"إيلاف"&من الرياض: علم من مصادر صحافية أن مجموعة من المكاتب الاستشارية المحاسبة التي ستقوم بالتدقيق في الحسابات الختامية لأكثر من 400 جمعية خيرية سعودية والتي تجمع حوالي 80 مليون ريال سنويا ستوقع عقدا خلال الأيام القليلة المقبلة مع وزارة الشؤون الاجتماعية في المملكة في إطار الحملة على تمويل المجموعات الإسلامية المتطرفة .
وقال المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها "أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ستقوم خلال الأيام القليلة القادمة بتوقيع عقد مع مجموعة من المكاتب الاستشارية المحاسبية وذلك لتدقيق الحسابات الختامية لـ 442 جمعية تعاونية وخيرية".
وأضافت المصادر" أن هذه الجمعيات تتلقى تبرعات تصل الى 82 مليون ريال" موضحة" أن تدقيق البيانات سوف يسهم في ضبط عمليات جمع التبرعات والصرف على مشاريع هذه الجمعيات في 13 منطقة إدارية موزعة على مختلف مناطق المملكة".
وكانت وزارة التربية والتعليم السعودية أمرت مؤخرا جميع المدارس التي تشرف عليها بوقف جمع التبرعات من الطلاب لصالح الهيئات الخيرية والجمعيات داخل المدارس واقتصار جمع تلك التبرعات على مقار الجمعيات والهيئات. كما قامت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنع مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات التابعة لها في السعودية من استخدام وسائل الإعلام في جمع التبرعات.
وكانت السلطات السعودية قامت في السابع من الشهر الماضي بإقالة رئيس مؤسسة الحرمين السعودية الشيخ عقيل العقيل ، الذي اتهمت واشنطن مؤسسته بالتورط في تمويل أعمال إرهابية من منصبه بعد أن شغل هذا المنصب لمدة 13 عاما دون أن تحدد أسباب هذا الإجراء.
ومؤسسة "الحرمين" من المؤسسات الخيرية السعودية التي تتهمها الولايات المتحدة بتمويل الإرهاب منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر2001 . ومنتصف آب/أغسطس 2003 رفعت اسر لضحايا الاعتداءات دعوى مدنية متهمة ثلاثة من أفراد العائلة المالكة السعودية ومصارف وجمعيات خيرية سعودية منها مؤسسة "الحرمين" بتمويل الإرهاب الدولي وطالبت بتعويضات من مليارات الدولارات.
وفي 23 كانون الأول/ديسمبر أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها اتخذت تدابير لتجميد أرصدة شركتين أسستا أخيرا في أوروبا تابعتين لجمعيات إسلامية منها "الحرمين" ويشتبه بجمعهما أموالا لصالح تنظيم "القاعدة".
وهذه التدابير المتخذة بالتعاون مع الحكومة السعودية تطال أيضا شركة "وزير" ومقرها البوسنة والهرسك وشركة "هوشبورغ" للاستيراد والتصدير ومقرها فادوز (ليشنشتاين). واستهدفت الشركتان لاتهامهما بأنهما تشكلان غطاء لجمعيات وضعتها الأسرة الدولية على قائمة المنظمات الإرهابية بحسب وزارة الخزانة.
ورفض المدير العام لـ"مؤسسة الحرمين" الخيرية الشيخ دباس بن محمد الدباسي الذي حل محل الشيخ عقيل العقيل في الثالث والعشرين من الشهر الماضي الاتهامات الأميركية بان جمعيته تمول الإرهاب. وقال الدباسي "أن مؤسسة الحرمين مؤسسة خيرية توعوية تقدم المساعدات للفقراء والمساكين والمحتاجين".
وقال الشيخ دباس "أن هذا القرار يخصهم وان ما زعموه من أن هذه المكاتب تمول الإرهاب لا أساس له من الصحة مطلقا".