يقال عن صابر الدوري مدير الإستخبارات إبان حملة الأنفال بأنه هو الذي أقنع القيادة بالقيام بها إعتقاداً منه بأنها ستضع حداً لعمليات الثوار الأكراد مما ستجعل القوات صدام العسكرية متفرغة لحربها مع إيران، بشرط أن يكون الهدف هو قتل أكبر عدد ممكن من العوائل الكردية خاصة الأطفال والنساء منهم كي يتقلص تناسلهم العرقي والمعروف بأن النظام الفاشي قد منع إستخدام ( المانع ) في المناطق العربية وشجع تداوله في المناطق الكردية بل في بعض الأحيان إجبارهم عليه !.
صابر الدوري ( فلتها ) حين قال في الجلسة الثانية لمحاكمته مع الطغمة الفاشية:
أن أحد القادة الكبار سأله أثناء عمليات جريمة الأنفال، عما إذا سيأتي يوم سيحاسبون فيه أمام محكمة على فعلتهم المشينة، فأجاب: سيحدث هذا في حالة واحدة. وهي إذا تمكنت إيران من أحتلال العراق!!!
لا أخال أن من شاهد مجريات الجلسة الثانية لمحاكمة صدام في قضية الأنفال، لم يسمع الدوري وهو يسرد ذلك بصوت عال. وهو بمثابة أعتراف صريح بحدوث الواقعة التي حاول ويحاول ( الهُزل ) محاموهم نفيها بسذاجة أسئلهم وقرقوزية طروحاتهم المضحكة..!!
في العرف القضائي يُعرف ( الأعتراف ) بأنه سيد الأدلة. فلماذا لا يستغني السيد القاضي بعد صدوره من ( فوه ) مهندس الجريمة، عن الإجراءآت الشكلية المتبعة في الحالات التي يصر المتهمين فيها على براءتهم من التهم المنسوبة اليهم. كأن ينهي الإستماع إلى بقية شهود الواقعة ويعلن إنتفاء الحاجة إلى شهود النفي. ويبدأ بطلب من المدعي العام لتقديم الوثائق التي تدل على هول الجريمة ومن ثم مساءلة المتهمين عن الأسباب والدوافع التي جعلتهم ينفذنوها. وهل اعذارهم كانت تستوجب وضع خطة بقصد إبادة قومية بأكملها ؟..
السيد القاضي قال في الجلسة الأخيرة. أن القضية التي أمامه هي الوحيدة التي ينظر فيها هذه الأيام. بعدما كان يقرأ يومياً ميئات القضايا في زمن الطاغية الساقط لذلك فعنده متسع من الوقت للمضي فيها. هل يعني هذا بأن سيدنا القاضي
( راح ياخذ راحتة ) في الإطالة رغم إعتراف المجرم.؟؟؟
لا ياسيدي القاضي. ما عاد لذوي الضحايا صبراً يتحملوه وأرواح أحبتهم وفلذات أكبادهم تزورهم في ليل مضاجعهم مستفسرة منهم عن يوم القصاص من من سلخ الأب من إبنه والرضيع من إمه والزوج من زوجته والكهل من عجوزته دون ذنب إقترفوه..


حسن أسد