من العادات الشخصية والاجتماعية في جنوب مصر وكما يعرف الجميع عادة quot;الثأرquot; والانتقام الشخصي وبالرغم من رفض الجميع لها (باستثناء بعض أبناء الصعيد) ورغم الكثير والكثير من الدراسات الاجتماعية

فتح هي وحدها العالمة ببواطن الأمور وهي وحدها القادرة على تخليص الفلسطينيين من آلامهم وتحقيق آمالهم وعودة الأسرى وفرض الحدود الآمنة وحل قضية اللاجئين بينما حماس تسعى إلى خراب البلد وتجويع الشعب وتدمير البنية التحتية
والأمنية والندوات الدينية التي عقدت من أجل القضاء عليها إلا أنها مستمرة وقائمة فالموروث الشعبي والاجتماعي أكبر من كل محاولات القضاء عليها..... وإن أمكننا تفهم هذه العادة ndash;بدرجة ما- بالنسبة للأشخاص والأفراد لا يمكننا بأية حال قبولها على مستوى رجال الدولة والسياسيين.... على مستوى الحكومات والقوى المعارضة لها...فلا يمكن أن ينمو بلد ويزدهر ويتقدم شعب أو على الأقل يحافظ على مكانته وكيانه وهناك ثأر بين السياسيين وانتقام شخصي بين قادته....


قد يكون هناك خلاف في الرأي والفكر أو اختلاف في الأسلوب والنهج أو تباين في التكتيك وصولا لإستراتيجية بذاتها... كل ذلك مفهوم ومقبول في عالم السياسة ولكن أن يصل الأمر بين الحكومة ومعارضيها أو بين السياسيين بعضهم البعض إلى ثأر وانتقام شخصي ومنافع ذاتية وتصبح البلد بأكملها أسيرة هذا الثأر وتصبح رغبة كل طرف هي فقط الانتقام وإذلال الطرف الآخر فهذا ما لا يمكن قبوله ولا فهمه..... و للأسف فقد ابتلينا في وطننا العربي بهذا الحال وتحول الموروث الشخصي للأفراد في صعيد مصر إلى واقع سياسي وسلوك جماعي للسياسيين العرب بدرجات متفاوتة وتبدو الصورة أكثر بروزا ووضوحا وعمقا في لبنان وفلسطين فالوضع متشابه في كلا البلدين ndash;رغم ما يبدو من اختلاف- فالأكثرية الحكومية والنيابية في لبنان تقابلها أكثرية معارضة في الشارع بينما الأكثرية في الشارع لا تملك فرض قرار أو إصدار قانون في الحكومة أو مجلس النواب لأنها لا تملك العدد اللازم لذلك.... وفي فلسطين فأغلبية حماس النيابية لم تمكنها من قيادة حكومة البلاد كما تريد وأكثرية فتح في الشارع لم تستطع فرض أغلبية نيابية تسمح لها بإصدار ما تشاء من قوانين....


وعلى هذا فالتشابك المستمر بين الطرفين وعدم قدرة طرف على فرض الأغلبية المطلقة (في الشارع والمؤسسات) على الطرف الآخر يلزم الطرفين معا بالاتفاق على أسلوب الممارسة بما يحفظ سلامة البلاد كما لا يحق لأي طرف ndash;مهما كان- احتكار الوطنية وإصدار صكوكها التي تمكنه من اتهام الطرف الآخر بالخيانة والعمالة ويرى هذا الاتهام حقيقة مؤكدة لا يمكن مناقشتها أو المساس بها فحزب الله عميل لسوريا وينفذ أجندة إيرانية بينما كتلة 14 مارس هم وحدهم الوطنيون الساعون لمصلحة بلدهم والغيورين عليها ولا علاقة لهم إطلاقا بأى أجندة خارجية (ولو من باب تلاقي المصالح)!!!!!


وفتح هي وحدها العالمة ببواطن الأمور وهي وحدها القادرة على تخليص الفلسطينيين من آلامهم وتحقيق آمالهم وعودة الأسرى وفرض الحدود الآمنة وحل قضية اللاجئين بينما حماس تسعى إلى خراب البلد وتجويع الشعب وتدمير البنية التحتية.!!!


هل يمكن أن يكون الحوار هكذا؟؟!! هل يعقل أن يدعي كل طرف وصلاً بليلى وهو يغرس خنجرا في صدرها..!!!! لا أعتقد...... وإن كان من الحب ماقتل..

د. محمد لطفي

كاتب وطبيب مصري
[email protected]