laquo;يجب الا نعطي البريطانيين الفرصة ليقسمونا الى مسلمين وهندوسquot;
المهاتما غاندي
ان امام الشعب الفلسطيني وقيادته فرصة تاريخية لاضاعة قضيتهم بايديهم بعد ان عجزوا عن جلب النصر لها، فالوصفة سهلة وبسيطة مزيدا من الاقتتال وجلب الموت للشعب بايدي ابنائه، لن يخسر المحتلون شيئا وسيتوقف قصف قطاع غزة بالطائرات الاسرائيلية ويتوقف الاجتياح وسيبحث من هم خارج طوائف الحرب التي تغيب عنها الطوائف عن مكان يأوون اليه بعيدا عن اتون الموت |
ايا كانت مصادر هذه الفكرة ومع انها قد لا تاتي الا من باب التحليل الا انه امر ممكن الحدوث في عصر القطب الامبريالي الواحد، وان نحن امعنا في اغلاق عيوننا عن الحقيقة وامعنا في تقديم المبرر تلو المبرر للعالم الأرعن هذا اننا شعب غير قادر على ادارة اموره بنفسه، هذا العالم الذي سيقدمنا على النحو التالي:
1 ndash; متخلفين لم نتمكن ابدا من الاستفادة من فرصة الديمقراطية التي اتاحتها لنا اتفاقيات اوسلو والتي اسست لاسلوب انتخابي ديمقراطي وسنبدو كاننا اقل حتى من مستوى اوسلو.
2- ان الانتخابات الاخيرة كانت فرصة للفلسطينيين اضاعوها لسببين الاول لاختيارهم ( الارهابيين ) على راي اعداء الشعوب والثاني اننا حتى هذه النتيجة لم نحترمها وبالتالي فنحن شعب غير ديمقراطي بشقينا الارهابي والذي وصل للسلطة بانتخابات وغير الارهابي الذي رفض التسليم للارادة شعب الارهابيين.
3 ndash; سوف تتم مقارنتنا بالجزائر والانتخابات التي اتت بجبهة الانقاذ وما جرى بعدها مما اعاد الجزائر الى الوراء سنوات وسنوات وبلبنان الذي تطالب المعارضة فيه بانتخابات جديدة وتبدو الازمة ليست بالديمقراطية بل بنا نحن كامة متخلفة ترفض الديمقراطية ببنيتها الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبالتالي فاننا بحاجة لمن يعلمنا الديمقراطية تماما كما حدث مع العراق باستقدام المارينز والموت للعراقيين على امل تصفية شعب باكمله او احدى طوائفه ان امكن لتسود ديمقراطية امريكا.
العرب والمسلمين غير ديمقراطيين ابدا بل وارهابيين وهم هكذا ولنرى الحال على النحو التالي: ايران تسعى لامتلاك اسلحة الدمار الشامل لتشكل خطرا على جيرانها وقد لجأت قوى الاستعمار العالمي اليوم بقيادة امريكا الى استصدار قرار العقوبات المستند للبند السابع ضد ايران منعا لسيادتها وحقها بالتطور والتطوير ككل شعوب الارض، السودان مشتعلة ولا احد هناك يبحث عن حل ولذا فالحل ياتي من سيدة الاستعمار والنهب الولايات المتحدة وحلفائها عبر قوات احتلال دوليه توفر السيطرة على مقدرات السودان، افغانستان مركز الارهاب العالمي وتأوي القاعدة في جبالها وتجد المساعدة من باكستان والقبائل المسلمة فيها، والعراق بدل ان ينعم بالفرصة التي وفرها له المحتلون اندفع نحو حالة مجنونة من القتل والقتل المضاد بشكل بشع لم يعرفه التاريخ الحديث داخل بلد واحد، لبنان لا تعترف الاقلية فيه بحق الاغلبية بالسلطة وهي اي الاقلية تسعى لتدمير حال البلد ويقف على راسها حزب ارهابي هو حزب الله الذي يحالف شياطين المنطقة ويقاتل ملائكتها ( اسرائيل ) وايران شيطان يسعى لامتلاك اسلحة الدمار الشامل وهو يهدف الى قتل اليهود وتدمير اسرائيل ( واحة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة ) وسوريا مركز لدعم الارهاب في لبنان والعراق وفلسطين وغيرها وفلسطين على حالها فوضويين وارهابيين ومتخلفين وجوعى يريدون اجبار العالم على دفع مخصصات حكومة ارهابية لينمو الارهاب اكثر واكثر وكذا ينمو الارهاب رويدا رويدا في مصر وتعتبر غزة مصدرة للارهاب كما حاولوا اثبات علاقتها مع تفجيرات دهب في مصر او الضفة كما حاولوا اثبات ذلك بحكاية الاسلحة بالاردن وكل ذلك ترافق مع صعود حماس الى السلطة بانتخابات ديمقراطية، فالديمقراطية اذن صحيحة ونحن فقط من لسنا مؤهلين لها فلا مانع اذن من اعادة تاهيلنا لذلك وقد صوت مجلس الامن الدولي على ارسال قوات حفظ سلام الى الصومال لوقف الحرب الدائرة بين المحاكم الاسلامية والحكومة المدعومة من الغرب.
