طارق حمو
&
&
&
&&
في تعليق أولي له على قرار الإتحاد الأوربي إدراج إسم مؤتمر الشعب الكردستاني على لوائح المنظمات الإرهابية، قال زبير آيدار رئيس المؤتمر والنائب الكردي السابق في البرلمان التركي " إننا حركة تحرر وطني، لسنا منظمة إرهابية كما تدعي أوربا وتفرض عليها أجندتها السياسية والمصالحية ذلك. مافعلته أوربا إستخفاف وإهانة لنضال شعبنا، لا يمكن قبوله..". والحال فإن الإجراء الأوربي هذا يأتي في أوقات حرجة تدور فيها المنطقة في دوامة عنف ولاإستقرار تظهر علاماتها في أكثر من مكان وموقع. وقد سبقت الولايات المتحدة الأميركية أوربا في إدراج إسم " مؤتمر الشعب الكردستاني" ضمن لائحة المنظمات الإرهابية، وبشكل خاص بعد زيارة أردوغان الأخيرة لواشنطن. والظاهر إن أوربا والولايات المتحدة إتفقت بشكل نهائي على رفض " تسيس" القضية الكردية في كردستان الشمالية، وعدم قبولها القضية مؤطرة في حزب العمال الكردستاني أو " المنظمات المنبثقة عنه" كما جاء في حيثيات القرار الأميركي.
&فمنذ مدة والإتحاد الأوربي يحاول " فك الإرتباط" بين حقوق الأكراد الثقافية والنضال المسلح والدبلوماسي الذي قاده حزب العمال الكردستاني في كردستان الشمالية منذ بداية الثمانينات ضد المؤسسة العسكرية التركية ونهجها الأتاتوركي الرافض للهوية والوجود الكردي. والمتتبع لسير المواقف الأوربية من المشروع الديمقراطي الذي قدمه حزب العمال الكردستاني لحل القضية الكردية في تركيا حلاَ ديمقراطياً وضمن إطار الدولة التركية الحالية يعرف مدى الإزدواجية والتذبذب المصالحي/النفعي الفاحش في تعاملية دول الإتحاد الأوربي مع أكراد تركيا ومطاليبهم، فمنذ أن قدم زعيم الحزب عبدالله أوجلان مشروع الحل الديمقراطي بعد عملية إختطافه عام 1999م ومقابلة ذلك بالرفض والتعنت التركي، وأوربا ترفض أي تعامل سياسي ودبلوماسي واضح مع ممثلي الحركة التحررية الكردستانية في كردستان الشمالية. ومع إقتراب موعد تحديد بدء مفاوضات الدخولية بالنسبة لتركيا لايبدو ثمة حل جذري ( أو حتى مٌرضي ) يلوح في الأفق، فمايزال التضييق والتهميش السلطوي التركي جارياً على قدم وساق بالنسبة لهوية الشعب الكردي. ومازالت تركيا ( بعسكرها ومدنييها) ترفض مناقشة القضية الكردية مناقشة علنية لإيجاد حل عادل لها، بل على العكس فالجنرالات الترك مايزالون يلحون على الولايات المتحدة لضرب قواعد قوات حماية الشعب ( الجناح العسكري لمؤتمر الشعب الكردستاني) بعد أن أدرجت واشنطن الحزب في لائحة المنظمات الإرهابية.
الزعيم الكردي عبدالله أوجلان قال لمحاميه أثناء زيارتهم له في سجن( إميرالي) معلقاً على القرار الأوربي هذا " إن هذا القرار يظهر مرة أخرى إزدواجية أوربا في تعاملها مع قضية الشعب الكردي، إن هذا الإجراء وإن بدا له خلفيات وأجندة واضحة فهو سيزيد من تصلب الدولة التركية وتعنتها في إيجاد حل عادل للقضية الكردية، وهذا سيجلب معه مزيداً من اللاإستقرار والعنف في المنطقة ". بينما قالت ليلى زانا النائبة الكردية المسجونة في تركيا منذ أكثر من 10 سنوات " إن على أوربا عدم الكيل بمكيالين في قضية الشعب الكردي، عليها الضغط على تركيا لحل القضية الكردية وليس إعتبار الكرد إرهابيين، هذا لايخدم السلام أبداً. إن بداية السلام هو الحوار مع مؤتمر الشعب الكردستاني وزعيمه أوجلان". كما قوبل القرار الأوربي هذا بموجات إدانة وإستنكار من المنظمات الهيئات الكردية وممثليات حزب الشعب الديمقراطي في داخل تركيا وخارجها.
