&
&
&
يعتبر انطلاق قناة الحرة الامريكية حدثا اعلاميا، ومعرفيا نادرا في حياة المجتمعات العربية التي ارهقها الاعلام الايديولوجي، فمنذ دخول التلفزيون الى الوطن العربي، والمشاهد يتعرض الى ضخ اعلامي غوغائي من كل الاتجاهات: تارة على شكل خطاب قومي عنصري مقيت، ومرة يتعرض الى اعلام شيوعي بائس متحجر،أو الى خطاب اسلامي عدواني يشيع ثقافة الكراهية لكل ماهو جميل، ومفيد في الحياة، ويحرض على القتل والخراب.
والامر الهام في وظيفة هذه القناة هو انها مكرسة لتنفيذ هدف استراتيجي معرفي شامل يرتكز على فكرة نقل القيم الامريكية العظيمة للمشاهد العربي الذي سيستمتع في اعلام تتوفر فيه مواصفات حرفية متقدمة، توفر للمشاهد المتعة الجمالية الراقية، والمضمون الفكري الذي يحتاجه.
لقد وصل حال الاعلام العربي الى درجة مريعة من الفقر والهوان، وتسميم عقول المشاهدين،و تكريس التخلف فيها... لدرجة اصبح التفكير الغوغائي، وعدم قبول البديهيات، وغياب المنطق، وانحسار دور العقل لصالح هيجان الغرائز... عرفا، وتقليدا مقدسا لدى - غالبية - المشاهدين العرب.
ان المشاهد العربي بحاجة الى رؤية الوجه المشرق للحضارة الامريكية، فهو لايعرف شيئا عن الجانب الانساني للمجتمع الامريكي الذي يتجسد باشكال مختلفة فعلى سبيل المثال: توجد اعداد هائلة من الجمعيات الخيرية في امريكا التي تقدم خدماتها لكل الناس في داخل امريكا وخارجها بغض النظرعن الانتماء الديني والعرقي، وكذلك هذا المشاهد لايعرف طبيعة الروح الانسانية المهذبة المرحة للامريكي، وليست لديه فكرة كافية عن الديمقراطية، وقوة مؤسسات المجتمع المدني، واحترام الدستور والقوانين في المجتمع الامريكي.
وحينما سيشاهد المتفرج العربي الافلام الوثائقية التي تصور مراحل الانجازات العلمية، والحضارية، للولايات المتحدة الامريكية.. سيدرك حجم الجهد والعبقرية الامريكية في بناء الحضارة الانسانية.
&
التعليقات