"إيلاف"&من لندن: ادت الحكومة العراقية التي استلمت السلطة اليوم اليمين القانونية وبذلك فان سلطة التحالف قد انحلت بعد 14 شهرا من احتلال العراق لكن وضع قوات التحالف في هذا البلد ترك بدون اتفاقات فيما تعد واشنطن لافتتاح اكبر سفارة لها في العالم في بغداد لتتولى الكثير من صلاحيات سلطة التحالف خاصة مع بقاء حوالي 140 الف عسكري والمئات من المستشاريين المدنيين والعسكريين والاستخباريين الاميركيين .
فقد ادى الرئيس العراقي غازي الياور ونائبيه ورئيس الوزراء اياد علاوي والوزراء اليمين القانونية ونص القسم على العمل للحفاظ على وحدة وسيادة العراق واستقلاله دولة ديمقراطية اتحادية .
وبرغم تسام العراقيين لوثائق تنظم نقل السلطة وحل سلطة التحالف اليوم الا ان وضع قوات التحالف التي اصبح اسمها من اليوم القوات المتعددة الجنسيات لم يجر الاتفاق عليه وترك لاتفاقت لاحقة مع الحكومة وخاصة بالنسبة للعمليات العسكرية الكبرى التي تريد تنفيذها على الاراضي العراقي وفيما اذا كانت ستاخذ الموافقة من الحكومة ام انها ستكتفي بابلاغها قبل تنفيذ عملياتها .
ويقول مارك كيميت نائب قائد العمليات العسكرية فى العراق ان تسليم السلطة لم يتضمن اتفاقات رسمية بين سلطة التحالف والحكومة العراقية حول وضع القوات الاجنبية التي ستبقى في البلاد. ويضيف ان هذه القوات كانت تعمل في العراق استنادا الى قرار مجلس الامن المرقم 1511 الصادر في السادس عشر من تشرين الاول ( اكتوبر) الماضي الذي يصف القوات بانها محتلة لكنها اليوم بدات تعمل تحت امرة القرار 1546 الصادر في الثامن من الشهر الحالي الذي حولها الى قوات متعددة الجنسيات غير محتلة وانما مكلفة بمساعدة قوات الامن العراقية على حفظ الامن وتامين الاستقرار .
ومنذ اليوم لم تعد سلطة التحالف التي تشكلت في السادس عشر من ايار (مايو) الماضي قائمة بعد ان كان شكلها رئيسها بول بريمر فور وصوله ال العاصمة العراقية في ذلك اليوم خلفا للحاكم العسكري الاميركي جاي غارنر .
وبذلك تتحول سلطة التحالف الى سفارة اميركية من الفترض ان تبدا مهماتها الخميس المقبل الاول من تموز (يوليو) المقبل حيث سيكون السفير هو جون نغروبونتي الدبلوماسي المخضرم الذي عمل مندوبا للولايات المتحدة في الامم المتحدة وشارك بقوة في تشكيل وعرض السياسة الاميركية في العراق.
&ومن المنتظر ان يعمل في هذه السفارة حوالي الف موظف اميركي دائم بالاضافة الى اخرين يعملون في مشروعات خاصة تستمر 90 يوما وسيكون من بينهم حوالي 150 موظفا من وكالة التنمية التابعة للحكومة الامريكية و200 من موظفي وزارة الخارجية فيما ينتمي الباقون فهم من وكالات حكومية اخرى او ملحقون باجهزة اخرى مثل مكتب اعمار العراق.
&وكانت العلاقات الدبلوماسية التي قطعت بين واشنطن وبغداد خلال أزمة الخليج التي تفجرت اثر احتلال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين للكويت عام 1990 ستستأنف قريبا خاصة بعد ان سلم بريمر اليوم الى رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي رسالة من الرئيس الاميركي جورج بوش رسالة تطلب اعادة هذه العلاقات حيث ينتظر ان يقوم نغروبونتي اوراق اعتماده وتتحول البعثة الاميركية في العراق الى سفارة.
ومن المنتظر ان يكون مقر السفارة الاميركية في مبنى بالجانب الشرقي من المنطقة الخضراء بوسط بغداد وهي مجمع مباني واسع كانت تشغله رئاسة الجمهورية العراقية السابقة .
وقد حد القرار الاممي 1546 تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة ذات السيادة والجدول الزمني المقترح لتشكيل حكومة ديموقراطية يحددها الشعب العراقي في انتخابات عامة في كانون الأول (ديسمبر) عام 2005.
كما سجل القرار بأن القوة المتعددة الجنسيات موجودة في العراق بطلب من الحكومة المؤقتة وأشار إلى أن القوة "ستكون لها السلطة لاتخاذ جميع الإجراءات الضرورية للمساهمة في المحافظة على الأمن والاستقرار في العراق" بمقتضى رسائل أرسلت إلى المجلس - وذيلت كملحق للقرار الدولي-- من قبل رئيس وزراء العراق ووزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول تحدد "الشراكة الأمنية" بين الحكومة العراقية والقوة.
&
ووفقا لهذه الرسائل فإن قوات الأمن العراقية ستكون مسؤولة أمام الوزراء العراقيين المختصين وإن الحكومة العراقية لديها السلطة لأن تضع قوات الأمن العراقية في عهدة القوة المتعددة الجنسيات من أجل العمليات. وتحدد الرسائل المنابر التي يستخدمها العراق والقوة المتعددة الجنسيات للتوصل إلى اتفاق كشركاء "حول سلسلة كاملة من قضايا الأمن والسياسة الأساسية بما فيها السياسة تجاه عمليات هجومية حساسة."
وفي رسالته، قال وزير الخارجية الأميركي إن القوة المتعددة الجنسيات عازمة على إنشاء قوة بحجم لواء ضمن القوة المتعددة الجنسيات وذلك تحديدا لتوفير الأمن لموظفي ومرافق الأمم المتحدة بما فيها مهام حماية قوافل السيارات.
وقال باول "إن القوة المتعددة الجنسيات مستعدة للاستمرار في بذل جهودها الحالية للمساعدة في توفير بيئة آمنة حيث يستطيع المجتمع الدولي الأوسع أن يحقق دوره المهم في تسهيل إعادة بناء العراق وفي قيامنا بهذه المسؤوليات خلال الفترة أعلاه، سنتصرف باعتراف واحترام كاملين لسيادة العراق."
ووفقا للقرار الصادر عن مجلس الأمن، فإن انتداب القوة المتعددة الجنسيات سيعاد النظر فيه بطلب من العراق أو خلال فترة 12 شهرا وسينتهي الانتداب في نهاية كانون الأول (ديسمبر) عام 2005 مع انتخاب حكومة جديدة أو قبل ذلك الوقت إذا طلبت ذلك الحكومة العراقية.
وحدد القرار دور الأمم المتحدة إنه "حسبما تسمح الظروف" ستلعب بعثة المساعدة الدولية للعراق دورا قياديا في مساعدة العراق على عقد مؤتمروطني موسع خلال الشهر المقبل لاختيار مجلس استشاري وستنظم انتخابات عامة في نهاية كانون الثاني (يناير) لتشكيل حكومة دائمة والمصادقة على دستور دائم .