جميلة هي المظاهرات التي خرجت في شرم الشيخ يوم الاحد 24/7/2005 عقب احداث التفجير المؤسفة التي حلت بمدينة السلام، و جمالها اتي من كونها تعبر بشكل حضاري عن الرفض، جائت التظاهرات لتبرز للعالم ان مسميات الارهاب و الارعاب، لا تنتمي الى دين و لا للون معين بحسب ما اشتبه على شرطة لندن، و برغم الصور التذكارية التي التقطت، و ملامح الوجوه التي تفاوتت بين الابتسام و الوجوم للكاميرة، و اعلام الفنادق و المرافق السياحية التي ظهرت و كانما هي في حملة ترويج سياحية، و اعلام المثليين المنادين بالحريات الجنسية التي حملت بعلم او بجهل؛ و لا ادري مغزاها. و العبارات المكتوبة باكثر من لغة محكية، فلقد كان الهتاف واحدا عند غالب الاطياف و صلاة الجنازة على ارواح الشهداء، انضم لها من اتم شروطها و من لم يتم، و هذا هنا قد لايهم حيث كانت دلالتها المعنوية عميقة للغاية، و الرحمة و الجنة بيد الله.
كما لا يهم الانسجام او عدمه هنا فالتظاهرة كانت شعبية عفوية، لمواطنين و سياح استبدلوا السياحة الاستجمامية بالسياحة التنديدية التظاهرية، و غلب على المتظاهرين الاحساس بالرفض لما يحصل و اسبابه مع التاكيد على الهوية العربية الاسلامية لمصر و لمن يندد بالارهاب.
تذكرني هذه المظاهرات بالتي قامت تعبيرا عن الوعي بحجم الكارثة، و اجتاحت ارجاء واسعة من العالم العربي و الاسلامي، عقب وعد بلفور المشؤوم، حيث خبرني استاذي بانه قامت تظاهرة في نابلس ضد هذا الوعد، وكانت كمسيرة الشيخ، لا تخلو من النوادر او كما يقولون المضحكات المبكيات، ففي بداية المسيرة كانت الهتافات تنادي بسقوط وعد بلفور، فليسقط وعد بلفور، و الجميع من خلف قائد المسيرة يرددون فليسقط وعد بلفور، بمد الواو، و كانما تضيف الفا بعدها، "و على مبدا اللاء، لعم، نعم"، كان المنادون في نهاية المسيرة يتطلعون لقاطني الابراج العالية الذين يراقبونهم، و بدل ان يتهفوا ب فليسقط وعد بلفور انقلبت الاية في النهاية و اصبحوا يهتفون : فليسقط واحد من فوق، فيما كان الذين فوق ينظرون للمتظاهرين و يتبادلون النظرات فيما بينهم!.
فهل! ام هل!!، ما رايكم؟
( بحسب الصحف المصرية؛ و اهل مكة دائما ادرى؛ فان تفجيرات الشيخ ثأرية محلية صناعة و تنفيذ مصريين 100% دون اي علاقة لا بقاعدة و لا بعزام، ولا بشهداء ابي زعبل).
* باحث اردني مستقل
التعليقات