بيروت- توسعت دائرة التحقيقات في قضية اللبنانيين المتهمين بالتعامل مع اسرائيل إذ أحال أمس النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم على النيابة العامة العسكرية الموقوف جمال هاشم ناصر المقيم في محلة خلدة والذي كان |
&يبتاع بضائع إسرائيلية من عوديد زراي المعروف ب"عبد الكريم" وذلك لمخالفته قانون مقاطعة إسرائيل وإجرائه اتصالا بالعدو.& وقالت مصادر قضائية ان إلقاء القبض على جمال تم أمس، على اثر الإفادتين الأوليين اللتين أدلى بهما الصحافيان انطوان باسيل وحبيب يونس وأكدا فيهما ضلوع ناصر ببناء علاقة تجارية مع زراي.
وروت هذه المصادر ان ناصر أراد العمل في مجال تجارة "المايوهات" النسائية فعرض عليه صهره محمد العجمي ترويج بضاعة عائدة لشركةGlotex اليهودية والمحظر دخولها الى لبنان، فوافق وأخذه في العام 1996 الى فرنسا حيث جمعه بعبد الكريم بداعي انه يعمل لمصلحة الشركة المذكورة، واتفق ناصر وعبد الكريم على شراء ثياب البحر من هذه الشركة ووضع ماركة Smatch مكان اسمها لكي يسهل دخولها الى لبنان عبر مطار بيروت الدولي حيث يستلم ناصر البضاعة ويباشر في بيعها وتوزيعها في الأسواق المحلية. واستمرت لقاءات العمل بين زراي وناصر لغاية العام 2000 وكانا يلتقيان مرة أو مرتين في الشهر الواحد في قبرص بحسب ضرورات العمل.
ولم يكن ناصر يعرف حقيقة عبد الكريم إلا بعد أن أخبره صهره العجمي في العاصمة البريطانية لندن بأنه عراقي يهودي يقيم في تل أبيب ويدعى عوديد زراي وبأنه صحافي مشهور يكتب في الشؤون السياسية ومن ذوي رؤوس المال الكبيرة.
ولما التقى ناصر بعبد الكريم واجهه <<بشخصيته المستترة>> فما كان من الأخير إلا أن اعترف له بما أخفاه عليه وبأنه عمل في لبنان في جريدة العمل خلال العام 1983 حيث كان يقيم في فندق البستان في بلدة برمانا. ولكن هذه الحقيقة لم توتر العلاقة بين هذين الرجلين اللذين ظلا يتبادلان البضائع واللقاءات.
وأضافت المصادر القضائية ان ناصر مارس هوايته في تغيير ماركة البضائع إلى أن خطر بباله تغيير تجارته فاتجه نحو المأكولات وفتح مطعما في منطقة الأشرفية.
وأفيد بأن ناصر من مواليد محلة الغبيري.
في هذا الوقت نشط القضاء العسكري على خطين، في تحقيقاته المفصلية مع شبكتي التجسس لمصلحة اسرائيل والمؤلفتين من مسؤولين وأعضاء فاعلين في حزب "القوات اللبنانية" المحظورة وتنظيم حراس الأرز المنحل.
وتراوحت الاستجوابات التي أمسك دفتها قاضي التحقيق العسكري عبد الله الحاج على مدى ست ساعات متواصلة تقريبا، بين تأكيد بعض الاعترافات المدلى بها في التحقيق الأولي لدى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وإنكار بعضها الآخر الى درجة تبديد السحب السوداء التي تحملها بعض الاتهامات الموجهة الى المدعى عليهم، ولا سيما لسكرتير التحرير في مكتب "الحياة" في بيروت الصحافي حبيب يونس.
