"إيلاف"من الدار البيضاء:قال أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي إن المغرب يوجد به 35 ألف مسجد، بنسبة مسجد لكل ألف نسمة، ونفى أن يكون هناك تضخم في عدد المساجد ، موضحا أن المعدل قليل مقارنة مع دول إسلامية أخرى. وفي تقديمه لعدد المساجد أكد أن الدار البيضاء تتوفر على 675 مسجدا، منها 280 تنفق عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كما تحدث عن قاعات للصلاة تصل إلى 884 قاعة، وذكر بالقانون الصادر في العام 1984 والذي يؤكد أن لا يبنى مسجد في المغرب إلا بضمان توفره على جميع المرافق ومراعاة لشروط محددة. وتحدث المسؤول المغربي خلال لقاء مفتوح نظم في مدرجات كلية الطب في الدار البيضاء عن جمع الأموال لبناء المساجد، بعد أن بدأت تستغل لأغراض أخرى وقال "يجب وضع ضوابط على تلك الأموال التي كانت تجمع بشكل تلقائي في السابق " .
&وحول سؤال عن نسبة المساجد التابعة للسلطة المباشرة للدولة، قال إن قانوناً صدر عام 1984 يذهب إلى أن كل بيوت العبادة من مساجد وزوايا تحت مراقبة القانون، قبل أن يضيف "ليس هناك مسجد لا تشرف عليه الوزارة" وتحدث عن نوعين من المساجد في المغرب، الأولى تبنيها الدولة والثانية يبنيها المحسنون، واعتبر أن هذا جزء من تاريخ المغرب، واستشهد بنص لابن خلدون يصنف فيه المساجد إلى صنفين "عظيمة وكثيرة الغاشية ومعدة للصلوات المشهورة" وأخرى "مختصة لقوم أو محلة"، ليعود ويؤكد "عمليا وقانونيا ليس هناك مسجد خارج سلطة القانون، لكن هناك تقاليد في المغرب . وزير الأوقاف على سؤال حول ضرورة تغيير اسم الوزارة لتصبح "الشؤون الدينية" وتشمل اليهود المغاربة والتصارى المقيمين بالمغرب، موضحا أن التسمية لها ما يبررها في الدستور، باعتبار المغرب دولة إسلامية، مضيفا أن الأمور الدينية الأخرى مرعية من قبل الملك.
وأعلن الوزير عن إطلاق موقع جديد للوزارة على شبكة الانترنيت "موقع نشيط وقوي باللغتين العربية والفرنسية" للتواصل مع المواطنين. وتحاشى الوزير الإجابة عن سؤال حول إمكانية اختيار امرأة في المجلس للعلمي مكتفيا بالقول "لا تستبقوا الأحداث" ، كما وعد بتقديم إحصائيات وافية حول التوزيع الجغرافي للمساجد ونسبة التردد عليها .
وتجنب التوفيق الإجابة على الأئمة الذين ينعتون "النصارى واليهود" بأبشع النعوت، مكتفيا بالقول "الأئمة والخطباء ليسوا كلهم على علم بتصريف كلام الله " ودافع عن هؤلاء الخطباء قائلاً "المطلوب منا أن نأخذ بيدهم، فنواياهم سليمة وأغلاطهم تحمل على حسن الذنب"، قبل أن يضيف "أعتقد أن المساجد تؤدي دورها المنوط بها بنسبة 99 في المائة، وهناك أئمة يقعون في أخطاء ونريد وقتا حتى تحدث التهيئة التي تحدثت عنها سلفا".
تحدث التوفيق عن التنسيق بين وزارة الداخلية ووزارته فأكد أن "قدسية وزارة الداخلية لا تقل عن قدسية وزارة الأوقاف، فأولوية الأمن أولوية مقدسة. وشدد الوزير في لقاء ممفتوح على المزيد من الحوار بين التقدميين والمحافظين في المغرب، مشيرا إلى التحول الذي طرأ على هذا الحوار من خلال مدونة الأسرة، واعتبر ذلك رشدا نابعا من التحولات التي طرأت على الفرقاء "الذين اقتنعوا بأشياء جديدة تدخل في المصلحة العامة"، ووصف هذا المنطق الجديد "بمنطق النضج".وتحدث وزير الأوقاف عن الوسطية، داعيا إلى ضرورة "تقريب الدين من التاريخ"، أو ما عبر عنه ب"تقريب أرسطو من أفلاطون".وفي حديثه عن المسجد اعتبره منطلق حركة ومنطلق أفكار في المجتمع، وذكر بأن الدين الإسلامي قام على المسجد، والصراع الأول في مكة المكرمة كان حول المسجد. وتحدث عن وظائفه السابقة "كان له وظائف وزارة الخارجية والبرلمان والقضاء..إنه جمع كل الأدوار، ومضى قائلاً "لا يمكن أن نطالب المسجد بتلك الوظائف السابقة، قبل أن يضيف "كل مجهودنا ينصب على صنع "الاندماج" في المسجد. وأضاف أن تاريخ الإسلام كان داخل الاندماج في منظومة لأنه مشروع مفتوح .