&بيروت - "ايلاف" (ا ف ب): في نبأ لها من بيروت، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان الانسحاب الجزئي للقوات السورية من بيروت وضواحيها الذي بدأ الخميس، شهد توقفا على ما يبدو اليوم. واشارت الى ان الجنود السوريين
جندي لبناني امام موقع جرى اخلاؤه في بيروت
لا يزالون متواجدين في عشرة مواقع على الاقل. واوضحت الوكالة انه في اليرزة بالضاحية الشرقية لبيروت لا يزال الجيش السوري يحتفظ بمركز حراسة بعد انسحابه في الايام الاخيرة من احد المواقع الرئيسية قرب وزارة الدفاع اللبنانية. كما لا يزال الجنود السوريون موجودين في موقع اخر في محيط الوزارة. ولا يزال الجنود السوريون يحتفظون باربعة مواقع قريبة ولا يبدو انهم يحضرون لاي انسحاب. اضافت الوكالة: وفي القطاع المسيحي لمنطقة المتن الجبلية الى شمال شرق بيروت حيث غادر السوريون اربعة مراكز لكنهم كانوا ما يزالون اليوم في خمسة مواقع اخرى. وفي العاصمة نفسها-تابعت الوكالة- انسحب السوريون من تسعة مواقع الاحد واحتفظوا بوجود رمزي في موقع عاشر.
ولم يتسن الحصول على اي معلومات من الحكومتين اللبنانية والسورية حول مدى اعادة الانتشار التي اعلنت في 14 الجاري في بيان للجيش اللبناني.
يشار الى ان دمشق كانت تنشر قبل الخميس 27 الف جندي في لبنان. وبموجب اتفاق الطائف بين اللبنانيين (1989) الذي وضع حدا للحرب الاهلية كان من المفترض ان ينسحب الجيش السوري كليا من بيروت وضواحيها في العام 1992. وكانت القوات السورية تدخلت للمرة الاولى في الحرب اللبنانية (1975-1990) في العام 1976.
وفي ما يبدو ان عملية الانسحاب من بيروت وضواحيها شارفت على نهايتها، فان السؤال هو عن النتائج السياسية المترتبة على هذه الخطوة والاجراءات التي اتخذها لبنان لمواجهة مضاعفاتها؟
وقد تراوحت ردود الفعل في لبنان على خطوة الانسحاب بين من اعتبر انها محدودة ولا تشكل انسحابا كاملا وشاملا من البلاد، وبين من اعتبر انها تاتي في سياق الضغوط على سوريا والظروف الدولية والاقليمية. وراى البعض الاخر ان الانسحاب الجزئي مقدمة لانسحاب كامل من كل لبنان مع ما يعني ذلك من عودة القرار الحر الى هذا البلد.
وكان اللافت خلال اليومين الماضيين ان عملية الانسحاب تمت بهدوء ومن دون ضجيج سياسي او اعلامي، والتزام الرئيس اللبناني اميل لحود الصمت واعلانه امام زواره انه بصدد ترسيخ الاستقرار السائد وتعزيز الحوار مع مختلف التيارات.
الجدير ذكره ان الانسحاب السوري اتى بعد سلسلة من اللقاءات بين لحود وكل من البطريرك الماروني نصرالله صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، المعارضين الرئيسيين للوجود السوري في لبنان.
ولا تزال القوى الموالية لسوريا في لبنان تلتزم الحذر والتريث في التعليق على الانسحاب الذي فاجأ هذه القوى واحرجها من حيث توقيته وحجمه حيث سجل خروج الاف الجنود مع الياتهم من بيروت اما الى البقاع واما الى سوريا.
ولكن احدا في لبنان لم يعتبر ان اخلاء الجيش السوري لمواقعه في بيرت انتصارا له وهزيمة لغيره وخصوصا الفريق المسيحي الذي نادى دائما بخروج سوريا، الامر الذي يعني امكانية استكمال اجراءات الانسحاب في المدى القريب.
ويصر الرئيس لحود على حصر ملف الانسحاب السوري به شخصيا ويعتقد انه جرى نتيجة لمراجعة لبنانية سورية مشتركة لدور الجيش السوري في لبنان وفقا للمعطيات الاقليمية، وهو(الانسحاب) بالتالي لن يكون على طاولة البحث مع اي فريق سياسي من منطلق ان لحود لا يشكك ابدا بنوايا سوريا في مسالة سيادة لبنان ويعتبر ان دورها في لبنان كان دائما يصب في مصلحته مع الاخذ في الاعتبار دواعي الصراع مع اسرائيل ومستلزماته الامنية.