التناغم والغزل الأوربي والأميركي مع تركيا الكمالية لن يقدم سوى مزيداً من التعقيد والتأزم في المنطقة، كما إن محاولات عزل مؤتمر الشعب الكردستاني ( وهو القوة الضاربة في كردستان تركيا) ومحاولة خلق بدائل له لن تنفع.
&وموضوعة دخول تركيا إلى الإتحاد الأوربي لايتعلق فقط بحلحلتها ( أو تنويمها...) للقضية الكردية، فبنائية الدولة التركية وإرتكازيتها القائمة على الإيديولوجيا الأتاتوركية القومية الشمولية، غير ملائمة البتة في الإندماج في المنظومة الأوربية، أوربا إذاً تعيق دخول تركيا إلى الإتحاد الأوربي من حيث تدري أو لاتدري، والأتراك يشددون على رفض الهوية الكردية و يصرون بدل ذلك على التعامل بلغة الأمن والمدفع معها.
&ترك الأمور على عواهنها فيما يتعلق بالشعب الكردي في تركيا لهو موافقة على حالة الإستبداد المتأصلة في أقاليم الشرق الأوسط وتشجيع ضمني على إستمرار العنف والفوضى فيها وهو مايهدد أمن كل المنطقة. وتركيا مثلها مثل غيرها من دول المنطقة، لاتحبذ أي إصلاحات أو تغيير بنيوي بل تنشد الإدامة على سياساتها الحالية، والحق مع عبدالله غول حينما ينصح واشنطن ـ تعليقاً على ما يحدث في العراق الآن ـ إن تركيا قد حذرت الإدارة الأميركية من التغيير في العراق، إذ ليسّ من بد، وفق غول، سوى ترك المنطقة هكذا تتيه في إستبدادها وسحقها لمواطنيها وأقلياتها وتصدر الإرهاب إلى بقية أنحاء الأرض ف" حين يجهل المرء البنية الكاملة للمنطقة قد تشتعل الأحداث ويحدث تصعيد مفاجئ (...) آمل بأن يتم الأخذ بالنصيحة التي قدمناها منذ بدء الحرب "
لماذا تستغرب أوربا وأميركا إذاً وتتفاجأ بهذا المد الإرهابي الشرق الأوسطي في العالم، والحال هذه ؟؟.
في تعليق أولي له على قرار الإتحاد الأوربي إدراج إسم مؤتمر الشعب الكردستاني على لوائح المنظمات الإرهابية، قال زبير آيدار رئيس المؤتمر والنائب الكردي السابق في البرلمان التركي " إننا حركة تحرر وطني، لسنا منظمة إرهابية كما تدعي أوربا وتفرض عليها أجندتها السياسية والمصالحية ذلك. مافعلته أوربا إستخفاف وإهانة لنضال شعبنا، لا يمكن قبوله..". والحال فإن الإجراء الأوربي هذا يأتي في أوقات حرجة تدور فيها المنطقة في دوامة عنف ولاإستقرار تظهر علاماتها في أكثر من مكان وموقع. وقد سبقت الولايات المتحدة الأميركية أوربا في إدراج إسم " مؤتمر الشعب الكردستاني" ضمن لائحة المنظمات الإرهابية، وبشكل خاص بعد زيارة أردوغان الأخيرة لواشنطن. والظاهر إن أوربا والولايات المتحدة إتفقت بشكل نهائي على رفض " تسيس" القضية الكردية في كردستان الشمالية، وعدم قبولها القضية مؤطرة في حزب العمال الكردستاني أو " المنظمات المنبثقة عنه" كما جاء في حيثيات القرار الأميركي.
