رفضت مصلحة السكك الحديدية في مصرمنح علاوة الزواج وقدرها جنيه واحد فقط لا غير لأحد موظفيها

الغريب أن العالم كله يحفل بالبهائيين وبمعابد البهائيين فلهم لهم عدة محافل مركزية في أفريقيا بأديس أبابا وفي الحبشة وكمبالا بأوغندا ولوساكا بزامبيا، وجوهانسبرج بجنوب أفريقيا وكذلك المحفل الملي بكراتشي بباكستان. ولهم أيضاً حضور في الدول الغربية فلهم في لندن وفيينا وفرانكفورت محافل وكذلك بسيدني في استراليا ويوجد في شيكاغو بالولايات المتحدة أكبر معبد لهم وهو ما يطلق عليه مشرق الأذكار ومنه تصدر مجلة نجم الغرب وكذلك في ويلمنت النويز (المركز الأمريكي للعقيدة البهائية) وفي نيويورك لهم قافلة الشرق والغرب وهي حركة شبابية قامت على المبادئ البهائية ولهم كتاب دليل القافلة وأصدقاء العلم
واستندت المصلحة فى رفضها إلى أن الموظف قدم إليها وثيقة عقد زواج غريبة لم يسبق لها مثيل ومدون به أن الزواج تم طبقاً لأحكام الشريعة البهائية.. والوثيقة مزينة بكلمات غريبة مثل ( بهاء يا الهى )
لجأ الموظف لمحكمة القضاء الإدارى ( ده جنية يا ناس ) ورفضت المحكمة دعواه وقضت ببطلان الزواج وعدم أحقية الموظف فى الجنيه.. أقصد فى العلاوة!!
وتحول البهائى إلى بهائى ضال والجنيه إلى جنيه مفقود..!!
حدثت هذه القصة فى عام 1950ولم يكن هذا البهائى هو أول من أهدر حقه من البهائيين..!!
ولم يكن هذا الجنيه هو أول خسائر البهائيين الأقتصادية ولم يكن بالتأكيد هو الأخير....!!
ولم تكن هذه القصة ndash; تاريخيا ndash; هىً السابقة الأولى فى محاولات البهائيين المستميتة لأنتزاع أعتراف قضائى بحقوق البهائيين فى الحياه وحرية المعتقد والأعتقاد وممارسة الشعائر وفى العلاوة...!!
فمنذ أن أصدر الشيخ سليم البشرى شيخ الأزهر فتواه بتكفير عباس أفندى ( عبد البهاء ) فى عام 1910 مروراً بحوداث وأحداث كثيرة أهمها قرار جمهورى رقم 263 لسنة 1960 الذى أصدره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذى ينص فى مادته الأولى على quot; حل المحافل البهائية ومراكزها الموجودة فى مختلف أنحاء الجمهورية وإيقاف نشاط أفرادها والحظر على الأفراد والمؤسسات والهيئات بالقيام بأى نشاط كانت تباشره هذه الجماعات وتجريم كل من يخالف ذلك بالحبس quot;.
واخيراًما قضت به المحكمة الادارية العليا بمصر يوم السبت16/12/2006 بنقض حكم القضاء الاداري بأحقية الجالية البهائية الصغيرة في مصر في التعريف بديانتهم على انها بهائية في المستندات الرسمية مثل بطاقات الهوية. وقضت المحكمة الادارية العليا بعدم جواز اثبات الديانة البهائية واعتبار من يدين بها من المسلمين خارجاً عن الدين الاسلامي وكانت المحكمة الإدارية قضت في ابريلالماضى بحق حسام عزت محمود موسى وزوجته في اثبات الديانة البهائية لهما ولابنتيهما في شهادات الميلاد وجوازات السفر.ورحبت المنظمات المعنية بحقوق الانسان بالحكم ووصفته بانه انتصار لحقوق الافراد ويُقرب مصر من المعايير الدولية في مجال حقوق الانسان.