ان استمرار وتصاعد التوتر والصراع العنيف بين قوى الشعب الفلسطيني سوف يوفر الذريعة المطلوبة لامريكا واسرائيل لترفع عقيرتها الكاذبة بالحرص على الديمقراطية في المنطقة وحماية المدنيين الابرياء من الارهاب والارهابيين وسوف يعودون للقول ان الفوضى عمت قطاع غزة بعد خروج الاحتلال منها وبالتالي فان الحل الافضل هو عودة المحتلين الى هناك واي حديث عن حق الفلسطينيين بدولة مستقلة هو سابق لاوانه لانهم غير مؤهلين لذلك وسيصبح موعد عام 2009 الذي تحدث عنه بوش في خارطة الكريق نكته يضحك منها الغرب واسرائيل ويخجل الفلسطينيون من ترديدها.
ان امام الشعب الفلسطيني وقيادته فرصة تاريخية لاضاعة قضيتهم بايديهم بعد ان عجزوا عن جلب النصر لها، فالوصفة سهلة وبسيطة مزيدا من الاقتتال وجلب الموت للشعب بايدي ابنائه، لن يخسر المحتلون شيئا وسيتوقف قصف قطاع غزة بالطائرات الاسرائيلية ويتوقف الاجتياح وسيبحث من هم خارج طوائف الحرب التي تغيب عنها الطوائف عن مكان يأوون اليه بعيدا عن اتون الموت وستجد اسرائيل نفسها امام شعب يعاني وينتظر الخلاص ايا كان مصدره ولن نستغرب ان نجد من يقبل استخدام ظهر دبابة اسرائيلية للامساك ببرتقالة غزة الجافة من اي ماء حي.
ان وصفة الاقتتال الداخلي المغلف بنكتة او كذبة حرمة الدم الفلسطيني التي يحلو للجميع ترديدها كلازمة تشبه لوازم كثيرة سبقتها مثل الوحدة الوطنية والثوابت الوطنية والتي يبدو اننا لم نكن نعني ما نقول بشانها، هذا الاقتتال سوف يقود الى افراغ الارض من سكانها او من ايمانهم بقضيتهم وسوف يتركنات اشباحا كافرين بكل شعار جميل آمنا به من قبل فهنيئا للقادرين على انجاز دمار قضيتنا وشكرا لهم لانهم وجدوا اقصر الطرق لمنع الاحتلال من قلع الاشجار وهدم المباني وقتل الاطفال مادام هناك من يقومون بذلك نيابة عنه باسم الثورة والوطن، هنيئا لهم بانجازاتهم القادمة والتي ستجعل من قضيتنا هباء في مهب الريح وقد تصبح خاتمة الهنود الحمر اجمل بكثير من خاتمتنا.
ان احد البدائل العملية الذي تملكه حماس اليوم اكثر من اية قوة اخرى هو تشكيل حكومة ثورية مؤقته تلقي عن كاهلها عبء التبعات اليومية تاركة اياها للاحتلال الذي يرفض مغادرة ارضنا او لمن يرغب بالقيام بذلك وتترك لنفسها حق الرقابة والمسائلة والكفاح وتدعو من يرغب من قوى الشعب للانخراط في حكومة وحدة وطنية ثورية مؤقته تاخذ شرعيتها الى جانب صندوق الاقتراع الذي كان من مواصلة الكفاح في سبيل حرية الشعب والوطن، حكومة تملك مشروعا حقيقيا للوحدة الوطنية على الارض في مواجهة اعداء شعبنا.
اللجوء الى خيار الحكومة الثورية المؤقته سوف يفتح الباب على مشراعيه للعودة الى خيار المقاومة باشكال وانماط متعددة ومختلفة وسوف يوقف كليا حالة الاحتقان والاقتتال الداخلي وسوف يصنع اصطفافا حقيقيا في اوساط الشعب وقواه لصالح خيار المقاومة بعيدا عن المهاترات والمزايدات اللفظية وسيلزم الجميع عندها الى تنفيذ سائر الاتفاقات بما في ذلك اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على اسس برنامجية كفاحية وبالطرق الديمقراطية وعلى قاعدة الاخلاص للثوابت الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
ان المطلوب اليوم اعادة الاعتبار للمشروع الكفاحي عبر اعادة فحص ادوات الكفاح الوطني بما يضمن اوسع مشاركة شعبية والغاء ظاهرة احلال الفصيل بديلا للشعب او الفرد بديلا للجماعة، فالشعب وحده وعبر تفعيل دوره الجماعي هو القادر على تحطيم اية مؤامرات عليه وعلى قضيته ووطنه.
عدنان الصباح
التعليقات