فقد استجوب القاضي الحاج الصحافي يونس بحضور وكيله المحامي رياض مطر، بدءا من الساعة الثانية والربع عصرا وحتى الساعة الخامسة والنصف، وأورد جملة اعترافات هي التالية:
تعرفت الى المستشار الاعلامي لمنسق الأنشطة الإسرائيلية في جنوب لبنان سابقا أوري لوبراني الصحافي عوديد زراي في أوائل الثمانينات في جريدة "العمل" الكتائبية، حيث كنا نعمل معا، ولكنني لم أكن أعرف انه يهودي لأنه كان يكتب مقالاته تحت اسم مستعار هو "سمير كرم"، ولما عرفت وجهه الحقيقي أنهيت علاقة الزمالة التي تربطنا بحكم الوظيفة وذلك في العام 1985.
خلال العامين الماضيين تلقيت اتصالين هاتفيين من زراي المذكور، ففي المرة الأولى لم يحدد لي اسمه وألمح في حديثه الى انه "صاحبي القديم" فأقفلت السماعة في وجهه لأنني لم أعرف المتكلم معي. وفي المرة الثانية كشف عن اسمه فإذا هو عوديد زراي وطلب مني المساهمة في الكتابة لإحدى الإذاعات التي تبث في الخارج فلم أمانع، واتفقنا على اللقاء والاجتماع في قبرص حيث تقع هذه الإذاعة، وذلك من أجل معرفة آلية العمل وكيفيته، ولكنني غيّرت رأيي وقررت عدم الذهاب وألغيت الفكرة برمتها من رأسي.
وهنا سئل يونس عما إذا كان عدم ذهابه للاجتماع بالإسرائيلي زراي متأتيا من مسلسل توقيفات الناشطين في "التيار الوطني الحر" وميليشيا "القوات اللبنانية" فأجاب: لا، قررت ألا أذهب لأنني نويت ألا أعمل مع زراي.
لم أتحادث مع زراي إلا على الهاتف فسمعت صوته فقط ولم يجر أي لقاء وجها لوجه، علما بأن هذا اللقاء حتى ولو تم فهو غير سياسي على الاطلاق وإنما للكتابة لهذه الإذاعة.
زرت اتيان صقر "أبو أرز" الذي أعرفه منذ القدم عندما كنت منضويا في تنظيم "حراس الأرز"، منذ ست او سبع سنوات في بلدة صبّاح في قرية جزين حيث كان يقطن. ثم التقيت به في شهر نيسان الماضي في قبرص ودار الحديث بيننا حول إعداد هيكلية جديدة للحزب وتنظيمه بشكل مناسب للعودة الى الحياة السياسية اللبنانية، واقترح عليّ "أبو أرز" المشاركة في التظاهرات التي تحصل في الشارع وكتابة بيانات ومنشورات وتوزيعها في الصحف وعلى المواطنين وعقد لقاءات والقيام بزيارات للمرجعيات السياسية والروحية لكسب تعاطفها، غير انني وافقت على الاقتراحين الأخيرين المتعلقين بالبيانات واللقاءات ولكن مسألة التظاهرات لم ترق لي لأنها غير مجدية ولا تؤدي المطلوب منها.
أخبرني "أبو أرز" انه يعد كتابا عن تاريخ الحرب اللبنانية وطلب مني تأمين بعض التواريخ لحوادث معينة لها صلة بالسوريين والفلسطينيين وجمع بعض المقتطفات من الصحف، فلبيت رغبته، وأرسلت له المطلوب مع كلوديا حجار التي ذهبت الى قبرص واجتمعت به وسلمته "الوديعة".
آخر لقاء بيني وبين "أبو أرز" حصل في نيسان الماضي في قبرص ولم أعد أراه.
نعم، كتبت رسائل لخطيبتي التي هي زوجتي الآن في الثمانينات على اثر زيارة واحدة يتيمة قمت بها لإسرائيل ضمنتها مشاهداتي ولم تتكرر هذه الزيارة على الاطلاق، أما بالنسبة للبيانات السياسية الموجودة في الحاسوب الخاص بي فهي مأخوذة من مقالات كتبتها ونشرتها في الصحيفة التي أعمل فيها وهي ضد الوجود السوري في لبنان، لأنني مؤيد لخروج السوري من وطني <<بس ليش ما لقطوني لما حكيت على التلفزيون مراراً بهيدا الشي وأنا حكيت اكتر من الموجود بالبيانات.