وبعد ان واجهت الحكومة انتقادات من المحافظين والاسلاميين قررت استئناف الحكم.
وعقب النطق بالحكم المناقض والناقض للحكم الأول أصدر رئيس المحكمة بياناً صحافياً استشيخ ndash; ان جاز اللفظ لغوياً ndash; وارتدى فيه عمائم وجلابيب الشيوخ ونزع عنه روب القضاء واخذ في تفنيد معتقدات البهائية وتكفير البهائيين، مما استفز الجمعيات والتنظيمات الحقوقية إذ استشعروا فى ذلك خروجاً عن السلطة القضائية وخروجاً عن نطاق الدعوى المقامة أمام المحكمة، والمنحصرة في مدى قانونية إجبار المصريين البهائيين على ادعاء اعتناق الإسلام أو المسيحية زوراً من أجل الحصول على الأوراق اللازمة لممارسة حياتهم اليومية.
جدير بالذكر ان هذه المسألة - مسألة استخراج الأوراق الرسمية وبحسب ما جاء في التقرير السنوي لعام 2006 للمركز القومي لحقوق الانسان- سببت للبهائيين مشاكل عديدة في المدارس والجامعات وتسجيل شهادات الوفاة والميلاد والاعفاء من الخدمة العسكرية.


وفي سياق تعليقه على الحكم الأخير الذي صدر أخيراً ضد إثبات البهائية، قال حسام بهجت مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية: quot;إن هذا الحكم المؤسف يلقي بالكرة في ملعب الحكومة ويجبرها على إيجاد حل تنظيمي لإنهاء معاناة مواطنين قررت الحكومة فجأة ودون سند تشريعي أن تجردهم من مستندات إثبات هويتهم، رغم أن الحكومة نفسها ظلت على مدى العقود الخمسة الماضية تسجل البهائية في هذه المستنداتquot;.
وانتقدت المنظمات المعنية بحقوق الانسان الحكم الصادر اليوم ووصفته بأنهquot;انتكاسة لحقوق الافراد ويبتعد بمصر عن المعايير الدولية في مجال حقوق الانسان، وقالت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إن قرار المحكمة الإدارية العليا اليوم بعدم جواز إثبات البهائية في الأوراق الرسمية يضع الحكومة في مأزق حيال وضع المواطنين البهائيين العاجزين عن استخراج شهادات ميلاد أو بطاقات شخصية أو حتى شهادات الوفاة. quot;

وهكذا يا سادة وجد البهائيون انفسهم من جديد ما بين مجمع البحوث الأسلامية والسادة الأفاضل من الأخوان المسلمين ( مجلس الشعب الحالى ) والمناخ التعصبى كريه الرائحة الذى نعيش فيه وسقط البهائيين فى مصيدة أقامة حد الردة والدعوة إلى - لا فقط إهدار كل حقوق البهائيين كبشر فى حرية الأعتقاد وحرية ممارسة شعائر عقيدتهم ndash; بل وقتلهم تحت بند الأرتداد وحكم الردة200 ألف بهائي ( بابي ) لقوا مصرعهم فى ايران خلال السنوات الست الأولى للبهائية ( البابية سابقاً ) هذا غير المئات ممن حكموا عليهم بالأعدام منذ بداية الثورة الأسلامية عام 1979 سجن الكثيرون وتم الأستيلاء على دور العبادة الخاصة بهم وتدميرها ولم يسمح لهم بممارسة الوظائف الحكومية أو دخول الجامعات ولم يمنح أى بهائى وثيقة يثبت بها ديانته ويبدو أن المأساة على وشك أن تتكرر فى مصر..

