&
دبي- يشهد اليوم& الجمعة ثلاث مباريات عاصفة في الدور الثاني الحاسم من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2002 في كرة القدم في كوريا الجنوبية واليابان معا، منها من يحدد بشكل كبير معالم مشوار بعض المنتخبات خصوصا العربية ، ومنها من يثبت اقدام البعض الاخر.
فضمن المجموعة الاولى، تلعب السعودية مع العراق في المنامة فيما تقام المباراة الثانية بين تايلاند وايران في بانكوك، وفي المجموعة الثانية، تلتقي الامارات مع قطر في ابو ظبي، وعمان مع الصين في مسقط.
وبعد ان انكشفت اوراق جميع المنتخبات وبانت قدرات كل منها على المنافسة، يسعى المدربون الى ايجاد الحلول المناسبة في كل مواجهة لان مصير بعضهم على المحك، وتشير الدلائل الى ان اليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش الذي اقاله الاتحاد السعودي لن يكون الاخير في هذه التصفيات بل ان اسماء كثيرة على لائحة الانتظار وربما يتخذ قرار بشأنها مباشرة بعد الجولة الثالثة حسب نتائجها.
ولم يكن غريبا ان تخوض المنتخبات تدريباتها الاخيرة وسط سرية تامة لتطبيق الخطط التكتيكية التي ستعتمد خلال المباريات.
وكانت الجولة الثانية اشبه بكارثة على المنتخبات العربية التي قدمت عروضا مخيبة، فخسرت السعودية امام ايران صفر-2 والامارات امام الصين صفر-3 وقطر امام اوزبكستان صفر-2، ووضعت المباراة الرابعة عبئا كبيرا على العراق ورفعت في الوقت ذاته معنويات البحرين الوحيدة التي نفذت المطلوب منها حتى الان بفوزها 2-صفر بعد تعادل بطعم الفوز مع السعودية في الرياض في الجولة الاولى.
فالضغوط كبيرة على المدربين، خصوصا من تعرضوا الى انتقادات حادة بعد الجولة الثانية، ومنهم البوسني جمال حاجي مدرب قطر، والذي رفض مدير المنتخب احمد السليطي قول اي شىء قبل المباراة "كل شىء سيتحدد بعد المباراة"، وحتى العراقي عدنان حمد الذي اضطر الى اجراء تغييرات واسعة في التشكيلة باستدعاء سبعة من لاعبي منتخب الشباب بطل اسيا.
وليس هذا فقط بل تردد ان مدربا اجنبيا وتحديدا من كرواتيا قد يحضر الى البحرين لمراقبة المباراة من المدرجات على ان يتولى زمام الامور بعد المباراة.
وحتى مدرب الصين اليوغوسلافي بورا ميلوتينوفيتش الذي حقق مع منتخبه بداية قوية بالفوز على الامارات 3-صفر، يتوقع كل القرارات ومنها الاقالة "اتوقع ان تتم اقالتي في حال خسرنا امام عمان وانا لا اخشى ذلك لانني مدرب محترف".
وهدأت الاصوات المطالبة باقالة ميلوتينوفيتش بعد الفوز على الامارات لكنها لن تبقى ساكتة بعد اي نتيجة سيئة.
&السعودية - العراق
يمكن اعتبار مباراة السعودية والعراق منعطفا مهما بالنسبة لكليهما في مشوار التصفيات، وهما خسرا بنتيجة واحدة ولكن بظروف مختلفة امام ايران والبحرين على التوالي، وستقام مباراتهما غدا على استاد البحرين الوطني حيث خسر العراق من اصحاب الارض.
وتقام مباراة الذهاب بينهما في المنامة والاياب في العاصمة الاردنية عمان، بعد ان رفض الاتحاد السعودي التوجه الى بغداد.
ويختلف المنتخبان في هذه المباراة عما كانا عليه في الجولتين الاوليين، فالاتحاد السعودي احدث صدمة ايجابية باقالة سانتراتش واسناد المهة الى المحلي ناصر الجوهر ما انعكس ايجابا على اللاعبين واعاد اليهم الثقة خصوصا ان لهم تجربة ناجحة مع الجوهر قبل نحو عشرة اشهر في كأس اسيا 2000 في لبنان.
