كتب أنيس منصور في الأهرام عن المسلسل التلفزيوني " ونيس" فقال :مسلسل‏(‏ يوميات ونيس‏)‏ للفنان القدير محمد صبحي نموذج لما يجب أن يكون عليه الفن الذي له هدف تربوي اخلاقي‏,‏ ولذلك نجد محمد صبحي يقدم للمسلسل بأنه يريد أن يجعل اسرته تحترم المسئولية‏,,‏ ويريد من كل الذين يشاهدونه ايضا‏,‏ وقد التزم بذلك دون إخلال بعناصر الفن من تشويق وإثارة وإضحاك‏.‏
وللأستاذ توفيق الحكيم عبارة‏,‏ تقول‏(‏ إن الفن مثل‏(‏ الحمام الزاجل‏)‏ يحمل بين قدميه رسالة صغيرة‏)‏ ولابد ان تكون صغيرة لا ترهق هذا الطائر حتي لا يسقط علي الارض‏,‏ وهذه الرسالة مثل الورقة التي نضعها في علب الدواء‏:‏ هي دليل للمعرفة وطريقة للاستعمال‏.‏ ولكن ليس من المفروض أن يبتلعها المريض‏..‏
ومسلسل‏(‏ ونيس‏)‏ يبدو غريبا عن المسلسلات التي اعتدنا عليها فقد اختار مضمونا جادا‏..‏ فنحن وسط أسرة عادية لها مشكلات صغيرة تكبر وتتعقد‏..‏ مشكلاتها مع أفرادها ومع غيرها من العائلات‏,‏ ثم مشكلات مع المجتمع‏,‏ وكل حلقة حكاية تنفجر بالاثارة والضحك‏.‏ ولكن المعاني السامية موجودة تفرزها الأحداث وليست محشورة أو مفروضة عليها فتعرقل مسار حياتها اليومية‏.‏
والمسلسل يختلف ـ والذي كتبه مهدي يوسف ومحمد صبحي ـ عن معظم اعمال الشاشة والمسرح التي هدفها فقط اضحاك الناس‏.‏ وإضحاك الناس هدف لا شك في ذلك‏.‏ ولكن الخلاف هو علي اي شيء نضحك وكيف‏,‏ وهنا يختلف‏(‏ ونيس‏)‏ عن مسلسلات الشاشة وكذلك المسرحيات التي تفضل التهريج والتحشيش وبأية تضحية فنية أو اخلاقية أو تربوية‏..‏
والمزاج المصري متطرف‏..‏ فإما اعمال فنية جادة غارقة في القضايا والمشكلات يضيع فيها الفن والمشاهد‏,‏ واما كلام هلس علي الحافه بين الادب والخروج عليه‏,‏ وذلك بأن تتعري الكلمات والحركات‏..‏ حتي تنعدم المسافات بين المسرح والكباريه‏..‏ ولا يمكن حصر مثل هذه الاعمال الفنية‏,‏ ويقال‏:‏ شباك التذاكر‏..‏ وهو منطق صحيح‏.‏ لولا أن الواجب الأخلاقي يفرض قدرا من احترام النفس والناس‏.‏
وفي مسلسل‏(‏ ونيس‏)‏ نجد ان محمد صبحي هو الاب وناظر المدرسة والحاكم والقانون والضمير‏..‏ وأنه مثل العمود المعدني الذي يعلو العمارات لكي يمتص الصواعق‏..‏ فلا تنهدم البيوت علي من فيها‏,‏ فلمحمد صبحي وأسرته كل الاعجاب والاحترام‏!‏
&