وفي ضوء هذه الاعترافات التي دونت رسميا، قطع قاضي التحقيق العسكري عبد الله الحاج مذكرة توقيف وجاهية للصحافي يونس الذي أمضى ليلته أمس في نظارة المحكمة العسكرية تمهيدا لإجراء مقابلة اليوم بينه وبين الصحافي انطوان باسيل المدعى عليه ايضا في الملف نفسه.
وقال وكيل الدفاع المحامي رياض مطر لصحيفة السفير: "أعتقد ان القضاء سيبرئ حبيب يونس لدى استكمال التحقيق وأملي كبير في حصول ذلك".
وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي نصري لحود قد ادعى على يونس وباسيل واتيان صقر وسيزار صقر وطوني الشلفون وكلود حجار بجنايات تصل عقوبتها الى الاعدام، واللافت للنظر ان الادعاء الذي وزع على الصحف شمل شخصا متوفيا هو الدكتور سيزار صقر الذي كان أستاذا في الجامعة اللبنانية وتحديدا في كلية الاعلام والتوثيق في الفرع الثاني وتوفي منذ ثلاث سنوات على اثر صراع مع داء السرطان، كما انه سقط منه سهوا اسم كلوديا حجار التي تبين انها مدعى عليها ايضا.
وجاء في الادعاء: نحن القاضي نصري لحود مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية.
بعد الاطلاع على التحقيقات الاولية المرفقة ندعي بحق كل من:
حبيب انطون يونس ،وانطوان باسيل واتيان صقر (المعروف بأبو ارز)& وسيزار صقروطوني الشلفون (وكلود حجار) وكل من يظهر التحقيق: بأنه في الاراضي اللبنانية وخارجها وبتاريخ لم يمر عليه الزمن أقدم الخمسة الاول على إجراء اتصال بالعدو الاسرائيلي ودس الدسائس لديه لمعاونته على فوز قواته ودخول بلاده وتأليف جمعية بقصد النيل من سلطة الدولة وهيبتها وتعكير صلات لبنان بدولة شقيقة وعلى إفشاء معلومات لمصلحة العدو. وهي الجرائم المنصوص عنها في المواد: 275 و278 و288 و335 و283/284 و285 من قانون العقوبات.
تبين من التحقيق ومن اعتراف المدعى عليه حبيب يونس انه تعرف على الاسرائيلي اودر زراي من خلال عمل هذا الاخير في جريدة العمل اللبنانية وكتاباته فيها تحت اسم مستعار (سمير كرم)، وأضاف أنه والمدعو انطوان باسيل الملاحق بجرائم اخرى على حدة كانا يتبادلان المعلومات مع زراي عبر التلكس عن الاحداث اللبنانية والتطورات السياسية، وقد استمرت علاقة حبيب مع زراي حتى العام الحالي حيث كان مقررا الالتقاء به مع انطوان باسيل في قبرص بتاريخ 19/8/2001 للاتفاق على نوعية العمل والراتب، لكن زراي ألغى هذا اللقاء بسبب التوقيفات التي حصلت مؤخرا، وقد استمرت علاقة حبيب يونس بزراي من خلال رئيس تنظيم حراس الارز اتيان صقر حيث كان هذا الاخير يزود زراي بالمعلومات التي كان يطلبها من حبيب يونس الذي دخل اسرائيل برفقة سيزار صقر مسؤول الاعلام في ميليشيا لحد وعضو مجلس قيادة حراس الارز والمدعو طوني شلفون للاجتماع بالضباط الاسرائيليين والتنسيق معهم بما يتوافق مع مصالحهم. وأضاف انه كان يعمل في الحقل الاعلامي لمصلحة تلفزيون الشرق الاوسط التابع للعدو الاسرائيلي ومراسلا لإذاعة صوت الجنوب الواقعة داخل الاراضي الاسرائيلية.
