كشفت دراسية بحثية ان القوات العراقية حفرت أثناء احتلالها للكويت العام 1990 خنادق نفطية كخطوط دفاعية ألحقت أضرارا بيئية فادحة في البيئة الكويتية. وقال الباحث العلمي في إدارة البيئة والتنمية الحضرية في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور رأفت فهمي ميساك في دراسة له ان القوات العراقية استحدثت أثناء احتلالها للكويت تقنية خنادق النفط لصد هجمات قوات التحالف حيث لا تساعد طبيعة الأراضي على مسرح العمليات الحربية في توفير الحماية الكافية لقوات الاحتلال.
ووصف ميساك هذه الخنادق بأنها عبارة عن حفر أرضية يصل طول الواحدة منها إلى 12 كيلو مترا تم تعبئتها بالنفط بهدف إشعالها إذا ما استشعرت قوات الاحتلال خطرا من تقدم قوات التحالف إلى مواقعها.
وذكر ان حوالي 120 خندقا حفرتها القوات العراقية على امتداد الأراضي الحدودية المتاخمة لاراضي المملكة العربية السعودية وتحديدا في الأجزاء الجنوبية من دولة الكويت.
واضاف الدكتور ميساك انه تم توزيع هذه الخنادق توزيعا جغرافيا دقيقا غطى ثلاثة قطاعات رئيسية بدءا بالقطاع الشرقي مرورا بالقطاع الأوسط وانتهاء بالقطاع الغربي.
وافاد ان معهد الكويت للأبحاث العلمية ومن خلال استخدامه للتكنولوجيا المتطورة استطاع ان يحدد كمية النفط في كل خندق على حدة إلى جانب تحديده لكمية التربة التي استخرجت منها أثناء عمليات الحفر وتحديد مساحة السطح الخارجي الذي لحقت به الأضرار.
وبين الدكتور ميساك ان عدد الخنادق النفطية في القطاع الشرقي بلغ 12 خندقا بطول إجمالي بلغ 11.8 كيلومتر وان كمية التربة المستخرجة بلغت 5.7 ألف متر مكعب أما كمية النفط التي سكبت في هذه الخنادق فبلغت حوالي 44 ألف متر مكعب فيما تجاوزت مساحة السطح المضار 58 ألف متر مربع.
واضاف انه في القطاع الأوسط حفر 20 خندقا بطول إجمالي 19.7 كيلومتر سكبت فيها حوالي 74 ألف متر مكعب من النفط واستخرجت منها تربة بلغت كميها 86 ألف متر مكعب وتجاوزت مساحة السطح المضار 394 ألف متر مربع.
وذكر انه في القطاع الغربي حفر 88 خندقا بطول إجمالي 88 كيلومترا سكبت فيها 365 ألف متر مكعب من النفط واستخرج منها تربة بلغت كميتها 385 ألف متر مكعب في حين بلغت مساحة السطح المضار 107 ملايين متر مربع.
وقال الدكتور ميساك ان القوات العراقية قامت أثناء احتلالها لدولة الكويت بتجربة هذه التقنية "الخنادق النفطية" وإنها أثبتت فعاليتها إذ ارتفعت كمية اللهب والنيران من أحد الخنادق حين إشعالها إلى علو تجاوز 750 مترا.
واضاف ان السنة اللهب تلك استطاعت بالفعل تضليل أهداف قوات التحالف وابعادهم مرحليا عن تحقيق أهدافهم في مباغتة القوات العراقية.
واشار الباحث إلى ضخامة حجم الأضرار البيئية التي لحقت بتربة وارض الكويت من استنزاف للتربة وتدميرها الغطاء النباتي وقضائها على الحيوانات البرية إضافة إلى التلوث الذي أحدثته في المياه الجوفية.
وساق الدكتور ميساك مجموعة من الحلول التي من شانها ان تساعد في التغلب على الانعكاسات السلبية للخندق النفطية من بينها ضرورة قيام الجهات المختصة برفع وإزالة النفط الملوث الذي تغلغل في باطن الأرض إلى عمق أربعة أمتار ورفع التربة الملوثة بالنفط واستبدالها بتربة أخرى نظيفة.
وذكر ان عمليات إصلاح هذه الأضرار التي خلفها الاحتلال العراقي باستخدامه تقنية الخنادق النفطية تتراوح تكلفتها ما بين 15 و 20 دولارا لكل متر مربع من التربة الملوثة.
(وكالة الأنباء الكويتية)