وسبق ان خلف الجوهر التشيكي ميلان ماتشالا في تدريب المنتخب في لبنان بعد الخسارة الكبيرة امام اليابان 1-4 في المباراة الاولى، ونجح في ترتيب اوراق المنتخب وقيادته الى المباراة النهائية قبل ان يخسر امام اليابان بالذات صفر-1.
كما سبق للجوهر ان قاد المنتخب في الدور الاول عندما حصد النقاط كاملة من ستة انتصارات متتالية.
وفور تسلمه المهمة، استدعى الجوهر الى التشكيلة لاعبي الاهلي سعد الدوسري واسامة برناوي اللذين انخرطا في المعسكر الاعدادي للمنتخب في الدمام استعدادا لمواجهة العراق، والاول سبق ان شارك في المعسكر الاعدادي الاول في الرياض وكذلك في الثاني في سنغافورة قبل ان يستبعده سانتراتش.
وقال الجوهر "ان اختياري مجددا لتولي المهمة ثقة كبيرة وهي تكليف وليس تشريف لي ولكل المدربين المحليين لكن المهمة ليست سهلة لانني احمل مع اللاعبين طموحات الملايين المتلهفة لتحقيق حلم التأهل الى النهائيات للمرة الثالثة على التوالي".
وابدى الجوهر "تفاؤله بالمرحلة المقبلة"، معتبرا انه يشعر "بالروح المعنوية المرتفعة لدى اللاعبين الذين عقدوا العزم على التكاتف لاعادة الصورة المشرفة للكرة السعودية".
واكد "ان المنتخب السعودي سيظهر بشكل مختلف امام العراق"، رافضا الحديث "عن التغييرات التي سيحدثها في التشكيلة".
في المقابل، كان لا بد من صدمة ايجابية اخرى في المنتخب العراقي بعد العرض المخيب امام البحرين والذي لم يكن المدرب عدنان حمد مقنعا بتبريره الخسارة عندما اعاد السبب "الرطوبة والحرارة".
وتمثل التغيير باستدعاء 7 لاعبين من منتخب الشباب هم عباس حسن ومنعم يوسف ومحمد هادي وباسم عبد الحسن وعمار احمد وعماد عودة وهوار الملا محمد.
واعتبر حمد انهم "سيشكلون مفاجأة للمنتخب السعودي"، وتحدث عن الوضع المعنوي للاعبين قبيل المباراة "يتمتع اللاعبون حاليا بمعنويات مرتفعة بفضل جهود الاتحاد والوفد الاداري في اعادة الثقة الى اللاعبين وحالة الاستنفار التي يعيشها المنتخب منذ خسارته امام البحرين".
&الامارات - قطر
ولن تقل موقعة ابو ظبي على استاد ال نهيان بين الامارات وقطر اهمية لانهما منعطفا بحد ذاتها للاثنين وشعارها التعويض واستعادة الثقة بعد الخسارتين امام الصين واوزبكستان على التوالي.
والهدف واضح بالنسبة الى الطرفين، الفوز ولا شىء غيره لان خسارة اي نقطة بالنسبة اليهما يزيد الامور تعقيدا وقد لا يكون هناك مجالا للتعويض لاحقا.
ورغم السرية التي احيطت بها استعدادات الامارات للمباراة والابتعاد عن التصريحات الرنانة التي سبقت لقاء الصين، فان الجو العام يبدو واضحا بالنسبة الى الاماراتيين الذين يؤكدون ان الخسارة اصبحت خلفهم وان تركيزهم ينصب على اللعب بحماس وثقة والفوز على قطر.
ومن المتوقع ان يجري عبدالله الصقر تغييرات في تشكيلته اهمها مشاركة الليبيرو عبدالله ابراهيم الذي تعافى من الاصابة بدلا من الصاعد محمد قاسم او جليل عبد الرحمن، وبخيت سعد مكان عبد الرحيم جمعة في حال لم يتعاف من الاصابة التي لحقت به امام الصين، وايضا الحارس معتز عبدالله بدلا من جمعة راشد.
