قال محدثي: نقلت جريدة الشرق الأوسط 13 مارس 2006 عن السيد سليم الحص قوله في بلدة العباسية في الجنوب اللبناني وبمناسبة الذكرى السنوية ال 28 لمجزرة العباسية التي ارتكبتها اسرائيل:

laquo; ان لبنان هو القدوة في المقاومة والمواجهة مع العدو الاسرائيلي. حققنا أعظم انجاز في تاريخنا العربي الحديث وهو تحرير الارض من اسرائيل، وليس بالقرارات الدولية. فالمقاومة قضية لا نستطيع أن نتنازل عنها، ولو اقتدينا بسورية لكان مصير الجنوب كمصير الجولان ولا يزال تحت الاحتلال الاسرائيلي raquo;.

شهادة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق غير قابلة للجدل موضوعاً لأنها وصّفت أمراً واقعاً وحقيقة قائمة شهد لها تحققها على الأرض، وهي ظاهرة للعيان ولكل العالم عربِهم وعجمِهم من الماء الى الماء.

قلت لمحدثي: أو تنكر جهدنا ndash; نحن عصابةَ النظام السوري ndash; في دعمكم في المقاومة وتحرير المحتل من أرضكم!؟ صحيح أننا نقرّ ونعترفُ أن حضراتِنا عملنا ( العمايل ) وكل مايستحى منه ومالا يستحى في بلدكم أو بلدنا لافرق، ولكن ndash; أنتم اللبنانيين ndash; بل القلة منكم تأكلون وتنكرون. يالطيف (قديش بتاكلو وبتنكرو)

ألم نقدم لكم كل الامكانيات من الأسلحة الخفيفة والثقيلة والصواريخ وما زلنا، وندرب عناصركم على فنون القتال والمقاومة وتكسير راس الأعداء، وهذا كان ديدننا..!؟ ألم نُمدّكم بألفٍ من كل أنواع الدعم من مالٍ وجاهٍ واعلامٍ ونصحٍ وارشادٍ، وكان فضلنا عليكم عظيماً..!؟ يالطف الله! (قديش انتو موكويسين).

ألم تروا أنّا تركنا (جولاننا) محتلاً يشكو الى الله همّّه وحزنَه، وشغلتمونا بتجهيزكم وجَهَازِكِم وعُدَدِكُم وعتادِكم لأننا مؤمنون أن من جهز غازياً فقد غزا، فآثرناكم على أنفسنا بخيار المقاومة وشرف التحرير، وأخذنا لأنفسنا خيار(قثّاء) السلام الاستراتيجي، وصفقنا لمقاوتكم وانتصاركم وتحريركم لجنوبكم عدا quot; شبعا quot; التي تستصرخكم وتنادي ضمائركم،

فانطلقت في دنيا العروبة لنا شعارات،

وعلت في عالم القومجية لنا هتافات،

وَوَلّعت في قيعان مؤتمر المحامين العروبيين عندنا على أرض الصمود والتصدي صرخات،

وفي مؤتمر الأحزاب اذ جاؤوا من الماء الى الماء، وعلى يابس شطآننا لَعْلَتْ خطابات،

فصاح المحامون : ياأيها الناس وَيْلَكم، ويلكم هاهنا quot; ناصرُنا quot;،

في دمشقَ قائمٌ بأمره ما مات،

وصاحت الأحزاب: ياأيها الشعبُ وَيْحَكم،

وَيْحَكُمْ هاهنا quot; صلاحُنا quot;، في شامنا هاهنا،

ناهضاً من قبره راكباُ حصانَهُ، ممتشقاً سيفَهُ على قيد الحياة.

فقال محدثي مبتسماً ساخراً مستغرباً: هَيْهَاتَ هيهاتَ هيهات.

