"ايلاف"&من القاهرة: ربما كانت هذه هي المرة الثامنة التي تعلن فيها وسائل الإعلام المختلفة أنباء عن مصرعه، كانت أحدثها في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي في جبال منطقة فيدنيو،تماماً كما حدث مع رفيق دربه سامر صالح عبد الله السويلم، الشهير بلقب " القائد خطاب"، الذي قتلته الاستخبارات الروسية من خلال أحد عملائها في مثل هذه الأيام قبل عامين، ومن بعده حمل أبو الوليد الغامدي راية القيادة لمن اصطلح على تسميتهم بالمقاتلين العرب في الشيشان، واسمه بالكامل عبد العزيز بن سعيد بن علي الغامدي، الذي كان قد بدأ رحلته قبل نحو ستة عشر عاما في أفغانستان، وتحديداً في العام 1988 حين شارك في عشرات العمليات هناك، شأن مئات وربما آلاف من الشباب العرب الذين حملوا أرواحهم على أكفهم بدعم حكوماتهم وأسرهم ومباركة البيت الأبيض في واشنطن، ليصبحوا لاحقاً قوارب تتنقل في كل بؤر الصراع في أرض الله، ولا تستقر بها المقام في مرفأ بعينه.
خلال العام الماضي، حرصت فضائية "الجزيرة" على صك شعار "اكسلكوسيف" على شاشتها في أثناء بث مقابلة حصرية أجرتها مع أبو الوليد توعد فيها الروس جميعا بالذبح، وقال إن استمرار العمليات العسكرية داخل الأراضي الشيشانية، سيتيح الفرصة أمام الروس لالحاق الأذي بالشعب الشيشاني. لذلك قررنا نقل مسرح لعمليات إلى داخل الأراضي الروسية"، وأضاف قائلاً "إننا نعتبر كل أفراد الشعب الروسي محاربين لأنهم هم الذين اختاروا هذه الحكومة التي تسعى إلى قمع الشعب الشيشاني، لكنهم سيدفعون ثمن محاربتهم لنا من دماء أبنائهم وذويهم".
وحتى قبل هذا المقابلة كان أبو الوليد هدفاً للقوات الروسية، ورصدت موسكو مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله، ويقول العارفون بالمقاتلين العرب في الشيشان إن أبا الوليد خبير متفجرات تلقى تدريبه في التعامل مع هذه المواد بأفغانستان، ومن المعتقد انه انتقل إلى الشيشان عام 1995، وتولى أبو الوليد عقب وصوله إلى الشيشان إدارة معسكر تدريب للمجاهدين تحت إمرة رفيقه وابن بلده "القائد خطاب".
لكن الحكاية أكثر زخماً من هذا الاختزال المخل، فبعد انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان سعى خطاب وأبو الوليد ومعهما مجموعة إلى حرب أخرى تدور ضد نفس العدو ولكنها هذه المرة كانت في طاجيكستان فأعدوا حقائبهم وذهبوا هناك في العام 1993 ، ومكثوا عامين يقاتلون الروس في الجبال المغطاة بالثلوج ينقصهم الذخائر والسلاح والتعاطف الشعبي في هذه البلاد الوعرة الباردة، وعبثاً حاول البعض إقناعهما بالعودة إلى بيشاور للعلاج، لكنهما رفضا، وهنا يصف أبو الوليد في موقع القوقاز على الشبكة شعوره عندما رأى أخبار الشيشان على محطة تلفزيونية تبث عبر القمر الصناعي في أفغانستان فقال : "عندما رأيت المجموعات الشيشانية مرتدية عصابات مكتوباً عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويصيحون صيحة الله اكبر علمت أن هناك جهاداً في الشيشان وقررت انه يجب علي أن اذهب إليهم بنفسي" وبالفعل وصل أبو الوليد هضاب الشيشان عام 1995.
