والعراقيون يدفعون الثمن!

دم..دم..كيف للكائن أن يتماسك.. ومن أجل ماذا هذا الدم؟ منذ مدة والدم العراقي عموما والشيعي خصوصا يدفع الثمن، ثمن الفوضى والإرهاب وعدم قدرة قوات التحالف على ضبط الأمن ودعم القوى المدنية وتركت الأسلحة بيد كل من هب ودب. هل هذه هي الرسالة من نقل محاربة الإرهاب إلى أرضه في ـ دار الإسلام ـ كما وعد بوش الشعب الأمريكي!!؟
واليوم اكتملت بصحفيي قناة العربية، من يستهدف الصحفيين في العراق مؤسسات تهتم بالكلمة وأثرها!! وإلا لما قتلت وتقتل الصحفيين!!! ولا تريد لهذه للكلمة أن تأخذ مكانها الصحيح وطريقها إلى المشاهد والمستمع العربي فهي إما أنظمة فاسدة أو مؤسسات من القتلة وأمراء الحرب والأرض المحروقة. وكلهما صنوان للثقافة التسلطية التي رزخ تحتها كل شعوب المنطقة من عرب وفرس وكرد، ومن طوائف ومذاهب وأحزاب..الخ
والملفت اليوم للإنتباه هو موقف جبهة التوافق السنية: لم تقاطع عندما كان الدم شلالا في العراق!! قاطعت عندما ضربت مساجد السنة!!
الإيرانيون الآن باتوا أشرس من أي وقت مضى وكل مؤسساتهم في العراق لن تسلم الأمر للشعب العراقي، ستخوض معارك سلطة الملالي مع الغرب بالدم العراقي كما كنا نكتب عن ذلك كثيرا من قبل!!
النظام العربي الرسمي ليس من مصلحته قيام عراق ديمقراطي!!
الأمريكان تورطوا نتيجة لقلة حسابات من جهة وأخطاء شنيعة ومرعبة مؤسساتيا وإنسانيا!! وعلى الهامش الثروة النفطية وماتسببه من عمى ألوان أحيانا!!
القوى العلمانية والديمقراطية العراقية تم التواطؤ عليها من أيام صدام حسين!! قمعت وأفسدقسم منها وضعفت.. حتى بتنا نرى أن قائمة السيد إياد علاوي هي الخيار الأفضل للعراق في هذه المرحلة الحرجة من عمر هذا العراق الجريح!! ولكن القائمة السيستانية والقوئم السنية البعثية وغيرها كانت للخيار المدني بالمرصاد!!
والمشكلة التي يعاني منها العراق الآن تتجلى في أن: الطائفية والسلفية هي من نجحت بالانتخابات!! قلنا حسنا صندوق الانتخاب هو الحكم ولكن ماذا نفعل إذا كانت هذه الطائفية متطيفة حتى نقي الدم. ماذا يفعل العراقيون حتى يكتشفوا أن الدولة المدنية هي الحل؟
هل عليهم أن يدفعوا الثمن نصف دماء أبريائهم؟ وقوات التحالف إن خرجت الآن من العراق ستترك خلفها مأساة لن تنساها البشرية طوال حياتها ولن تسلم البشرية من آثارها التي ستكون مدمرة تماما، وتكون قد حققت فشلا أخلاقيا وسياسيا وقيميا وعلى كافة الصعد والمستويات. فإذا كانت الحرب الأهلية اللبنانية استمرت عشرون عاما فإن هذه الحرب لن تنتهي مطلقا.. إنها فتنة قادرة على استحضار كل التاريخ منذ سقيفة بني ساعدة وحتى الآن.
لدينا نحن العرب شباب عاطل عن العمل ولايتمتع بأبسط الحقوق، مغلقة عليه سبل الرزق والعيش، ونظم فاسدة تهتك كل طموحاته وتقتلها ماذا يفعل؟ وخصوصا العراقي منه الذي بغريزته يعرف كم من الثروة موجودة في أرض العراق وهو معدم ولايجد فرصة عمل من أجل حياته واستقراره؟ ماذا يفعل في هذه الحالة يجند نفسه أو تجنده القوى الفاسدة.
إنها المأساة... هل هنالك من يستطيع أن يعيد الحياة لفريق العربية على أقل تقدير بمحاكمة الجناة!!
ممن نأمل كي يتوقف الدم البريء؟؟

غسان المفلح