لا يستقيم الفرح مع الموت، فالموت واي موت مبعث للحزن والكرب والاسى، الا ان التخلص من موت محقق ودائم وسيف مسلط على رؤوس العراقيين هو مبعث للفرح والسرور والحبور، نعم اهنئ شعبي العراقي ومن كل قلبي بمقتل المجرم الذي باجرامه لم يترك لمن يخلفه ما يوازيه بالبشاعة المقترفة، فحتى الاجرام انواع منها الاجرام ومنها ممارسة البشاعة في الاجرام، اليوم قد تخوننا التعابير لكي نصف ماذا يعني لنا نحن العراقيين التخلص من الزرقاوي، ماذا يعني لنا التخلص من سيف مسلط على رقابنا في كل لحظة ماذا يعني ان يكون كل واحد منا مشروع مستقبلي للقتل وبلا اي ذنب الا لكونه عراقيا مسالما يعمل من اجل ان بكفي عائلته شر العوز والسؤال، فالعراقيين في الاونة الاخيرة صاروا من كثرة القتل والاجرام وكثرة من يقوم بالارهاب والتهديد به يجدون تبريرا للقتل وخصوصا ان سبقه تهديد، نعم ان البعض كان يبرر قتل من يعمل مع الاجانب بقوله ولكنه لم يسمع لصوت التهديد فقد هدد قبل القتل، فلماذا استمر في العمل معهم؟ انه واقع مؤلم واقع فرضه الزرقاوي وامثاله من المجرمين، فمن يعمل مع الحرس الوطني يجب ان يستقيل لان الملثمين لا يريدون له ذلك، ومن يعمل مع الشرطة يجب ان يترك عمله لان سرايا الانتقام باسم الدين تستنكر ذلك، ومن يعمل مع الشركات الاجنبية ولا يهم ان كان في مجال الكهرباء او الماء او الصحة يجب ان يرتحل فالاسلام لا يبيح الامر، والمعلوم ان الحلاقيين مشروع دائم للقتل وخصوصا حلاقي النساء وكل من لا يتزي بالزي الاسلامي في بعض المناطق والشيعي يقتل والكردي يقتل والمسيحي والصابئي والازيدي يقتل من قبل ارهابيي الزرقاوي والتكفيريين السنة ومن قبل عصابات ما يسمى بجيش المهدي، والحقيقة ان الامر وصل بالبعض الى قتل بائع الثلج كما ورد في اخر اخبار العراق، لانه لم يكن في زمن الرسول ثلج والرسول شرب الماء كما كان يؤتي به غير مبرد لا في الثلاجة (البراد) ولا محلي باي لون وطعم، اذا الدور لاصحاب بيع الشربت (العصير)، وهكذا صار العراقيين رهائن في بلادهم من قبل من اتى باسم الاسلام يحكم عليهم بالقتل بالفتاوي العجيبة والغريبة، فكل شئ يمكن ان يحرم وكل شئ يمكن ان يحلل وحسب المزاج وحسب الدوافع وحسب الدفع وحسب المقام، وكل بريد ان يفرض قانون الخاص الذي يعلى على قانون الدولة، حتى ان بعض الوزراء فرض قوانينهم الخاصة في وزاراتهم.
العراقيين لم ينتهوا بمقتل الزرقاوي من الارهاب، ولكنهم انتهوا من بعضه، وبعض العراقيين في الطريق للخروج من كونهم رهينة لهذا الارهاب الذي مورس باسمهم، لاجل قتل اخوتهم في الوطن، انه طريق شاق ولكنه يبشر بان الخطوات اللاحقة ستكون اسرع واكثر جذرية، وبرغم من ذلك فان بعض العراقيين مطالبين اليوم بان ينتفضوا على واقعهم الذي وجدوا انفسهم فيه، الا وهو واقع كونهم اسرى مخططات مشبوهة وتستعملهم لاجل الوصول الى السلطة، مخططات يبيح اصاحبها لانفسهم كل شئ ويحرمون الاخرين حتى من ثلج يضفي برودة على ماء يبلل شفاه العطشى في صيف بغداد الملتهب.
اليوم من حقنا الفرح لاننا رأينا بام اعيننا انتقام الله يطال من زرع الخوف والرعب في نفوس العراقيين بلا ذنب اقترفوه ولا جريمة مارسوها بل لانهم يريدون العيش وفقط العيش.
اليوم من حقنا ان نفرح لان جزارا (قصاب) جديدا قد ولى وذهب والتحق بسيد الجحور، اليوم تتنفس الامهات بانتظار يوم يخرج فلذات اكبادهن بلا خوف ولا هلع، فالزرقاوي وامثاله زرعوا الرعب في قلوب الاباء والامهات فكل منهم كان يضع اليد على القلب لحين عودة ابنائه سالمين لا بل كان الرعب يتعشش في كيانه وكان الخروج الى المدارس كان ذهابا الى جبهات القتال او يعني احتمال كبير بعدم العودة، اليوم صار احد اهم ممثلي الاجرام والذبح في خبر كان وصار العالم اكثر امنا، فهذا الشخص الذي جعله البعض قائدا ومنقذا ومخلصا لانه اعادة رفع شعارات القديمة بحلة جديدة والذي لم يتقن شئ ما الا القتل وبابشع الاساليب الدموية والمشمئزة، لم ينهي بمقتله قصة مجرم عاث في الارض فسادا، بل انهى ارتهان بعض المسلمون العراقيين وبعض سنته بالاخص، اليوم بمقتله صار واجبا الانتفاضة والاعلان الجميع العودة الى الشرعية التي تمثلها الحكومة العراقية ويمثلها مجلس نوابه، والقرار له وهو سيد نفسه في اضفاء الشرعية على اي امر يراه صالحا للبلد ما عدا ما يهين انسانية الانسان ويلغي او يحد من حرية من حرياته الا بدواعي الامن الجماعي والمصلحة الجماعية.
واذ نكرر تهانينا الحارة لشعب العراق من الجنوب الى الشمال، نقول لكل شعبنا رجالا ونساء، شيوخ وشبابا حذار من الوقوع في مطبات من يريد منك ان تكونوا وقودا لتحقيق مراميه، حذار من بيع اعز ما تملكون الا وهي حريتكم، حريتكم التي تطلبت عقودا من السنين لكي تعاد اليكم، تمسكوا بالحرية وبالحقوق الفردية وبالانفتاح وبالتلاقي مع العالم فهذا هو طريق الخلاص، وليس هناك من طريق اخر.
واخيرا نقدم تعازينا الحارة الى قنواة الشر والحقد وخصوصا الى قناة الجزيرة التي ستفتقد احد مموليها بالصرعات وافلام القتل والذبح.


تيري بطرس