المقاومة نهج وممارسة، عزم وفعل. المقاومة ماكانت يوماً شعاراتٍ وخطاباتٍ ولامؤتمرات، وليست تجميع محامين وأحزاب، ودجلاً و(زعبراتٍ وفبركاتٍ وأفلاماتٍ) على مَنْ أولاً وثانياً. تدعمون كل المقاومين (ماشاء الله عليكم ) من حماس فلسطين الى مقاومي العراق الىحزب الله وأمل لبنان، ولا نجد عندكم( للجولان) المحتلّ منذ عشرات السنين مقاومةً أو مقاومين. تريدون للناس (حولكم وحواليكم) أن يقاموا ويُقتَّلوا، ويُدَمِّروا ويَطردوا المحتلين من أراضيهم، ويدافعوا عن عرض أرضهم وشرف وطنهم، وكأن (جولانكم) لا عرض له ولا شرف، مؤجرٌ لا احتلال فيه أو محتلّ. وكأن(جولانكم) يحكمه الأحرار وأراضي جيرانكم يتَحَكّمُهَا العبيد. تزعمون الصمود والتصدي للمؤمرات مهما كان لونها ومهما كانت جهتها من شرق وغرب، أو شمال وجنوب وعلى حِماكم تَتَكسّر( فتافيت وحتت كصحن من البايركس الفرنسي).

جمعتم المحامين والأحزاب ( وويل للاحزاب من يومٍ كيوم الأحزاب) من أقصى الطين الى أدنى الطين ليكونوا شواهدَ زورٍ على مقاومتكم وصمودكم، وورقةَ توتٍ تُواري سوءاتِ فسادكم وخضوعكم، ونسيتم وتناسيتم أن شيخ جولانكم (جبل الشيخ) شاهدٌ ملكٌ على مقاومتكم العتيدة التي لم يَرَ منها ولا طلقةً نارٍ واحدةٍ، وأن غيرتكم مريبة على مقاومةٍ في العراق لطرد أمريكيٍ محتل، وحرصكم على مقاومةٍ في لبنان لتحرير أرض، ونخوتكم على مقاومةٍ فلسطينيةٍ أبيّة أمام يهود، ونسيانكم لهذا الشيخ الجليل وكأنه ليس فيه أحد من يهود أو أمريكان.

قهرتم شعوبكم وأهليكم بطشاً وقمعاً وتنكيلاً، ورفعتم هاماتِكم علواً في الأرض وفساداً، فأهديتم اليهود في جولانكم أمناً وأماناً، وأعطيتم جيرانكم من العُرْب قتلاً لرايات كلمتهم ورأيهم، وأعلامهم وقادتهم، وأفسدتم عليهم عيشهم ومعاشهم، ونهبتم أمنهم وأمانهم.

قلت لمحدثي: (ولَكْ مابقى علينا غير الظعران يتكلموا عنا، أنت عارف كويس أحنا مين..!!!؟).

افتح( أدنيك ) واسمعني: (نحنا) صحيح ماعندنا مقاومة ولو أننا ندعيها، ولكننا نريد للمقاومة أن تأتيَ اليهودَ من كل أطرافهم وجبهاتهم بدعمنا وتصفيقنا حتى اذا كلّ اليهود وتعبوا وهلكوا، جئناهم من طرف الجولان مقاومين، ومحاربين مستبسلين، ولتكسير رأسهم متقدمين، ولنعلمهم الأدب قادرين (وهيك بيكونوا خالصين وسلامتك).

نحن صحيح ماعندنا مقاومة (معك حق)، وسيوفنا وسكاكيننا لقطع (الكيك ويادوب بتقطع) ولكن (لازم تفهم ) أننا مسنّاتٌ لسيوف مقاومتكم، وأحجار (جلخ) لسكاكين عزكم، وخناجر ابائكم. وهكذا نقاوم معاً بسيف وسكين ومقاومٍ من عندكم وبِمِسنٍّ وحجرٍ و( مُجَلّخ ) من عندنا، ( وهيك )تكتمل الجاهزية. ومن أجل ذلك كنا معكم في مقاومتكم وصفقنا لانتصاركم. ( ولك ) ياألطاف الله (قديش أنتو عاطلين).

أجابني محدثي وهو هارب بعيداً:

ماصنعته المقاومة وتصنعه هو مجد وعز للمقاومين، وفخر وسؤدد لصانعيه، وليس للمسنّات وأحجار (الجلخ) والمصفقين ( والمجلخين بتوعكم)، ولو اقتدينا بكم وقرأنا على جنوبنا كل شعاراتكم وخطاباتكم، وجئناه بكل مسناتكم وأحجاركم، وجمعنا له كل مؤتمرات محاميكم وأحزابكم لكان ( جنوبنا ) اليوم مايزال يرزح تحت الاحتلال الاسرائيلي كجولانكم. (ولك ) يالطف الله وألطافه عليكم! ( ولك العمى ضربكم العمى، قديش انتو دجّالين).

بدرالدين حسن قربي

[email protected]
كاتب سوري مقيم في كندا