&فمنذ مدة والإتحاد الأوربي يحاول " فك الإرتباط" بين حقوق الأكراد الثقافية والنضال المسلح والدبلوماسي الذي قاده حزب العمال الكردستاني في كردستان الشمالية منذ بداية الثمانينات ضد المؤسسة العسكرية التركية ونهجها الأتاتوركي الرافض للهوية والوجود الكردي. والمتتبع لسير المواقف الأوربية من المشروع الديمقراطي الذي قدمه حزب العمال الكردستاني لحل القضية الكردية في تركيا حلاَ ديمقراطياً وضمن إطار الدولة التركية الحالية يعرف مدى الإزدواجية والتذبذب المصالحي/النفعي الفاحش في تعاملية دول الإتحاد الأوربي مع أكراد تركيا ومطاليبهم، فمنذ أن قدم زعيم الحزب عبدالله أوجلان مشروع الحل الديمقراطي بعد عملية إختطافه عام 1999م ومقابلة ذلك بالرفض والتعنت التركي، وأوربا ترفض أي تعامل سياسي ودبلوماسي واضح مع ممثلي الحركة التحررية الكردستانية في كردستان الشمالية. ومع إقتراب موعد تحديد بدء مفاوضات الدخولية بالنسبة لتركيا لايبدو ثمة حل جذري ( أو حتى مٌرضي ) يلوح في الأفق، فمايزال التضييق والتهميش السلطوي التركي جارياً على قدم وساق بالنسبة لهوية الشعب الكردي. ومازالت تركيا ( بعسكرها ومدنييها) ترفض مناقشة القضية الكردية مناقشة علنية لإيجاد حل عادل لها، بل على العكس فالجنرالات الترك مايزالون يلحون على الولايات المتحدة لضرب قواعد قوات حماية الشعب ( الجناح العسكري لمؤتمر الشعب الكردستاني) بعد أن أدرجت واشنطن الحزب في لائحة المنظمات الإرهابية.
الزعيم الكردي عبدالله أوجلان قال لمحاميه أثناء زيارتهم له في سجن( إميرالي) معلقاً على القرار الأوربي هذا " إن هذا القرار يظهر مرة أخرى إزدواجية أوربا في تعاملها مع قضية الشعب الكردي، إن هذا الإجراء وإن بدا له خلفيات وأجندة واضحة فهو سيزيد من تصلب الدولة التركية وتعنتها في إيجاد حل عادل للقضية الكردية، وهذا سيجلب معه مزيداً من اللاإستقرار والعنف في المنطقة ". بينما قالت ليلى زانا النائبة الكردية المسجونة في تركيا منذ أكثر من 10 سنوات " إن على أوربا عدم الكيل بمكيالين في قضية الشعب الكردي، عليها الضغط على تركيا لحل القضية الكردية وليس إعتبار الكرد إرهابيين، هذا لايخدم السلام أبداً. إن بداية السلام هو الحوار مع مؤتمر الشعب الكردستاني وزعيمه أوجلان". كما قوبل القرار الأوربي هذا بموجات إدانة وإستنكار من المنظمات الهيئات الكردية وممثليات حزب الشعب الديمقراطي في داخل تركيا وخارجها.
التناغم والغزل الأوربي والأميركي مع تركيا الكمالية لن يقدم سوى مزيداً من التعقيد والتأزم في المنطقة، كما إن محاولات عزل مؤتمر الشعب الكردستاني ( وهو القوة الضاربة في كردستان تركيا) ومحاولة خلق بدائل له لن تنفع.
&وموضوعة دخول تركيا إلى الإتحاد الأوربي لايتعلق فقط بحلحلتها ( أو تنويمها...) للقضية الكردية، فبنائية الدولة التركية وإرتكازيتها القائمة على الإيديولوجيا الأتاتوركية القومية الشمولية، غير ملائمة البتة في الإندماج في المنظومة الأوربية، أوربا إذاً تعيق دخول تركيا إلى الإتحاد الأوربي من حيث تدري أو لاتدري، والأتراك يشددون على رفض الهوية الكردية و يصرون بدل ذلك على التعامل بلغة الأمن والمدفع معها.
&ترك الأمور على عواهنها فيما يتعلق بالشعب الكردي في تركيا لهو موافقة على حالة الإستبداد المتأصلة في أقاليم الشرق الأوسط وتشجيع ضمني على إستمرار العنف والفوضى فيها وهو مايهدد أمن كل المنطقة. وتركيا مثلها مثل غيرها من دول المنطقة، لاتحبذ أي إصلاحات أو تغيير بنيوي بل تنشد الإدامة على سياساتها الحالية، والحق مع عبدالله غول حينما ينصح واشنطن ـ تعليقاً على ما يحدث في العراق الآن ـ إن تركيا قد حذرت الإدارة الأميركية من التغيير في العراق، إذ ليسّ من بد، وفق غول، سوى ترك المنطقة هكذا تتيه في إستبدادها وسحقها لمواطنيها وأقلياتها وتصدر الإرهاب إلى بقية أنحاء الأرض ف" حين يجهل المرء البنية الكاملة للمنطقة قد تشتعل الأحداث ويحدث تصعيد مفاجئ (...) آمل بأن يتم الأخذ بالنصيحة التي قدمناها منذ بدء الحرب "
لماذا تستغرب أوربا وأميركا إذاً وتتفاجأ بهذا المد الإرهابي الشرق الأوسطي في العالم، والحال هذه ؟؟.
التعليقات