د. فاضل فضة
&
&
منذ عدة سنوات، أخبرني الصديق محمد فرحات الكاتب والصحفي اللبناني في جريدة الحياة، عن صحيفة إيلاف الألكترونية قبل صدورها. شارحاً ومعلقاً، انها ستكون الصحيفة اللأكترونية الأولى في العالم العربي كونها ستصدر بفريق صحافي كامل، كأي مؤسسة إعلامية تصدر جريدة ورقية.
&لم أعلق كثيراً على معلومات الصديق محمد الجيدة دائماًَ، كونه أخبرني عن محطة الجزيرة قبل صدورها ايضاً. لم اعلق هذ المرة كوني احمل شهادة دكتوراة في علوم الحاسبات واختصاص الذكاء الإصطناعي، وكوني املك ومازلت عدة مواقع على شبكة الأنترنيت المتضمنة موقع إخباري ايضاً. لذا كان الخبر عادي جداً، والتساؤل المشروع عن الإضافة التي يمكن ان تقدمها جريدة عربية الكترونية على الأنترنيب، خاصة بعد صدور المحطات الفضائية، وتواجد معظم وسائل الإعلام العربي المحلي والمهاجر على هذه الشبكة الهائلة.
وحاولت ان اتابع الموقع منذ صدوره. وفي الحقيقة لم يلفت نظري كثيراًُ خلال فترة الإنطلاق. ومرت السنوات، إلى قرابة السنة والنصف من الأن. حيث ذكرني احد الأصدقاء بموقع إيلاف،، قائلاً وبكل بساطة. أنا أقراً إيلاف كل يوم. ولاحاجة لي لأي صحيفة أخرى. لإنها شاملة ووافية، وتنشر مالاينشر في أية صحيفة عربية أخرى.
فوجئت، بما يقول الصديق. خصوصاً أنني زرت هذا الموقع في بداية اطلاقته. وعدت لزيارة الموقع فوجدت ان مايقوله الأخ رائد هو صحيح. بعد ذلك اليوم، اصبحت اتابع إيلاف أكثر من أي موقع أخر، مع أنه من المفروض أن أتابع عديد من المواقع لإسباب خاصة.
فوجئت، بما يقول الصديق. خصوصاً أنني زرت هذا الموقع في بداية اطلاقته. وعدت لزيارة الموقع فوجدت ان مايقوله الأخ رائد هو صحيح. بعد ذلك اليوم، اصبحت اتابع إيلاف أكثر من أي موقع أخر، مع أنه من المفروض أن أتابع عديد من المواقع لإسباب خاصة.
نجحت إيلاف كما توقع محمد فرحات، الشئ الذي لم يكن يدور في خلدي ابداً.
نجحت إيلاف، كونها كسرت الطوق الذي لم يجرؤا احد على كسره في اية وسيلة إعلامية غيرها في مساحة جغرافية لاحدود لها. عالمنا العربي والعالم ايضاً.
نجحت إيلاف، كونها كسرت الطوق الذي لم يجرؤا احد على كسره في اية وسيلة إعلامية غيرها في مساحة جغرافية لاحدود لها. عالمنا العربي والعالم ايضاً.
هذا الطوق الذي كنا ومازلنا نتجاوزه ومنذ اكثر عقدين من الزمن في وسائل إعلام اغترابية محدودة في جغرافية المكان، مدينة أو عدة مدن في أمريكا الشمالية.
لماذا نجحت إيلاف في العالم العربي والعالم، ولماذا يتابعها مالايقل عن نصف مليون أنسان يومياً أو أكثر (لو قسمنا عدد النقرات على خمسة لكل شخص)؟
نجحت أيلاف، لأنها فتحت باباً لم تقدمه، أو لاتستطيع أن تقدمه أية مؤسسة إعلامية عربية أخرى.
فإيلاف تصدر من الخارج، ويستطيع قرائتها كل من هو بالداخل والخارج العربي أيضاً. لذا فهي لاتحتاج إلى رقابة أو مقص رقيب ابداً. حتى وإن قرر هذا المقص ان يمارس سطوته المعتادة. فإن إيلاف وغيرها من المواقع قادره على تجاوزه، بإسلوب أو بأخر.
أما من ناحية المحتوى وهو الأهم، استطاعت أن تستوعب كل ماهو منفتح على العصر، ثقافياً وفكرياً واجتماعياً. كانت المنفذ الوحيد عملياً للكاتب المعاصر والتقليدي على السواء. لذا قدمت ومازالت تقدم كل مايمكن البوح به وعلى أي مستوى، لما يسمى الرأي والرأي الأخر بدون أية قيود أسماء أو هالات اسماء، حكومات او رقيب او مسايرة، او تحزب لإيديولوجية أو لعقيدة معينة، لم تتحزب إيلاف الا لقيود الجدية في الطرح وعدم الإسفاف في المواجهة.
