&
في الساعات الاولى من فجر الثاني من آب(اغسطس) 1990، اجتاج مئة الف جندي عراقي تساندهم 300 دبابة الكويت، في عملية كانت سهلة للعراق الذي ما زال يعاني من آثارها الى اليوم.
&ولم يتمكن الجيش الكويتي الذي كان يضم 16 الف عسكري من صد الهجوم الذي باغت الكويت وهز العالم واحدث شرخا في العالم العربي استغرق ترميم بعض اجزائه سنوات.
&واعلنت بغداد سقوط "النظام الخائن" الذي اتهمته ب"سرقة" نفط العراق وبالمشاركة في "مؤامرة اميركية صهيونية" تهدف الى منعه من اعادة بناء اقتصاده الذي انهكته حرب استمرت ثماني سنوات مع ايران (1980-1988).
&وقالت بغداد ان غزو الكويت الذي اصبحت تحتفل به سنويا باسم "يوم النداء"، جاء تلبية لطلب من "الحكومة الموقتة لاحرار الكويت".
&اما الكويت التي فر اميرها الشيخ جابر الاحمد الصباح الى السعودية بينما قتل شقيقه الشيخ فهد، نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في القصر الاميري، فدعت الكويتيين الى "الدفاع عن ارضهم وترابهم" من "الغزو الجبان" ودعت العرب الى التدخل باسم الاخوة.
&وتدفق الكويتيون الى السعودية هربا من الاحتلال العراقي، لكن بدون ان يؤدي ذلك الى تخلي الاسرة الدولية عن اعترافها بحكومة الكويت.
&وعمليا، لم تكن هناك مقاومة كافية لجيش بهذا الحجم في البلد الصغير. اما الدول العربية، فقد انقسمت بين مؤيد للعراق ومعارض له في هذه العملية التي افرزت وضعا عربيا مبنيا على هذه المواقف، استمر سنوات.
&وبقيت عبارتا "دول الضد" و"دول المع"، اي تلك التي وقفت مع العراق في هذه الازمة وتلك التي وقفت ضده تحكم العلاقات العربية سنوات عدة.
&وقد اقر وزير الاعلام الكويتي الشيخ احمد الفهد الصباح مؤخرا بان الكويت استخدمت حينذاك عبارات "متشنجة" و"تعاملت مع الشعوب وفقا لانظمتها السياسية"، مؤكدا ان "هذا الاسلوب كان خطأ لكن الجرح كان عميقا".
&وفي يوم الغزو، دان مجلس الامن الدولي الغزو وفرض في السادس من آب(اغسطس) العقوبات الاقتصادية والعسكرية التي ما زالت قائمة الى اليوم بل وتسعى الولايات المتحدة الى جعلها اكثر فاعلية، ثم دان اعلان العراق ضم الكويت في الثامن من آب(اغسطس) 1990.
&وبدأت الولايات المتحدة في الثامن من آب(اغسطس) عملية تعبئة حشدت فيها 580 الف جندي من 35 دولة، شنوا في 17 كانون الثاني(يناير) 1991، بعد يوم من انتهاء انذار وجه الى العراق لسحب قواته من الكويت، حربا على 540 الف جندي عراقي في العراق والكويت.
&وفي 27 شباط(فبراير)، انتهت "عاصفة الصحراء" التي بدأت بعمليات قصف جوي تلاها هجوم بري في 24 شباط(فبراير). واعلن الرئيس الاميركي جورج بوش حينذاك "تحرير الكويت وهزيمة الجيش العراقي".
&اما العراق، فقد اعلن في اليوم التالي قبوله كل قرارات الامم المتحدة.
&وما زال العراق يعاني من آثار غزو الكويت وما تبعه من هجوم للحلفاء دمر الجزء الاكبر من بنيته التحتية وحظر فرض عليه وادى الى وفاة اكثر من 1.5مليون عراقي حتى الآن، حسبما تؤكد بغداد.
&والمواجهة الجديدة تدور اليوم حول الابقاء على العقوبات او رفعها بين العراق والولايات المتحدة المصممة على مراقبته بصرامة.
(ا ف ب)