والتشكيلة المحتملة هي: معتز عبدالله- عبد الرحمن ابراهيم وفهد علي ومحمد قاسم (او جليل عبد الرحمن)- فهد مسعود وبخيت سعد وعبد السلام جمعة وسبيت خاطر وغريب حارب - ياسر سالم وسعيد الكاس (او محمد عمر).
من جهته، وصل "العنابي" اليوم الى ابو ظبي وسيجري تدريبا واحدا فيها للابقاء على سرية الخطة التي سيتم اعتمادها من قبل المدرب حاجي.
والمنتخب القطري بحاجة ماسة الى الفوز ولاعبوه مطالبون بالتسجيل لانهم لم يسجلوا اكثر من هدف واحد كان في مرمى اوزبكستان بعد ان انتهى اللقاء الاول في الدوحة بالتعادل السلبي مع عمان.
ومن المتوقع ان يعتمد حاجي على خطة هجومية منذ البداية بعد ان اجرى تغييرات عدة في تشكيلته ايضا اذ سيشرك زامل اكواري وعبد الناصر العبيدلي واحمد خليفة وياسر نظمي، كما من المحتمل ان يعود جاسم التميمي الى خط الدفاع بدلا من سعد سطام الشمري، فيما سيبقى الخيار على محمد سالم العنزي ومبارك مصطفى في الهجوم.
وظهرت مشكلة حقيقية في خط وسط المنتخب القطري الذي بدا عاجزا عن مد المهاجمين بالكرات الخطرة لكن السليطي اكد ان "حاجي عمل على معالجة الثغرات وان المعنويات مرتفعة للمباراة".
وسيفقد العنابي لاعبا مهما في مواجهة الامارات هو يوسف آدم الذي نال انذارين حتى الان.
&عمان - الصين
يعلق العمانيون امالا كبيرة على لقائهم مع الصين على ملعب السلطان قابوس في مسقط ويعتبروه الاهم في التصفيات وبوابة العبور نحو التأهل الى المونديال.
وارتاح المنتخب العماني في الجولة الثانية بعد ان اقتنص نقطة من قطر في الدوحة في الجولة الاولى، ولم يدخر مدربه الالماني برند ستانغ مجهودا في الايام الماضية لتوفير افضل الاعداد للمباراة الصين والذي يبدو متفائلا فيها وجاهزا لها.
وقال ستانغ في تصريح سابق لوكالة فرانس برس "لقد شاهدت المنتخب الصيني في المباريات الماضية واستطيع ان اضع الخطة التي تحد من خطورته".
وتابع "لدى المنتخب العماني عاملان مهمان من اجل الفوز على الصين هما الارض والجمهور، كما ان الطقس قد يساعد على التفوق عليهم خصوصا ان معنويات اللاعبين العمانيين مرتفعة بعد التعادل مع قطر صفر-صفر".
واكد ستانغ انه "يسعى الى الظفر بالنقاط الثلاث وسيواجه الصين بخطة مغايرة عن تلك التي لعب بها امام قطر في الدوحة".
وركز ستانغ في تدريباته الاخيرة على الاسلوب الذي سيعتمده وكانت تعليماته واضحة للاعبين بامتلاك زمام المبادية منذ البداية وعدم اعطاء الفرصة للمنتخب الصيني بالتحرك في وسط الميدان وارسال الكرات الى الاطراف مع الاستفادة من الفرص التي تتاح لهم.
واعطى تعليماته بمراقبة المهاجمين الصينيين وعدم السماح للظهيرين بالتقدم وتمرير الكرات بعرض الملعب.
من جهته، اكد ميلوتينوفيتش على اهمية المباراة "سنعمل على الفوز بنقاط المباراة لانها ستكون عاملا مهما لنا في التصفيات"، متمنيا "ان تبقى الحرارة والرطوبة كما كانت عليه في التدريب حتى يتمكن اللاعبون من تقديم المستوى المطلوب منهم".
واشار ميلوتينوفيتش الى ان "المنتخب العماني ليس سهلا ويجب ان نكون حذرين في مواجهته لان يلعب على ارضه وبين جمهوره وكل العوامل متاحة له وفرصته في المنافسة موجودة".
لم تتأكد مشاركة مهاجم الصين الخطير هاو هاي دونغ الذي يعاني من اصابة طفيفة.
(أ ف ب)