حزم أبو الوليد مع خطاب أمتعتهما ورحلا من أفغانستان ومعهما مجموعة مكونة من ثمانية أشخاص ميممين وجوههم شطر الشيشان، كان ذلك في ربيع 1995 ، أربع سنوات مضت بعد ذلك جعلت تجربة المقاتلين العرب في أفغانستان وطاجيكستان تظهر كأنها كانت مجرد لعبة كمبيوتر، كما يقول بنفسه في رسالة منسوبة إليه، واشتهر خطاب وأبو الوليد بصفتهما من أبرز القادة الميدانيين حيث هاجم مع مجموعة مسلحة غالبية افرادها من العرب الافغان قافلة عسكرية روسية في نيسان (ابريل) من العام 1996 قرب بلدة باريش - ماردي وادت العملية الى مصرع 53 عسكرياً روسيا وجرح 52 آخرين، وتدمير خمسين سيارة عسكرية، وهو ما ترتب عليه إقالة ثلاثة جنرالات روس، وأعلن الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين بنفسه عن هذه العملية أمام مجلس الدوما (البرلمان) الروسي، وتم تصوير هذه العملية بالكامل على شريط فيديو توجد منها بعض الصور في موقع الشيخ عبدالله عزام على شبكة الإنترنت حتى يومنا هذا.
وبعدها بعدة شهور نفذت نفس المجموعة المقاتلة عملية هجوم على معسكر روسي نتج عنه تدمير طائرة هليكوبتر بصاروخ AT- 3 Sager المضاد للدبابات ومرة أخرى تم تصوير العملية بالكامل على شريط فيديو، كما شاركت أيضا مجموعة من مقاتليه في هجوم غروزني الشهير في شهر آب (أغسطس) من العام 1996 الذي قاده القائد الشيشاني المعروف شامل باسييف.
وعاد اسم خطاب وأبو الوليد إلى الظهور مجدداً على الساحة في يوم 22 كانون الأول (ديسمبر) من العام 1997 عندما قاد مجموعة مكونة من مائة شيشاني وعربي، وهاجموا داخل الأراضي الروسية وعلى عمق 100 كيلو متر القيادة العامة للواء 136 الآلي ودمروا 300 سيارة وقتلوا العديد من الجنود الروس وقد لقي في هذه العملية اثنان من العرب مصرعيهما، ومنهما أحد كبار القادة المعروفين من مصر، وهو أبو بكر عقيدة.
ونقل أبو الوليد ومجموعته الحرب من جبال الشيشان إلى قلب موسكو، فكانت عملية مسرح موسكو، التي جاءت بعد عملية شهدها مترو الانفاق في العاصمة الروسية، والتي أسفرت عن سقوط 50 قتيلاً علي الأقل وأكثر من 130 جريحاً لتضع هاتان العمليتان السلطات الروسية أمام اختبار بالغ القسوة، وكان عليها أن تفعل شيئاً حيال هؤلاء "المقاتلين العرب"، ويبدو أنها فعلت، وأسدلت الستار على قصة خطاب وأبي الوليد الغامدي للأبد.
خلال العام الماضي، حرصت فضائية "الجزيرة" على صك شعار "اكسلكوسيف" على شاشتها في أثناء بث مقابلة حصرية أجرتها مع أبو الوليد توعد فيها الروس جميعا بالذبح، وقال إن استمرار العمليات العسكرية داخل الأراضي الشيشانية، سيتيح الفرصة أمام الروس لالحاق الأذي بالشعب الشيشاني. لذلك قررنا نقل مسرح لعمليات إلى داخل الأراضي الروسية"، وأضاف قائلاً "إننا نعتبر كل أفراد الشعب الروسي محاربين لأنهم هم الذين اختاروا هذه الحكومة التي تسعى إلى قمع الشعب الشيشاني، لكنهم سيدفعون ثمن محاربتهم لنا من دماء أبنائهم وذويهم".
وحتى قبل هذا المقابلة كان أبو الوليد هدفاً للقوات الروسية، ورصدت موسكو مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله، ويقول العارفون بالمقاتلين العرب في الشيشان إن أبا الوليد خبير متفجرات تلقى تدريبه في التعامل مع هذه المواد بأفغانستان، ومن المعتقد انه انتقل إلى الشيشان عام 1995، وتولى أبو الوليد عقب وصوله إلى الشيشان إدارة معسكر تدريب للمجاهدين تحت إمرة رفيقه وابن بلده "القائد خطاب".