كذلك اعترف المدعى عليه حبيب يونس بأنه طلب منه المشاركة في المظاهرات الداعية للحرية والسيادة والمطالبة بخروج السوريين من لبنان ورفع الوصاية عنه والقيام بنشاط حزبي وسياسي لبلوغ هذه الاهداف وإنشاء خلايا طلابية في الجامعات لإعادة نشاط تنظيم حراس الارز متمثلا بما يسمى بالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية المنحلة بانتظار حصول تطورات هامة خلال شهر تموز من العام الحالي حسبما أعلمه به اتيان صقر الذي علم بهذه التوقعات بحكم علاقته القوية مع حكومة شارون بحيث توجه اسرائيل ضربة للمنطقة لإعادة الامور الى ما كانت عليه قبل العام 1990 في لبنان، وان أي تغيير سيحصل يستفيد منه شخصيا وسياسيا. وأضاف المدعى عليه حبيب يونس انه باشر إعلاميا بتنفيذ ما طلب منه عبر إصدار بيانات بالصحف والاتصال بكوادر التنظيم المذكور وعقد اجتماعات لهذه الغاية.
وبعد الاطلاع على المادة 59 من أصول المحاكمات الجزائية والمادة 34 من قانون القضاء العسكري نطلب من حضرة قاضي التحقيق العسكري إجراء التحقيقات الاستنطاقية بحق المدعى عليهم المذكورين بالجرائم المنسوبة إليهم وإصدار مذكرات توقيف بحقهم.
الهندي
كما استجوب القاضي الحاج قبل الظهر، المستشار السياسي لقائد "القوات اللبنانية" الدكتور توفيق الهندي بحضور وكيله المحامي شارل حرب بعدما استعاد عافيته وصحته على اثر الوعكة الصحية التي ألمت به واستدعت نقله الى المستشفى العسكري للمعالجة.
وانصب التحقيق على الجرائم المنسوبة للهندي واتصالاته بأوري لوبراني وعوديد زراي، "وكانت جلسة قضائية مثالية وقانونية" حسبما أفاد المحامي حرب وأضاف ان حالة الهندي جيدة وأحسن من نهار الثلاثاء. وبقي الهندي موقوفا في نظارة المحكمة العسكرية ولم يتم نقله الى سجن رومية لان التحقيق معه لم ينته، حيث من المقرر ان يعقد القاضي الحاج مقابلة بينه وبين الصحافي انطوان باسيل.
وأصدرت مفوضية الحكومة لدى المحكمة العسكرية أمس بيانا نفت فيه نقل الهندي الى المستشفى بحالة طارئة لتدهور حالته الصحية، وأوضحت انه استدعي مكان توقيفه بتاريخ اليوم وسئل عن وضعه الصحي من قبل ضابط في الشرطة العسكرية، حيث أفاد بأنه كان يعاني خلال العام 1992 من بعض العوارض في القلب، وقد عولج في حينه وأنه بحالة صحية جيدة حاليا لكنه تم نقله عصرا الى المستشفى العسكري المركزي بصورة عادية وبناء لطلبه للمعاينة حرصا على صحته حيث أفاد للطبيب المختص بأنه وبنتيجة تخطيط القلب الذي أجراه العام 1996 وتخطيط الجهد تبين ان كل شيء طبيعي في ذلك الوقت، وبنتيجة الفحص السريري الذي أجراه الطبيب الأخصائي في أمراض القلب والشرايين الدكتور طلال حسن حمود في المستشفى العسكري له تبين انه طبيعي من ناحية القلب والشرايين ويعاني فقط من حالة تعب دون آلام صدرية، وبنتيجة فحوصات الدم التي أجريت له لم تظهر مشاكل تدل عن حصول ذبحة قلبية حاليا وان حالته الصحية جيدة ولا حاجة لإدخاله المستشفى كونه يعاني من التعب والإرهاق وتستدعي حالته المراقبة في مكان توقيفه في السجن كون تخطيط القلب الذي أجري له أظهر علامات يمكن أن تكون ناتجة عن مشكلة مزمنة في أحد الشرايين للقلب، على ان يتم عرضه على الطبيب المختص في حال معاودة العوارض، ووصف له علاج أدوية لمعالجة ارتفاع ضغط الشرايين.
