عزيز الحاج&
&
&
&
&كل المعلومات تؤكد أن مقتل مراسل العربية في بغداد برصاص أمريكي كان نتيجة التباس بسبب ارتطام السيارة التي تنقله بمركبة أمريكية. وفي وقت تتوالى فيها عمليات التفجير والتفخيخ الانتحاريين فلا عجب أن يشك الجنود الأمريكان في حركة السيارة وأن يتصورها سيارة مفخفخة.
&إن مقتل أي صحفي في العالم حدث مؤلم حتى لو كان مراسلا لقناة كالعربية اعتادت تشويه أخبار الوضع في العراق وتمجيد عمليات الإرهاب. غير أن المثير هذه الضجة المفتعلة حول الحدث الأليم من أوساط إسلامية عراقية ومن الفضائيات ووسائل الإعلام العربية ومنظمة "مراسلين بلا حدود"، والمظاهرات المسيرة في بغداد تنديدا بقوات الاحتلال، في حين لم يخرج هؤلاء في أية مظاهرة استنكار لضحايا الانفجارات في فندق جبل لبنان وما سبقها من عمليات إرهاب. ولم يُخرج الإسلاميون العراقيون مظاهرة ما تنديدا بإرهاب القاعدة وفلول صدام والذي يذهب مئات العراقيين ضحايا لها.
&إن الإرهاب المتواصل في العراق ما بين محلي ومستورد هو أخطر ما يواجه الشعب العراقي وإن العمل المشترك لوقفه هو واجب جميع المحبين لوطنهم ولمستقبل زاهر له. ولكن عميان السياسة والأيديولوجيات يرون عدوا واحدا هو قوات التحالف، التي لولاها لما قامت لهم قائمة. وفي تحركاتهم وتجمعاتهم وخطبهم الصاخبة يلتقي الصداميون وقد لبسوا العمائم والقاعديون المتسللون من وراء الحدود وضباط المخابرات الإيرانية في مسعى مشترك لتدمير العملية الديمقراطية في العراق.
&إن القنوات العربية وبعض الأقلام والصرخات العراقية التي تبكي الصحفي القتيل وتصفه بشهيد القتل الأمريكي المتعمد، لم تذرف دمعة واحدة على ضحايا المقابر الجماعية وعمليات القتل والدمار القاعدية ـ الصدامية. وإن اتهام قوات التحالف بالقتل المتعمد هو بحد ذاته إساءة كبرى للحقيقة التي تقول إنه لولا هذه القوات لاندلعت سلسلة من الحروب الداخلية في العراق. ولكن جنون المطالبة هذه الأيام العصيبة بانسحابها فورا منبعث من عدة أطراف عراقية وإقليمية ذات أهداف مختلفة ولكنها جميعا ضد مصلحة الشعب العراقي. إنه بينما تعمل القوى العراقية الخيرة داخل مجلس الحكم وخارجه من أجل الانتقال السلمي التدريجي نحو النظام الديمقراطي، فإن القوى الشريرة من داخلية وإقليمية، وخصوصا في إيران، تعمل لتخريب هذه المساعي ولنشر الفتن وحالة الرعب والفوضى؛ فمنها من يريد عودة نظام& صدام بوجه أخر ومنها& العاملون ليل نهار لإقامة دولة دينية من هذا المذهب أو ذاك. أما بعض المنظمات اليسارية الغربية والدولية فلا تسيرها مصلحة العراقيين بل جنون الكراهية للأمريكان الذين أنقذوا فرنسا وألمانيا نفسيهما& من جحيم& النازية ، ولكنها ناكرتان للجميل كبعض العراقيين!!
إن استغلال حدث مؤسف نشا عن التباس لا عن تعمد استغلالا مكيافيليا لخدمة أهداف سياسية معادية لمصالح شعبنا وقضية الديمقراطية هو موقف مدان، وليس مجرد عملية رثاء لصحفي قتيل، رحمه الله والعزاء لعائلته.
التعليقات