لكن الحكاية أكثر زخماً من هذا الاختزال المخل، فبعد انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان سعى خطاب وأبو الوليد ومعهما مجموعة إلى حرب أخرى تدور ضد نفس العدو ولكنها هذه المرة كانت في طاجيكستان فأعدوا حقائبهم وذهبوا هناك في العام 1993 ، ومكثوا عامين يقاتلون الروس في الجبال المغطاة بالثلوج ينقصهم الذخائر والسلاح والتعاطف الشعبي في هذه البلاد الوعرة الباردة، وعبثاً حاول البعض إقناعهما بالعودة إلى بيشاور للعلاج، لكنهما رفضا، وهنا يصف أبو الوليد في موقع القوقاز على الشبكة شعوره عندما رأى أخبار الشيشان على محطة تلفزيونية تبث عبر القمر الصناعي في أفغانستان فقال : "عندما رأيت المجموعات الشيشانية مرتدية عصابات مكتوباً عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويصيحون صيحة الله اكبر علمت أن هناك جهاداً في الشيشان وقررت انه يجب علي أن اذهب إليهم بنفسي" وبالفعل وصل أبو الوليد هضاب الشيشان عام 1995.
حزم أبو الوليد مع خطاب أمتعتهما ورحلا من أفغانستان ومعهما مجموعة مكونة من ثمانية أشخاص ميممين وجوههم شطر الشيشان، كان ذلك في ربيع 1995 ، أربع سنوات مضت بعد ذلك جعلت تجربة المقاتلين العرب في أفغانستان وطاجيكستان تظهر كأنها كانت مجرد لعبة كمبيوتر، كما يقول بنفسه في رسالة منسوبة إليه، واشتهر خطاب وأبو الوليد بصفتهما من أبرز القادة الميدانيين حيث هاجم مع مجموعة مسلحة غالبية افرادها من العرب الافغان قافلة عسكرية روسية في نيسان (ابريل) من العام 1996 قرب بلدة باريش - ماردي وادت العملية الى مصرع 53 عسكرياً روسيا وجرح 52 آخرين، وتدمير خمسين سيارة عسكرية، وهو ما ترتب عليه إقالة ثلاثة جنرالات روس، وأعلن الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين بنفسه عن هذه العملية أمام مجلس الدوما (البرلمان) الروسي، وتم تصوير هذه العملية بالكامل على شريط فيديو توجد منها بعض الصور في موقع الشيخ عبدالله عزام على شبكة الإنترنت حتى يومنا هذا.
وبعدها بعدة شهور نفذت نفس المجموعة المقاتلة عملية هجوم على معسكر روسي نتج عنه تدمير طائرة هليكوبتر بصاروخ AT- 3 Sager المضاد للدبابات ومرة أخرى تم تصوير العملية بالكامل على شريط فيديو، كما شاركت أيضا مجموعة من مقاتليه في هجوم غروزني الشهير في شهر آب (أغسطس) من العام 1996 الذي قاده القائد الشيشاني المعروف شامل باسييف.
وعاد اسم خطاب وأبو الوليد إلى الظهور مجدداً على الساحة في يوم 22 كانون الأول (ديسمبر) من العام 1997 عندما قاد مجموعة مكونة من مائة شيشاني وعربي، وهاجموا داخل الأراضي الروسية وعلى عمق 100 كيلو متر القيادة العامة للواء 136 الآلي ودمروا 300 سيارة وقتلوا العديد من الجنود الروس وقد لقي في هذه العملية اثنان من العرب مصرعيهما، ومنهما أحد كبار القادة المعروفين من مصر، وهو أبو بكر عقيدة.
ونقل أبو الوليد ومجموعته الحرب من جبال الشيشان إلى قلب موسكو، فكانت عملية مسرح موسكو، التي جاءت بعد عملية شهدها مترو الانفاق في العاصمة الروسية، والتي أسفرت عن سقوط 50 قتيلاً علي الأقل وأكثر من 130 جريحاً لتضع هاتان العمليتان السلطات الروسية أمام اختبار بالغ القسوة، وكان عليها أن تفعل شيئاً حيال هؤلاء "المقاتلين العرب"، ويبدو أنها فعلت، وأسدلت الستار على قصة خطاب وأبي الوليد الغامدي للأبد.
التعليقات