ناصر
وروت هذه المصادر ان ناصر أراد العمل في مجال تجارة "المايوهات" النسائية فعرض عليه صهره محمد العجمي ترويج بضاعة عائدة لشركةGlotex اليهودية والمحظر دخولها الى لبنان، فوافق وأخذه في العام 1996 الى فرنسا حيث جمعه بعبد الكريم بداعي انه يعمل لمصلحة الشركة المذكورة، واتفق ناصر وعبد الكريم على شراء ثياب البحر من هذه الشركة ووضع ماركة Smatch مكان اسمها لكي يسهل دخولها الى لبنان عبر مطار بيروت الدولي حيث يستلم ناصر البضاعة ويباشر في بيعها وتوزيعها في الأسواق المحلية. واستمرت لقاءات العمل بين زراي وناصر لغاية العام 2000 وكانا يلتقيان مرة أو مرتين في الشهر الواحد في قبرص بحسب ضرورات العمل.
ولم يكن ناصر يعرف حقيقة عبد الكريم إلا بعد أن أخبره صهره العجمي في العاصمة البريطانية لندن بأنه عراقي يهودي يقيم في تل أبيب ويدعى عوديد زراي وبأنه صحافي مشهور يكتب في الشؤون السياسية ومن ذوي رؤوس المال الكبيرة.
ولما التقى ناصر بعبد الكريم واجهه <<بشخصيته المستترة>> فما كان من الأخير إلا أن اعترف له بما أخفاه عليه وبأنه عمل في لبنان في جريدة العمل خلال العام 1983 حيث كان يقيم في فندق البستان في بلدة برمانا. ولكن هذه الحقيقة لم توتر العلاقة بين هذين الرجلين اللذين ظلا يتبادلان البضائع واللقاءات.
وأضافت المصادر القضائية ان ناصر مارس هوايته في تغيير ماركة البضائع إلى أن خطر بباله تغيير تجارته فاتجه نحو المأكولات وفتح مطعما في منطقة الأشرفية.
وأفيد بأن ناصر من مواليد محلة الغبيري.
في هذا الوقت نشط القضاء العسكري على خطين، في تحقيقاته المفصلية مع شبكتي التجسس لمصلحة اسرائيل والمؤلفتين من مسؤولين وأعضاء فاعلين في حزب "القوات اللبنانية" المحظورة وتنظيم حراس الأرز المنحل.
وتراوحت الاستجوابات التي أمسك دفتها قاضي التحقيق العسكري عبد الله الحاج على مدى ست ساعات متواصلة تقريبا، بين تأكيد بعض الاعترافات المدلى بها في التحقيق الأولي لدى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وإنكار بعضها الآخر الى درجة تبديد السحب السوداء التي تحملها بعض الاتهامات الموجهة الى المدعى عليهم، ولا سيما لسكرتير التحرير في مكتب "الحياة" في بيروت الصحافي حبيب يونس.
فقد استجوب القاضي الحاج الصحافي يونس بحضور وكيله المحامي رياض مطر، بدءا من الساعة الثانية والربع عصرا وحتى الساعة الخامسة والنصف، وأورد جملة اعترافات هي التالية:
تعرفت الى المستشار الاعلامي لمنسق الأنشطة الإسرائيلية في جنوب لبنان سابقا أوري لوبراني الصحافي عوديد زراي في أوائل الثمانينات في جريدة "العمل" الكتائبية، حيث كنا نعمل معا، ولكنني لم أكن أعرف انه يهودي لأنه كان يكتب مقالاته تحت اسم مستعار هو "سمير كرم"، ولما عرفت وجهه الحقيقي أنهيت علاقة الزمالة التي تربطنا بحكم الوظيفة وذلك في العام 1985.
