منور غياض ال ربعات
&
&
&
يحاول وزير الداخلية الاردني بشتى الوسائل، ايجاد معادلة توفيقية للمشكلة الاردنية مع اللاجئيين الفلسطينين في الاردن، كلما دعت الحاجة الى تبيان ذلك، فقد حشر رئيس وزراء اسرائيل الفلسطينيون في الاردن وفلسطين هذا الشهر في مربع ضيق، وذلك ان عليهم استبدال جوزاتهم الاردنية بجوزات فلسطينية، لمن يود العيش في الضفة الغربية او زيارتها، وتدخل الاردن لدى اسرائيل لايقاف هذا الاجراء بحجة ان الفلسطينيون سوف لن يستبدلوا جوازاتهم الاردنية بجوازات فلسطينية مما سيشجع الكثيرين للقدوم الى الاردن والعيش به، وترك الضفة الغربية. وهو ما اكده الوزير بان الاردن لن يستقبل اي لجوء فلسطيني جديد، وليس وطنا بديلا لاحد
&والحقيقة ان الاردن اصبح وطنا بديلا على ارض الواقع، وليس وطنا بديلا في الخطب والمؤتمرات الصحفية، التي يعقدها المسؤلين الرسميين. فنصف السكان لاجئيين وقد قسمتهم الحكومة الاردنية على اساس حاملي الوثيقة الصفراء، وحاملي الوثيقة الخضراء، وحاملي كروت الموان، وحاملي لم الشمل، وحاملي الرقم الوطني، وعدم حاملي الرقم وطني، وحاملي جوزات مؤقته، وحاملي جوازات ابو سنتين، والمتزوجات من فلسطينين، والغزازوة والسبعاوية،ومهجري الكويت، واهالي مخيم الرويشد، اضافة للحالات الانسانية التي يدرسها مجلس الوزراء ويصدر فيها جوازات حسب الحاجة
هذه التقسيمات لللاجئين الفلسطينين في الاردن هي وصفة اردنية فريدة من نوعها ليس لها مثيل في العالم، وهي اختراع اردني خلاق، لحالة لا يمكن حلها. وهي تراكم اجتهادات وواسطات ومحسوبيات لحكومات خلت، كل واحدة منحت جوازات لمجموعة تحت مسمى معين وانصرفت، وتحمل من ياتي بعدها خطاء اجتهادها - فالحكومة السابقة رحلت والقادمة تنصل من فعلت سابقتها- والاردن يتورط من ازمه الى اخري في هذا الموضوع المعقد والشائك. بل ان تهرب المسؤولين من حله ياتي من عدم القدرة على فهمه، فكل مجموعة لها مسمى ولديها جوا ز شكل، يختلف عن الاخرى، والمستفيد هو شارون ومخططه.
لقد كان حلم الحركة الصهيونية الخلاص من الفلسطينيين وبناء دولتهم على الطرف الاخر من النهر، والاردن بخلطته العجيبه هذه ومسمياته المختلفة، واستطاع ان يخدم اسرائيل عن حسن نيه بالخلاص من عبئ 5، 2 مليون فلسطيني يعيشون اليوم على اراضيه وتحت مسمى الوحدة الوطنية، وعدم العنصرية ضدهم، يحاول الاردن ان يستوعبهم بكل الطرق ولكن تحت عنوان الاردن ليس الوطن البديل للفلسطينيين، مع انه الوطن البديل لهم فعليا، فلا ادري الى متى ستبقى الحكومات المتعاقبة تدفن راسها بالرمال خشية من مواجهة الواقع، الذي يحرم الفلسطينيون من ارضهم فلسطين ويمنحهم ارضا جديدة في الاردن، ويسمون الاردنيون من اصل فلسطيني، بينما يتهافت الصهاينة من كل صوب وحدب ليحلوا محلهم في فلسطين ويسمون الاسرائيليون من اصول روسية اواثيوبية او بولندية
ان خدمة فلسطين لا تاتي من اقناع هؤلاء الاجئيين انهم اردنيون من اصول فلسطينية بل خدمتهم هو اقناعهم انهم فلسطينيون بجوازات سفر اردنية مؤقته الى حين عودتهم الى ديارهم العزيزة مع كتابة الجنسية فلسطيني في الجواز الاردني وذلك حفاضا على عهد العروبة مع فلسطين والمحبة مع اهل فلسطين

محلل سياسي اردني
باحث في الاعلام الدولي
بريطانيا