الحلقة الثانية

ويأتيني الرد على هذه التساؤلات بأني عراقي ومن المؤكد ان تقاريري لن تكون حيادية!!! تصوروا هم يقولون عني هذا الكلام دون ان أي اثبات لديهم بل لم يجربوني حتى وهم في نفس الوقت بعثوا الى هناك من ارسل تقارير

ان ذاكرتي لا زالت تختزن مشاهد الفرح التي كنت اراها في عيون العاملين في القناة واللذة بمصائب العراقيين وهم يرددون على مسامعي ومسامع الاخرين طوال الوقت quot; الم يكن الافضل لهم لو بقوا تحت حكم البطل صدام حسين اليس اشرف لهم من خيانتهم له quot;!!!؟؟؟؟ وصوتي المبحوح في داخلي يتسائل بعنف في وجوههم الكئيبة التي لا تعرف الرحمة quot; ومن خان من؟؟!! من غدر بمن؟؟؟ الا تفهمون؟؟ الا تستوعبون؟؟؟
ملؤها السم الزعاف ما جعل المشاهد العربي والعراقي بصورة خاصة يشعر حينها ان هؤلاء الذين كانوا يبعثون تقارير من العراق قبل اقفال مكتب الجزيرة كانوا يتعاملون مع الاحداث هناك باسلوب التشفي بمصاب العراقيين بل وتغطى افراح العراقيين بصورة قاتمة ومحزنة حتى وكأن لسان حال المراسل هناك يقول quot; هؤلاء الد اعدائي بل ان ابناء دولة اسرائيل احب الي منهم quot;، ومن منا ينسى الاسلوب الغريب والزعيق والتهويل الذي كان يمارسه المؤذن السابق الاخونجي احمد منصور في تغطيته من مدينة الفلوجة وهو ضيف معزز ومكرم في بيوت الارهابيين التكفيرين الصداميين هناك!

اذكر في احدى المرات كتبت مقالة تعبر عن رأيي في الاحداث بالعراق فيما كان يعرف لدى العاملين هناك بquot; talk back ركزت بالذات على من يدعون مقاومة الاحتلال من بينهم حتى الشيعة من امثال مقتدى الصدر وجواد الخالصي، وكانت ردود الفعل عنيفة ومتطرفة الى درجة التقزز من العديد من العاملين هناك وعلى رأسهم وكيل السفارة السورية في الجزيرة مهلك العلي اضافة الى القبلي الاصولي تملالي الذي سرق فيما بعد اسم الشهرة الذي كان جميع العاملين ينادونني به quot; Double Trouble quot;، بل اني وجهت قبل ذلك عبر هذا talk back دعوة لبقية زملائي لتأسيس فرق للكرة الطائرة والمنضدة وغيرها من الرياضات للتنفيس عن ضغط العمل الذي نعاني منه تحت رحمة المنتجين والمسؤولين واذلالهم للمستضعفين في غرفة الاخبار وطبعا انا على رأس هؤلاء، وكانت النتيجة في غاية الاستغراب والعجب من هذه الدعوة العفوية حتى ان سكرتير مدير القناة المتعجرف الذي يابى دوما الرد على سلامي جائني شخصيا لتسليمي كتاب الفات نظر وتهديد بانزال اشد العقوبات علي ان تجرأت مرة اخرى على المنتجين والمسؤولين حتى ولو على سبيل المزاح والعفوية!!! ولا زالت حتى اليوم احتفظ بهذا الكتاب وبنص الدعوة التي وجهتها الى زملائي التي لا يوجد فيها أي شيء يشير الى كلام سيء او غير ذلك.


انا لا اهوى المشاكل او اسعى لها لكن طبيعتي تابى الظلم والاستبداد والسكوت على الباطل، ما جعل البعض يقولون اني احرك المياه الراكدة واثير القلاقل اينما اذهب حتى صرخت احداهن بوجهي قائلة quot; دعها راكدة يا اخي واحصر كل همومك بجمع المال وشراء شقة في لندن او في باريس او في المغرب كما يفعل الاخرون ومساعدة اهلك في العراق للتخفيف عن معاناتهم وهم يعتمدون على كل فلس تبعثه اليهم، فما الذي ستجنيه من تصديك للاخرين واعتراضك على ما يجري، دعهم يفرحون ييث اشرطة الفيديو لقائدهم المغوار الهمام صدام والارهابيين في العراق الذين يسمونهم بالمقاومة الشريفة... دعهم يا اخي فما الذي سيفعله صوتك المتحضر بين كل هذا الزعيق والصراخ الهمجي الاجوف؟؟!!quot;


احد المنتجين قال لي بصراحة ان التقرير الذي عملته عشية يوم عاشوراء واستمرت الجزيرة باذاعته على مضض وبعد شد وجذب مع نائب مدير الاخبار الذي رفضه كليا في البداية وعاد للاقتناع به بعد ان اتهمني اني اريد تحويل القناة الاخبارية الى قناة المنار!!! ( رغم اني لست من عشاق هذه القناة بالمرة ) كان هو ورقة التوت على حد وصفه التي احتمت فيه الجزيرة من اتهامات العراقيين لها بالتحريض لقتل القادة الشيعة بعد حادثة مقتل السيد محمد باقر الحكيم المدوية في مدينة النجف والتي كادت ان تؤدي فعلا الى حرب اهلية لولا الدعوات المتكررة من المرجعية الدينية في النجف الى التهدئة وتوحيد صفوف العراقيين.