خلال العامين الماضيين تلقيت اتصالين هاتفيين من زراي المذكور، ففي المرة الأولى لم يحدد لي اسمه وألمح في حديثه الى انه "صاحبي القديم" فأقفلت السماعة في وجهه لأنني لم أعرف المتكلم معي. وفي المرة الثانية كشف عن اسمه فإذا هو عوديد زراي وطلب مني المساهمة في الكتابة لإحدى الإذاعات التي تبث في الخارج فلم أمانع، واتفقنا على اللقاء والاجتماع في قبرص حيث تقع هذه الإذاعة، وذلك من أجل معرفة آلية العمل وكيفيته، ولكنني غيّرت رأيي وقررت عدم الذهاب وألغيت الفكرة برمتها من رأسي.
وهنا سئل يونس عما إذا كان عدم ذهابه للاجتماع بالإسرائيلي زراي متأتيا من مسلسل توقيفات الناشطين في "التيار الوطني الحر" وميليشيا "القوات اللبنانية" فأجاب: لا، قررت ألا أذهب لأنني نويت ألا أعمل مع زراي.
لم أتحادث مع زراي إلا على الهاتف فسمعت صوته فقط ولم يجر أي لقاء وجها لوجه، علما بأن هذا اللقاء حتى ولو تم فهو غير سياسي على الاطلاق وإنما للكتابة لهذه الإذاعة.
زرت اتيان صقر "أبو أرز" الذي أعرفه منذ القدم عندما كنت منضويا في تنظيم "حراس الأرز"، منذ ست او سبع سنوات في بلدة صبّاح في قرية جزين حيث كان يقطن. ثم التقيت به في شهر نيسان الماضي في قبرص ودار الحديث بيننا حول إعداد هيكلية جديدة للحزب وتنظيمه بشكل مناسب للعودة الى الحياة السياسية اللبنانية، واقترح عليّ "أبو أرز" المشاركة في التظاهرات التي تحصل في الشارع وكتابة بيانات ومنشورات وتوزيعها في الصحف وعلى المواطنين وعقد لقاءات والقيام بزيارات للمرجعيات السياسية والروحية لكسب تعاطفها، غير انني وافقت على الاقتراحين الأخيرين المتعلقين بالبيانات واللقاءات ولكن مسألة التظاهرات لم ترق لي لأنها غير مجدية ولا تؤدي المطلوب منها.
أخبرني "أبو أرز" انه يعد كتابا عن تاريخ الحرب اللبنانية وطلب مني تأمين بعض التواريخ لحوادث معينة لها صلة بالسوريين والفلسطينيين وجمع بعض المقتطفات من الصحف، فلبيت رغبته، وأرسلت له المطلوب مع كلوديا حجار التي ذهبت الى قبرص واجتمعت به وسلمته "الوديعة".
آخر لقاء بيني وبين "أبو أرز" حصل في نيسان الماضي في قبرص ولم أعد أراه.
نعم، كتبت رسائل لخطيبتي التي هي زوجتي الآن في الثمانينات على اثر زيارة واحدة يتيمة قمت بها لإسرائيل ضمنتها مشاهداتي ولم تتكرر هذه الزيارة على الاطلاق، أما بالنسبة للبيانات السياسية الموجودة في الحاسوب الخاص بي فهي مأخوذة من مقالات كتبتها ونشرتها في الصحيفة التي أعمل فيها وهي ضد الوجود السوري في لبنان، لأنني مؤيد لخروج السوري من وطني <<بس ليش ما لقطوني لما حكيت على التلفزيون مراراً بهيدا الشي وأنا حكيت اكتر من الموجود بالبيانات.
وفي ضوء هذه الاعترافات التي دونت رسميا، قطع قاضي التحقيق العسكري عبد الله الحاج مذكرة توقيف وجاهية للصحافي يونس الذي أمضى ليلته أمس في نظارة المحكمة العسكرية تمهيدا لإجراء مقابلة اليوم بينه وبين الصحافي انطوان باسيل المدعى عليه ايضا في الملف نفسه.