ولم تركض وراء الإسماء التقليدية والمعروفة، والهالا ت المعنوية وطبول الإطارات التابعة لكيان صحفي محاصر لكل إبداع حقيقي.
مزقت إيلاف كذبة أن الإبداع محصور على تقليد أنشر لي لأنشر لك.
وسمحت لإقلام معروفة في أماكنها الجغرافية الضيقة، أو أقلام جديدة كلياً أن تمارس نزع الحجاب عن مثقفي السلطة، المدعين بتقديم مساهمات حقيقة في عصر جديد.
لقد عاني الشارع الثقافي والمعرفي العربي من سيطرة بعض رجال الإعلام الرسمي وغيره على وسائل الإعلام في حصره ضمن إطارات الإرث التقليدي للفكر العربي منذ قرن كامل من الزمن.
وجاءت إيلاف بصدرها المفتوح على شبكة عالمية، متجاوزة ابعاد إية قناة فضائية أو جريدة رسمية أو غير رسمية، لتدق نواقيس الخطر، وابواب المترددين، والخائفين على سلطتهم التقليدية في عالم الكتابة سابقاً، وتسمح بتدفق فكري وابداعي، ضمن إطار شامل لمفهوم الإعلام العصري المنفتح بكل جدية على عصره وزمانه ومعاييره الإنسانية والحضارية.
وجاءت إيلاف بصدرها المفتوح على شبكة عالمية، متجاوزة ابعاد إية قناة فضائية أو جريدة رسمية أو غير رسمية، لتدق نواقيس الخطر، وابواب المترددين، والخائفين على سلطتهم التقليدية في عالم الكتابة سابقاً، وتسمح بتدفق فكري وابداعي، ضمن إطار شامل لمفهوم الإعلام العصري المنفتح بكل جدية على عصره وزمانه ومعاييره الإنسانية والحضارية.
كما انها اصبحت للبعض المناخ الجديد لمثقفي الحداثة والواقعية وحتى مابعد الواقعية. وهو المناخ الذي يحتاج إليه العالم العربي داخلياً وخارجياً.
اصبح مناخ أو بيئة إيلاف اللأكترونية، الساحة الأوسع للإ بداع العربي والإنساني، يقدم فيها كل مايحتاج إليها المواطن العادي لكي يقراً ويسمع ما يمنع عنه في أرضه ووطنه بشكل يومي منذ مالايقل عن اكثر من نصف قرن من الزمن.
جاءت إيلاف، بإرادة أو دون إرادة، لكي تزرع بذور نهضة فكرية وثقافية وتكنولوجية عن طريق منهجية الحوار الحضاري لكافة أبناء هذا الوطن الممزق في تاريخه المعاصر. هذا الوطن الذي مازالت تغذيه حمى الرؤى الضبابية في أساليب العمل السياسي والإجتماعي وحتى الإعلامي المشروط بقيود وظروف العيش اليومية، أو ظروف الإنتهازية وحلم الإستمرارية المعنوية في حمى سلطان أو ملك أو رئيس.
لقد اصبحت إيلاف وبكل فخر، منبرا أساسيا من منابر الإغتراب والهجرة المعاصرة. الإغتراب الذي استوعبنا سابقاً وحاضراً في مساحات كتابية كانت مقتصرة على جريدة أو مجلة محدودة التوزيع في بلدان هجرتنا وإغترابنا.
لهذا السبب واسباب اخرى، فإننا نحتفل مع إيلاف ومؤسسيها، بهذا المنبر الكبير، أملين
ان تكون أيلاف النواة لتيار إعلامي جدي غير محاصر من اية جهة، يؤدي في مهماته ونتائجه إلى ان يعم الإنفتاح الفكري والثقافي والعلمي في كل مرافق الحياة في العالم العربي. ويخرج عالمنا المحاصر من ذاتنا وامراضنا الوراثية إلى عالم جديد متنور، يحكمه العقل والوجود الحضاري المعاصر بكل ابعاده.
ان تكون أيلاف النواة لتيار إعلامي جدي غير محاصر من اية جهة، يؤدي في مهماته ونتائجه إلى ان يعم الإنفتاح الفكري والثقافي والعلمي في كل مرافق الحياة في العالم العربي. ويخرج عالمنا المحاصر من ذاتنا وامراضنا الوراثية إلى عالم جديد متنور، يحكمه العقل والوجود الحضاري المعاصر بكل ابعاده.
إلى إيلاف، مؤسسين وكتاب وعاملين ومساهمين أو مشاركين
كل عام وانتم بخير
وعساكم من عواده...
وعساكم من عواده...
كاتب وباحث سوري، مونتريال - كندا
التعليقات