فى اواخر عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى كان يرتيط فى ذلك الوقت بعلاقات وثيقة وقوية مع الاتحاد السوفيتى.. كتبت مقالة انتقد فيها النظام الشيوعى وتنبأت بانهيارة سريعا. وقمت بشرح الاسباب التى جعلتنى اكتب متنبأ بانهيار الامبراطورية الشيوعية على مستوى العالم.

اخذت المقالة وذهبت الى جريدة الاهرام والتقيت بشخص (لا اتذكر اسمة) قيل لى انة المسئول عن النشر.

امسك الرجل المقالة وراح يقرأها. وبعد لحظات توقف عن القراءة ونظر الى نظرة لا زلت عالقة فى ذهنى حتى هذة اللحظات وقال بصوت مرتعش:

انت يااستاذ مجنون.. عايز تخرب بيتى والا اية ؟؟ عايزنى انشر الكلام دة اللى انت كاتبة ؟؟

انت تعرف ها يكون مصيرى ومصيرك اية لو الكلام دة اتنشر ؟؟

اشفقت على الرجل وخرجت من مكتبة ولم احاول مرة اخرى نشر هذة المقالة لا فى الاهرام او اى جريدة اخرى. وكم من مرات غيرها سمعت نفس التعليقات من مسئولين اخريين فى صحف ومجلات مصرية.

ومن خلال تجاربى مع الصحافة المصرية صدمت مرات ومرات عندما وجدت مقالاتى وكلماتى تحرف ويشطب ما يشطب منها ويضاف اليها كلمات غير مفهومة وجمل غريبة لم اكتبها. ولذلك لم استمر كثيرا فى الكتابة الى جريدة اخبار اليوم وجريدة وطنى والقدس ومجلة صباح الخير وغيرهم من الصحف المصرية والعربية
وفضلت ان اكتب فى صحف المهجر اللبنانية والمصرية القليلة الانتشار والتوزيع نظرا لتوافر حرية التعبير عن الرأى.

وتشاء الاقدار منذ قرابة العام تقريبا ان دعانى احد الاصدقاء لارسال مقالاتى الى ايلاف مشيدا بمساحة الحرية فى التعبير عن الراى والراى الاخر وعدم تشوية او حذف ما يكتبة الكتاب كما جرت العادة فى الصحف المصرية والعربية
.

وطمأننى بان احدا لن يمس حرفا واحدا مما اكتبة طالما كان فى حدود الالتزام والابتعاد عن السباب والشتائم والتجريح. ومنذ هذا التاريخ بدأت رحلتى مع ايلاف ومشاركتى المتواضعة مع كتابها من اجل تغير عالمنا العربى ومصر بصفة خاصة الى الافضل والاحسن عن طريق الكلمة المكتوبة.

انة يسعدنى حقا ويشرفنى ان اكون واحدا من ضمن كتاب ايلاف.. ويكفى اننى لم اسمع من المسئولين عن ايلاف من يقول لى وهو يرتعش: انت باين عليك مجنون ياستاذ..انت عاوز تودينا فى داهية والا اية !!!

ان الشكر واجب ولابد من تقديمة الى الناشر الاستاذ عثمان العمير والعاملين معة الذين سمحوا لى وامثالى من الكتاب (المجانين) بنشر مقالاتهم وعرض افكارهم (المجنونة) فى ايلاف بدون خوف وبجرأة يحسدون عليها.

صبحى فؤاد

استراليا

22 مايو 2006

[email protected]