أربع أو خمس جلسات حتى الآن عقدت لمحاكمة الرئيس العراقي النافق المنافق صدام حسين على جريمة واحدة من آلاف الجرائم التي ارتكبها نظامه الأحمق والديكتاتوري بحق الشعب العراقي البطل، إذ تؤدي الإدانة في واحدة منها الى حبل المشنقة بصدام (غير مأسوف عليه).. لكني أود الإعتراف أنني لم أفهم منها شيئا حتى الآن ويبدو أني لن أفهم حتى مع استئناف محاكمته الشهر المقبل، ذلك ان الشكوك عادة تسبق محاولة الفهم وقد تملكتني الريبة بشكل متكرر وأنا أقرأ تفاصيل المحاكمات التي يوردها هنا في إيلاف الأستاذ العبقري الدكتور أسامة مهدي.. فأنا أميل لقراءة تفاصيل محاكمة صدام وليس مشاهدتها لأني لا أحتمل ولا أطيق مشاهدة صدام متحركا وناطقا لثوان قليلة كلما تذكرت تلك المآسي والويلات التي جلبها للعراق العظيم والشعب العراقي العزيز.
هل تتآمر الولايات المتحدة على العقول العربية من خلال محاكمة صدام لأنها لاتنوي إعدامه؟! إذا كانت الإجابة (بنعم) فلماذا احتلت العراق وكرست المشهد الطائفي فيه ولماذا أهدته على طبق من ذهب لإيران تفعل به وبمدنه ماتشاء وتقتل من علمائه من تختار؟! ولماذا وضعت العراق على فوهة الدوامة التي يبدو انها في الطريق لتأكل الأخضر واليابس.. أما إذا كانت الإجابة بـ(لا) وهذا ما سيقوله المثقفين اللذين يكثرون من النحنحات ومسح الأنوف والضغط على نظاراتهم من الأسفل لرفعها للأعلى فليقولوا لي كيف سمحت بجلسات هزيلة لمحاكمة كان يفترض ان تكون quot;محاكمة القرنquot;.. ولماذا تقطع أوصالها إعلاميا؟! وتسمح لمجرم ضد الإنسانية مثل صدام ان يتبجح ويتطاول على القضاة؟! أسأل جمهور المثقفين هل تسعى أكبر قوة في العالم الى تلميع صدام واعادة شحن شعبيته في الشارع العراقي؟! لم أستاء من أيتام صدام حينما قالوا وعنونوا ان صدام هو الذي حاكم المحكمة لأن تلك حقيقة.. لكن من الذي سمح بذلك ؟ ولأي غاية؟ ان لم تكن الغاية ذاتها التي تقود إليها الشكوك المشروعة.
هل ستمضي محكمة صدام الى الحكم بغير إعدامه؟! تلك كارثة وفضيحة للديمقراطية الأميركية التي استبشرنا انه من الممكن ان يصل الينا رذاذها، لكن الواضح ان رمادها هو الذي ستذروه رياح الفهم الخاطئ على رؤوس الحقائق لتغدو مطموسة لا أمل في قراءتها أو فك طلاسمها أو رؤيتها على الأقل.. أيعقل ان في العراق كله لايوجد قاض عربي صارم لمحاكمة صدام ليقول له حين يتطاول من قفصه (اخرس يامجرم).. ألا يوجد قاض غير رزكار أمين ليعلم صدام الأدب الذي لايعرفه ولم يتعلمه في حياته.. ليترجل عن منصته ويخلع حذائه ويهوي به على وجه صدام (تلك مسألة لاديمقراطية ولاحقوق انسان فيها) أخشى أن أميركا فعلا تتآمر على عقولنا.. فمحاكمة صدام يجب ان تتوقف فورا والحكم الوحيد الذي سيبدد لنا الشكوك المشروعة هو اعدام صدام لأن جرائمه ليست بحاجة لشهود.. فكل عراقي وعراقية يملكون بؤسهم وحزنهم كأكبر وأوثق أدلة في التاريخ على ان ذلك (السافل) قد دمر العراق.. وأساء للقرآن الذي سمح له بأن يحمله داخل قفصه رغم ان صدام نجس ودليلي على انه نجس ذلك المظهر الذي كان عليه حين شد من شعر رأسه من داخل الحفرة التي أوى اليها، والتي اعترف أخيرا انه كان بها ولم يكن يصلي كما ردد البعض من أيتامه.
لقد انتقدت وضحكت وأسفت لجمهور المثقفين العرب اللذين كانوا يتداعون لحرق علم أميركي احتجاجا على سياسات واشنطن في مناساباتهم القومية التي لاحصر لها.. لكن ان لم تعدم أميركا صدام بأسرع وقت ممكن لتتدلى رقبته ككلب نافق فأني سأحرق العلم الأميركي وأقول كما يقول السافل( طز على بوش.. وطزين على أبوه) أكرر ذلك مشروط بعدم إعدام صدام لأني شخصيا أحترم الولايات المتحدة وشعبها.. وعلمها أيضا.. فلتعدم أميركا ذلك السافل.. وذاك رجاء حار لسيد البيت الأبيض بوش الحبيب.
عامر مخيمر الحنتولي
كاتب وإعلامي أردني
[email protected]
التعليقات