة المتمردين الذين كانوا يحتجزون الرهائن.& كما ادرجته الامم المتحدة في حزيران/يونيو 2003 على قائمة الاشخاص المرتبطين باسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.
وادعى مسؤولون روس ان المتمردين تحدثوا هاتفيا مع يندرباييف خلال الحصار وطالبوا قطر بتسليمه الى موسكو. وتوفي يندرباييف اليوم في هجوم على سيارته في العاصمة القطرية في حي الدفنة السكني عند الساعة 00،13 بالتوقيت المحلي (00،10 ت غ) طبقا لشهود عيان.& وفي بيان نشرته وكالة الانباء القطرية افاد مصدر في وزارة الداخلية القطرية ان يندرباييف الذي كان يقيم "بصفة موقتة" في قطر قتل "عندما تعرضت السيارة التي كان يستقلها لانفجار ادى الى وفاته واصابة ابنه البالغ من العمر 13 عاما والذي نقل الى المستشفى".& واضاف البيان انهما خرجا من المسجد في الدوحة بعد اداء صلاة الجمعة وان وزارة الداخلية باشرت التحقيقات فور وقوع الحادث.