والغريب أن العالم كله يحفل بالبهائيين وبمعابد البهائيين فلهم لهم عدة محافل مركزية في أفريقيا بأديس أبابا وفي الحبشة وكمبالا بأوغندا ولوساكا بزامبيا، وجوهانسبرج بجنوب أفريقيا وكذلك المحفل الملي بكراتشي بباكستان. ولهم أيضاً حضور في الدول الغربية فلهم في لندن وفيينا وفرانكفورت محافل وكذلك بسيدني في استراليا ويوجد في شيكاغو بالولايات المتحدة أكبر معبد لهم وهو ما يطلق عليه مشرق الأذكار ومنه تصدر مجلة نجم الغرب وكذلك في ويلمنت النويز (المركز الأمريكي للعقيدة البهائية) وفي نيويورك لهم قافلة الشرق والغرب وهي حركة شبابية قامت على المبادئ البهائية ولهم كتاب دليل القافلة وأصدقاء العلم. ولهم تجمعات كبيرة في هيوستن ولوس أنجلوس وبيركلين بنيويورك حيث يقدر عدد البهائيين بالولايات المتحدة حوالي مليوني بهائي ينتسبون إلى 600 جمعية. ومن العجيب أن لهذه الطائفة ممثل في الأمم المتحدة في نيويورك ( فيكتور دي أرخو ) ولهم ممثل في مقر الأمم المتحدة بجنيف ونيروبي وممثل خاص لأفريقيا وكذلك عضو استشاري في المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة أيكوسكو Ecosco وكذلك في برنامج البيئة للأمم المتحدة Unep وفي اليونيسيف Unicef وكذلك بمكتب الأمم المتحدة للمعلومات U. N. office of public information، و( دزي بوس ) ممثل الجماعات البهائية الدولية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة و( رستم خيروف )الذي ينتمي إلى المؤسسة الدولية لبقاء الإنسانية.
أعترف العالم كله إذن لا بالبهائية فقط كديانة بل بحق البهائيين كبشر فى حرية الأعتقاد وحرية ممارسة شعائرهم الدينية ولا تزال مصر ومعها الدول العربية فى مؤخرة ركب حقوق الأنسان فلا حقوق لغير المسلم ولاممارسة للشعائر الدينية بحرية لغير المسلم.
الم يصرح يوسف القرضاوى قائلاً quot; على غير المسلمين ( يقصد المسيحيين ) مراعاة مشاعر المسلمين وحرمة دينهم فلا يظهروا شعائرهم وصلبانهم فى الأمصار الأسلامية وذلك لما فى الأظهار من تحد للشعور الأسلامى مما يؤدى لأضطراب وفتنة quot;وعلى أساس المنطق القرضاوى المُمنطق بالأحزمة الناسفة تصبح الكنيسة وممارسة شعائرها تحدى للشعور الأسلامى وتصبح البهائية تحدى أيضاً للشعور الأسلامى.


دعونا نقول فى النهاية ولو على سبيل حفظ ماء وجه المقال وعلى سبيل إيجاد ما قد يفيد فى هذا الشأن ما قلناه ونادينا به مراراً ونكرره اليوم وقد سئمنا حقاً من هذا التكرار وأصابنا ما يشبه اليأس من الاستمرار فى هذه الحلقة المُفرغة اللامتناهية.
ليس ثمة شبهة فى أن حق تولى الوظائف العامة وحرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية هى من الحقوق العامة للمصرببن وذلك دون أى تمييز بينهم فى ذلك بسبب الجنس أو اللغة أو الدين أو العقيدة
لن يتسنى لمصر ان تتقدم ولو خطوة واحدة إلى الأمام طالما ظلت العقول المُتحجرة هى الحكم المتحكم فى شئون الخلق بل وشئون الخالق.


لابد منإلغاء خانة الديانة من البطاقة وجوازات السفر لنضع حداً لهذا التمييز السافر..والأهم من هذا وذاك هو إلغاء خانة الديانة من العقل الأسلامي.
واخيراً لا نجد ما نفعله سوى ان نقفى - وقد لا تكفى فى الحقيقة قرون من الحداد - على ما ال اليه وضع الحريات فى بلدنا المأسوف على حاله مصر. ويظل السؤال الحائر المُشبع بعلامات الاستفهام وعلامات التعجب من يبحث يا سادة عن البهائى الضال..؟!
ومن يعيد إليه جنيهه المفقود...؟!

لا أنا بل نعمة الله التى معى


جورج شكرى
[email protected]
[email protected]