باتت الراكونات التي استجلبها الزعيم النازي الألماني هرمان نمورنغ إلى المانيا عام 1934م لإثراء وتنويع حيوانات الرايخ تشكل تهديداً بغزو القارة الأوروبية لتنجح فيما فشل فيه مستقدموها النازيون.
فقد أماطت السلطات الألمانية اللثام مؤخراً عن أن أعداد الراكون (وهي حيوانات صغيرة لبونة من اللواحم التي تعيش في أمريكا الشمالية) قد سجلت مستويات قياسية في الوقت الحالي حيث تجاوز عددها المليون في المانيا وحدها.
وفي النمسا المجاورة لألمانيا، شوهدت أيضاً أول دفعة من الراكونات وتم توزيع كتيبات إعلامية تحذر المواطنين من اطعام أو ايواء الحيوانات التي تتخذ من أمريكا الشمالية موطناً لها.
ويجري بحث خطط لتوظيف "صائدي الراكون" في تقديم هبات سخية لمن يحضرون فراء الراكون، وذلك في محاولة للحد من غلواء المشكلة.
وكان أول زوج من الراكون قد ظهر في كاسل - وهي منطقة ريفية ذات تلال وغابات شمال فرانكفورت - حيث يوجد حالياً ما معدله& 100حيوان راكون في الكيلومتر المربع - وهو ذات معدل انتشارها في موطنها أمريكا الشمالية.
وأصبحت المساكن في كاسل شبيهة بالقلاع والحصون المنيعة، حيث تغطي الأسلاك الشائكة جميع المنافذ والفتحات بينما تحمي المسامير الشائكة الضخمة أنابيب وبالوعات الصرف الصحي.
أما سلال المهملات وبراميل المخلفات، فيتم تأمينها بالسطامات أو الأقفال المحكمة.
وشهدت مدينة كاسيل تعيين ضابط مكافحة حيوانات ضالة تتمثل مهمته الوحيدة في أن يجوب الشوارع بحثاً عن الراكونات ويهب لنجدة السكان وتلبية استغاثاتهم.. كما استعانت المدينة بخدمات علماء حيوان من جامعة مجاورة لحصر ودراسة الراكونات في محاولة لتحديد حجم المشكلة.
ويقول أولف هومان مدير مشروع دراسات الراكون ان من المؤكد ان كاسل اصبحت عاصمة أوروبا للراكون.
وأضاف "أستطيع أن أقول ان 50% من السكان هنا دخلوا في مواجهات مباشرة مع الراكونات، بعضهم بصورة متكررة أو حتى بصفة منتظمة".
وأردف هومان قائلاً: تتمثل مهمتنا في نوعية الجمهور بشأن هذه الحيوانات العجيبة، كما أننا ندرس تأثيرها الحقيقي على البيئة الأوروبية.
التعليقات