وقال وكيل الدفاع المحامي رياض مطر لصحيفة السفير: "أعتقد ان القضاء سيبرئ حبيب يونس لدى استكمال التحقيق وأملي كبير في حصول ذلك".
وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي نصري لحود قد ادعى على يونس وباسيل واتيان صقر وسيزار صقر وطوني الشلفون وكلود حجار بجنايات تصل عقوبتها الى الاعدام، واللافت للنظر ان الادعاء الذي وزع على الصحف شمل شخصا متوفيا هو الدكتور سيزار صقر الذي كان أستاذا في الجامعة اللبنانية وتحديدا في كلية الاعلام والتوثيق في الفرع الثاني وتوفي منذ ثلاث سنوات على اثر صراع مع داء السرطان، كما انه سقط منه سهوا اسم كلوديا حجار التي تبين انها مدعى عليها ايضا.
وجاء في الادعاء: نحن القاضي نصري لحود مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية.
بعد الاطلاع على التحقيقات الاولية المرفقة ندعي بحق كل من:
حبيب انطون يونس ،وانطوان باسيل واتيان صقر (المعروف بأبو ارز)& وسيزار صقروطوني الشلفون (وكلود حجار) وكل من يظهر التحقيق: بأنه في الاراضي اللبنانية وخارجها وبتاريخ لم يمر عليه الزمن أقدم الخمسة الاول على إجراء اتصال بالعدو الاسرائيلي ودس الدسائس لديه لمعاونته على فوز قواته ودخول بلاده وتأليف جمعية بقصد النيل من سلطة الدولة وهيبتها وتعكير صلات لبنان بدولة شقيقة وعلى إفشاء معلومات لمصلحة العدو. وهي الجرائم المنصوص عنها في المواد: 275 و278 و288 و335 و283/284 و285 من قانون العقوبات.
تبين من التحقيق ومن اعتراف المدعى عليه حبيب يونس انه تعرف على الاسرائيلي اودر زراي من خلال عمل هذا الاخير في جريدة العمل اللبنانية وكتاباته فيها تحت اسم مستعار (سمير كرم)، وأضاف أنه والمدعو انطوان باسيل الملاحق بجرائم اخرى على حدة كانا يتبادلان المعلومات مع زراي عبر التلكس عن الاحداث اللبنانية والتطورات السياسية، وقد استمرت علاقة حبيب مع زراي حتى العام الحالي حيث كان مقررا الالتقاء به مع انطوان باسيل في قبرص بتاريخ 19/8/2001 للاتفاق على نوعية العمل والراتب، لكن زراي ألغى هذا اللقاء بسبب التوقيفات التي حصلت مؤخرا، وقد استمرت علاقة حبيب يونس بزراي من خلال رئيس تنظيم حراس الارز اتيان صقر حيث كان هذا الاخير يزود زراي بالمعلومات التي كان يطلبها من حبيب يونس الذي دخل اسرائيل برفقة سيزار صقر مسؤول الاعلام في ميليشيا لحد وعضو مجلس قيادة حراس الارز والمدعو طوني شلفون للاجتماع بالضباط الاسرائيليين والتنسيق معهم بما يتوافق مع مصالحهم. وأضاف انه كان يعمل في الحقل الاعلامي لمصلحة تلفزيون الشرق الاوسط التابع للعدو الاسرائيلي ومراسلا لإذاعة صوت الجنوب الواقعة داخل الاراضي الاسرائيلية.