نائب مدير الاخبار الشولي الذي كان حسب ما يتناقل جميع العاملين في القناة مجرد موظف بسيط في مكان ما ولا علاقة له بالاعلام لا من قريب ولا من بعيد قرر التخلص مني ولا ادري ان كان هذا الامر قد تم بالتعاون مع مدير الاخبار المصري ام لا. فقد اتصلت بي صباح يوم منسقة جدول الصحفيين العاملين في غرفة الاخبار لتبلغني اني سابدأ عملي في الاسبوع القادم في قسم الغرافيك!!!! نعم في قسم الغرافيك!!! تصوروا صحفيا يكتب الاخبار ولا علاقة له بالامور التقنية ينقل الى قسم الغرافيك ليتم التخلص منه كما تم التخلص من جميع الصحفيين العراقيين في غرفة الاخبار الذي كانوا حينها عددهم لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة كي تخلو الساحة لهم يرسمون لوحة حاضر ومستقبل بل وحتى تاريخ العراق وفق اهوائهم الشيطانية!! علما ان احد هؤلاء الذين تم نقله الى قسم اخر كان من اشد مؤيدي النظام السابق ويحن اليه لكن هذا لم يشفع له البتة. وذهبت حينها للعمل في قسم الغرافيك وانا اضرب اسداسا باخماس ما الذي سافعله بالضبط هناك!!؟؟؟ وبصراحة رغم شعوري بالراحة والاستجمام لعملي في هذا القسم بسبب وجود بعض الشباب الاريحية الا اني افقت بعد ذلك على دوامة التأييد العلني لقادة الارهاب في العالم الذين لوثوا سمعة الاسلام وباتت الدنيا كلها تعادينا بسبب طيشهم وغيهم ورغبتهم الجنونية للشهرة على حساب الدين القيم، فقد كان احدهم احلف بالله يشبه هؤلاء نسخة طبق الاصل ويرتدي فانيلة وبنطلون قصير مشابهة لما يرتديه المعتقلون المتهمون بقتل العراقيين في سجن ابوغريب والذين تم اطلاق سراحهم من قبل القوات الاميركية رغم ثبوت التهم عليهم واعترافهم بكل جرائمهم!!!! حتى ان هذا الشخص وارمز له بحرف ر بذقنه الطويلة ونظراته الحادة التي لم تعرف العفو والتسامح من قبل رغم ذكرهما مرارا بالقران الكريم يتفاخر بعرض الصورة البشعة لمشاهد ذبح الاميركي نيكولاس بيرغ التي نقلها من احد المواقع الارهابية التي يداوم على متابعتها ويردد مع الذباحين الله اكبر، رغم استنكاري وقرفي من هذا الفعل انا وزميل اخر لي كان في القسم الرياضي!!! كما كان عراقي اخر هناك يشاطره هذه اللذة والنشوة، هذا العراقي وارمز له بالحرف أ لا يتقن عمله جيدا وبقي صامدا هناك لعلاقته بشيوخ الاصولية والسلفية عرض ايجار بيت اهله في منطقة السيدية في بغداد لمجموعة من الارهابيين القادمين من وراء حدود العراق حسب ما سمعت واكد لي مقربين له وجاء ببقية اهله الى قطر رغم ان قطر لاتمنح تأشيرات الدخول للعراقيين بهذه السهولة!!!


كما ان ذاكرتي لا زالت تختزن مشاهد الفرح التي كنت اراها في عيون العاملين في القناة واللذة بمصائب العراقيين وهم يرددون على مسامعي ومسامع الاخرين طوال الوقت quot; الم يكن الافضل لهم لو بقوا تحت حكم البطل صدام حسين اليس اشرف لهم من خيانتهم له quot;!!!؟؟؟؟ وصوتي المبحوح في داخلي يتسائل بعنف في وجوههم الكئيبة التي لا تعرف الرحمة quot; ومن خان من؟؟!! من غدر بمن؟؟؟ الا تفهمون؟؟ الا تستوعبون؟؟؟


ان قناة الجزيرة التي انشئت منذ عشر سنوات لم يكن لها أي غرض للتطوير الاعلامي او الريادة في الحرية الاعلامية كما يظن مع الاسف الكثير من العرب بل للترويج لزعيمها الاوحد صدام حسين وتلميع صورته الباهتة وجعله بطل العرب القومي حتى وان كان السبيل الى ذلك تلويث سمعة خمسة وعشرين مليون عراقي واتهامهم باشبع الاوصاف من خيانة وعمالة والمجوسية والصفوية ووووقائمة طويلة من قاموس المهانات التي كانت تبث على شاشتها دون انقطاع من خلال جمع برامجها وحتى من خلال منبر الاصوليين والارهابيين والقوميين الذي خصصته لهم القناة وفتحت خطوط الهاتف لكل من هب ودب لشتم الاغلبية العراقية وبعض العرب الشرفاء الاصلاء ونعتهم باقذر الصفات، بل ان احد مذيعيها الجزائريين الذي بعثته الجزيرة الى العراق يوما ما للقيام بتغطية الاحداث هناك تعمد ارسال مقتطف صوتي لاحد العوائل الهاربة من القصف الاميركي على مدينة الفلوجة تظهر فيه ام العائلة تسب وتشتم بكلمات نابية شيعة العراق على ما جرى لمدينتها وكأنهم هم وراء هذا القصف الاميركي وخراب المدينة التي جعلها العرب رمزا للمقاومة وتغنوا بها وشبهوها بالفالوجة الاخرى وليس الارهابيين القادمين من وراء حدود العراق الذين جعلوا المدينة عاصمة لامارة طالبانية ومنطلقا لعمليات الغدر والتفخيخ في بغداد.

يتبع..

عماد مهدي

صحفي

تجربتي المريرة مع قناة الجزيرة 1