باريس: اثار الشاعر والروائي الفرنسي المعروف ميشيل هويلبيك (43 عاما) زوبعة هائلة حين قال في مقابلة معه نشرتها مجلة "لير" الفرنسية في عددها الصادر امس انه "يكره" الاسلام، معتبرا انه "دين خطير واكثر قسوة وتدميرا من العقائد المادية". كما نعت الكاتب الذي تلقى اعماله رواجا كبيرا في فرنسا، الدين الاسلامي بأوصاف تفتقر الى الاحترام.
جاءت المقابلة بمناسبة صدور رواية جديدة للكاتب بعنوان "منصة"، يهاجم فيها "المظاهر المستحدثة في المجتمع الفرنسي".
وحاولت مجلة "لير" الشهرية الرصينة المتخصصة في متابعة الاصدارات الجديدة، احتواء الطروحات الاستفزازية الواردة في مقابلة هويلبيك. وكتب رئيس تحريرها بيير اسولين افتتاحية جاء فيها، انه رغم تقديره للمستوى الادبي لرواية هويلبيك، الا انه يرفض كرهه للعرب والمسلمين، وتشبيهه الخفي للاسلام بالاسلاموية، اي بالاصولية بمعناها الارهابي.
وفي ردة فعل اولى على طروحات الروائي الفرنسي، قال دليل ابو بكر عميد مسجد باريس الكبير: "ان التصريحات التي تحرض على الكراهية العنصرية والدينية تقع تحت طائلة القانون". وانضم جوزيف سيتروك، حاخام فرنسا الاكبر، الى منتقدي هويلبيك، واعتبر ان اقواله واقوال امثاله من الملحدين الى زوال، بينما ستبقى النصوص السماوية تنير العالم.
ورفض هويلبيك الرد على كل الذين اتصلوا به لاستيضاح موقفه، مشيرا الى انه سيجيب عن الضجة التي اثارتها اقواله، في حديث اذاعي تبثه محطة "فرانس كلتور" الثقافية بعد غد الاثنين. اما ممثلو الجالية المسلمة في فرنسا، فانهم يتدارسون الاسلوب الامثل للرد على هويلبيك، وذلك من خلال جره الى المحاكم، اسوة بما تفعله الطائفة اليهودية مع كل من يتجرأ على المساس بدينها. بينما يرى آخرون ان افضل رد على الكاتب هو التجاهل وعدم اضفاء الاهمية عليه وتحويله الى سلمان رشدي آخر.
يذكر ان القانون الفرنسي يعاقب بالسجن لمدة تصل الى سنة وبغرامة قدرها 300 الف فرنك (45 ألف دولار) كل من "يحث على كراهية طائفة من الناس بسبب دينها".&& (انعام كجة جي - عن "الشرق الاوسط" اللندية)