كذلك اعترف المدعى عليه حبيب يونس بأنه طلب منه المشاركة في المظاهرات الداعية للحرية والسيادة والمطالبة بخروج السوريين من لبنان ورفع الوصاية عنه والقيام بنشاط حزبي وسياسي لبلوغ هذه الاهداف وإنشاء خلايا طلابية في الجامعات لإعادة نشاط تنظيم حراس الارز متمثلا بما يسمى بالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية المنحلة بانتظار حصول تطورات هامة خلال شهر تموز من العام الحالي حسبما أعلمه به اتيان صقر الذي علم بهذه التوقعات بحكم علاقته القوية مع حكومة شارون بحيث توجه اسرائيل ضربة للمنطقة لإعادة الامور الى ما كانت عليه قبل العام 1990 في لبنان، وان أي تغيير سيحصل يستفيد منه شخصيا وسياسيا. وأضاف المدعى عليه حبيب يونس انه باشر إعلاميا بتنفيذ ما طلب منه عبر إصدار بيانات بالصحف والاتصال بكوادر التنظيم المذكور وعقد اجتماعات لهذه الغاية.
وبعد الاطلاع على المادة 59 من أصول المحاكمات الجزائية والمادة 34 من قانون القضاء العسكري نطلب من حضرة قاضي التحقيق العسكري إجراء التحقيقات الاستنطاقية بحق المدعى عليهم المذكورين بالجرائم المنسوبة إليهم وإصدار مذكرات توقيف بحقهم.
الهندي
كما استجوب القاضي الحاج قبل الظهر، المستشار السياسي لقائد "القوات اللبنانية" الدكتور توفيق الهندي بحضور وكيله المحامي شارل حرب بعدما استعاد عافيته وصحته على اثر الوعكة الصحية التي ألمت به واستدعت نقله الى المستشفى العسكري للمعالجة.
وانصب التحقيق على الجرائم المنسوبة للهندي واتصالاته بأوري لوبراني وعوديد زراي، "وكانت جلسة قضائية مثالية وقانونية" حسبما أفاد المحامي حرب وأضاف ان حالة الهندي جيدة وأحسن من نهار الثلاثاء. وبقي الهندي موقوفا في نظارة المحكمة العسكرية ولم يتم نقله الى سجن رومية لان التحقيق معه لم ينته، حيث من المقرر ان يعقد القاضي الحاج مقابلة بينه وبين الصحافي انطوان باسيل.
وأصدرت مفوضية الحكومة لدى المحكمة العسكرية أمس بيانا نفت فيه نقل الهندي الى المستشفى بحالة طارئة لتدهور حالته الصحية، وأوضحت انه استدعي مكان توقيفه بتاريخ اليوم وسئل عن وضعه الصحي من قبل ضابط في الشرطة العسكرية، حيث أفاد بأنه كان يعاني خلال العام 1992 من بعض العوارض في القلب، وقد عولج في حينه وأنه بحالة صحية جيدة حاليا لكنه تم نقله عصرا الى المستشفى العسكري المركزي بصورة عادية وبناء لطلبه للمعاينة حرصا على صحته حيث أفاد للطبيب المختص بأنه وبنتيجة تخطيط القلب الذي أجراه العام 1996 وتخطيط الجهد تبين ان كل شيء طبيعي في ذلك الوقت، وبنتيجة الفحص السريري الذي أجراه الطبيب الأخصائي في أمراض القلب والشرايين الدكتور طلال حسن حمود في المستشفى العسكري له تبين انه طبيعي من ناحية القلب والشرايين ويعاني فقط من حالة تعب دون آلام صدرية، وبنتيجة فحوصات الدم التي أجريت له لم تظهر مشاكل تدل عن حصول ذبحة قلبية حاليا وان حالته الصحية جيدة ولا حاجة لإدخاله المستشفى كونه يعاني من التعب والإرهاق وتستدعي حالته المراقبة في مكان توقيفه في السجن كون تخطيط القلب الذي أجري له أظهر علامات يمكن أن تكون ناتجة عن مشكلة مزمنة في أحد الشرايين للقلب، على ان يتم عرضه على الطبيب المختص في حال معاودة العوارض، ووصف له علاج أدوية لمعالجة ارتفاع ضغط الشرايين.
ناصر
التعليقات