"إيلاف" من دمشق: أعلنت مصادر دبلوماسية غربية في دمشق أن بوادر تقدم بدأت تظهر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في إطار مسألة تبادل الأسرى، مشيرة الى أن دولا أوروبية دخلت على الخط لدعم الوسيط الألماني آرنست أورلاو في احدى أكثر مفاصل الصفقة جدية، من المتوقع ان يتبلور عنها اتفاق نهائي لإنجاز المرحلة الثانية بين الطرفين بعد مضي ثلاثة أشهر على إتمام الصفقة الأولى.
وكشفت المصادر ان الحكومة الألمانية بادرت مؤخرا في تكثيف تحركها واتصالاتها للتأكد من وجود معلومات جديدة تتعلق بالكشف عن مصير الطيار الاسرائيلي رون أراد المفقود في لبنان منذ عام 1986 بعد أن أسقطت طائرته فوق منطقة شرق صيدا،& في وقت تستمر دولتان إقليميتان في لعب دورهما المؤثر في عملية تبادل الأسرى.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نشرت على مومقعها على الانترنت نقلا عن مصادر دبلوماسية إن العملية ستشمل إضافة إلى إطلاق الأسير سمير القنطار من السجون الإسرائيلية، تحرير السجين جورج عبدالله من السجون الفرنسية وسجناء لبنانيين وإيرانيين في السجون الألمانية، مقابل الكشف عن مصير الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد، ووضعية الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في معركة السلطان يعقوب في العام 1982. وقالت الصحيفة إن لدى حزب الله معلومات ملموسة تتعلق ليس برون أراد وإنما بمفقودي السلطان يعقوب، زخاريا باومل، تسفي فيلدمان ويهودا كاتس.
كما نقلت "يديعوت أحرونوت" عن هذه المصادر التي تعمل في بيروت، أن تتجزأ المرحلة الثانية، بدورها إلى مرحلتين، بحيث يتم في المرحلة الأولى تحرير القنطار في مقابل معلومات "دقيقة وحاسمة" عن أراد، في حين ستشمل المرحلة الثانية تسليم جثث الجنود الإسرائيليين الثلاثة في مقابل إطلاق المعتقلين اللبنانيين من فرنسا وألمانيا ومعتقلين فلسطينيين وسوريين من السجون الإسرائيلية وتقديم معلومات عن الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة.
وأفادت المصادر أن حزب الله نجح من خلال اتصالاته ومتابعته، في الحصول على معلومات حاسمة في شأن أراد والجنود الثلاثة، وذلك بالتعاون مع جهات لبنانية وفلسطينية. ولفتت المصادر إلى أن الحزب كان يطالب بإطلاق القنطار قبل تقديم ما لديه من معلومات، وفقاً لما كان قد أكده الوسيط الألماني في الاتفاق الأول، وبالتالي على إسرائيل أن تنفّذ وعودها.
وفي الجانب الإسرائيلي، أعلنت القناة الثانية أن رئيس الحكومة أرييل شارون ينوي عرض قضية الإفراج عن القنطار في الايام القريبة المقبلة. واستهلت القناة الثانية نشرتها المركزية بالحديث عن تطورات دراماتيكية في قضية التبادل وقالت إنها لأسباب تتعلق بالسرية والرقابة العسكرية لا تستطيع نشر كل ما لديها من معلومات.& وأشارت إلى أن المعلومات التي يمكن الإفصاح عنها تتحدث عن أن حكومة شارون ستتخذ في الأيام القريبة القرار بشأن الإفراج أو عدم الإفراج عن القنطار.
وكان شارون اعلن مساء امس خلال مقابلة مع القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، عن عدم وجود أي تقدم ملموس في قضية رون أراد. وقال: "إنني شخصياً أتابع هذا الموضوع، وقد سرنا باتجاهات مختلفة وبطرق مختلفة لم نجرّبها من قبلُ أبداً. ومن الأفضل الآن المحافظة على هذه التفاصيل سريّة. وانا مجبر على القول بأننا لم نحصل على نتائج إضافية، فليس هناك نتائج لا إيجابية ولا سلبية حتى الآن".
وكان الإفراج عن القنطار موضع خلاف مستمر منذ اللحظة الأولى لإبرام المرحلة الأولى من اتفاق التبادل بين حزب الله وإسرائيل أواخر كانون الأول(ديسمبر) الماضي إذ نص الاتفاق على الإفراج عن القنطار خلال ثلاثة أشهر وبعد انتهاء المفاوضات بشأنه. وفسرت إسرائيل ذلك بأنه مشروط بالحصول على معلومات ملموسة تلقي الضوء على مصير أراد، التفسير الذي رفضه حزب الله وأصر على أن القنطار ليس مدرجا في إطار المرحلة الثانية وإنما وضع في بند ملحق بالمرحلة الأولى ولذلك ليس مرتبطا بقضية أراد.
ومن الواضح أن الوسطاء الألمان الذين أخذوا على عاتقهم إتمام المهمة وجدوا أنفسهم في وضع حرج فكثفوا مباحثاتهم لإيجاد مخرج وركزوا على الاتصالات مع الجانب الإيراني في محاولة لخلق تقدم على صعيد قضيتي أراد والقنطار معا. وأشار التلفزيون الإسرائيلي إلى أن التقدم حدث هذه المرة بوجود شركاء أوروبيين اخرين الى جانب الألمان اضافة الى جهات لم يسبق لها أن تحدثت مباشرة مع الإسرائيليين.
من جانبه سعى حزب الله إلى البحث عن كل معلومة من الممكن ان تضاف لصالحه في المباحثات إن لم يكن على صعيد أراد فعلى الأقل على صعيد مفقودين إسرائيليين آخرين وخصوصا مفقودي معركة السلطان يعقوب عام 1982. وكان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله وعد بأن يضع في تصرف الوسيط الألماني أي معلومات جديدة فور توافرها.
ونقلت مصادر عدة ان "حزب الله" يفضل أن تتم المرحلة الثانية قبل 23 الجاري, وهو موعد اجراء الانتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطية، ليكون في وسعه توظيف هذا الانجاز في حملته الانتخابية.
من جهة اخرى, اكد النائب السوري السابق مدحت صالح في تصريحات صحافية ان المرحلة الثانية من صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل و"حزب الله" ستشمل اطلاق "معظم" الاسرى السوريين الـ12 القابعين في السجون الاسرائيلية بأحكام ترواح مدتها بين 4 و27 سنة.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز "أعتقد أن الصفقة الأخيرة التي أبرمت مع حزب الله جعلت إمكانية تلقي معلومات عن رون أراد قريبة أكثر من أي وقت مضى. مع ذلك، أعتقد أنه ليس من المناسب الإفصاح عن اي معلومات أخرى إن وجدت أو لا".
التعليقات