مثل شعبى يقوله المصريون عند ثبات الأحوال وعدم تغيرها خاصة عندما يكون هناك أمل فى تغير ما أو تحسن ينتظرونه من خلال حدث معين ثم يأتى الحدث وينتهى ولا يحدث شئ ويبقى الحال على ما هو عليه... لذلك كان المثل السابق تعبيرا عن رأيهم فى المؤتمر السنوى لما يسمى بالحزب الوطنى الحاكم فقد انتظرنا جميعا شيئا ما...شيئا جديدا..شيئا جيدا... أملا..نجاحا... تقدم... راحة... أى شئ من هذا القبيل يشعر المواطن معه بأن نظامه الحاكم وحزبه الوطنى يفكر فيه أو يعتبره من أولوياته أو يحقق له طموحاته وآماله أو على الأقل يسهل عليه حياته ويهون عليه معيشته..... ولكن للأسف لم يحدث أى شئ وبدأ المؤتمر وانتهى المؤتمر بلا قرارات شعبية ولا تعديلات دستورية ولا آمال مستقبلية لم يقدم أى شئ سوى الازدحام المرورى المعتاد وبالونات الاختبار الخاصة بتولى السيد جمال مبارك مقاليد الأمور وقد اعتاد الشعب على هذه البالونات بين فترة وأخرى فتقريبا كل 3-4 شهور يخرج علينا أحد سياسى الحزب أو صحفيى الحكومة أو رجالات النظام بتصريح يقول فيه أنه يؤيد ترشيح السيد جمال مبارك للرئاسة أو أن الحزب يعده للرئاسة أو أنه لا يرى حرجا فى أن يتولى الرئاسة وبعد ذلك وبعد قياس نبض الشارع والتأكد من رفض الشعب يقول أن هذا التصريح يعبر عن رؤية شخصية وفكر فردى وأن هذا الفكر بعيد عن فكر الرئيس ولا علاقة له بسياسة الحزب أو الحكومة !!!!!!!
هكذا نحن منذ أكثر من سنة ولا أدرى إلى متى ستستمر سياسة بالونات الاختبار تلك التى يطلقها الحزب الحاكم ndash; عن قصد طبعا- وفى كل مرة يرفض الشعب هذه البالونة ويتعامل معها كما يلهو الأطفال ببالونات العيد بدبوس الإبرة.... وفى الحقيقة فقد أصبح الشعب لا ينتظر أى خير من هذا الحزب المترهل ولم تعد تنفع شعارات المستقبل والتحديات والمشاريع القادمة......الخ كل ذلك الحديث الذى يتداوله رجال الحزب الحاكم لم يعد له أى صدى أو تأثير فى نفوس المواطنين بل إن ما حدث فى اليوم الأخير لمؤتمر الحزب له دلالته التى لا تخطئها العين لمن يفهم (او يريد أن يفهم) فقد كان خطاب رئيس الحزب الختامى للمؤتمر فى نفس يوم خطاب السيد حسن نصر الله فى لبنان وكانت المتابعة الجماهيرية والشعبية وردود الأفعال حول خطاب السيد حسن نصر الله أكبر بكثير من متابعة خطاب رئيس الحزب مما يعكس دلالة قوية على رجال الحزب أن يفهموها جيدا فلا أمل فى الحزب ولا رجاله ولا خير يرتجى من وراءه
كل ذلك أمر واضح لكل ذى عينين والسؤال الحقيقى هو هل مازال رجال وسياسيى الحزب لا يرون فعلا ما يراه الشعب؟؟! هل ما زالوا مقتنعين حقا بأحاديثهم الفارغة وحواراتهم المرفوضة؟؟! هل مازالوا يأملون أن يصدقهم الشعب يوما ما؟؟!!
لا أعتقد أن هناك عاقل واحد ndash;إذا كان هناك- من رجالات الحزب الوطنى يصدق ما يقولونه ولا أدرى إلى متى سيستمر الطبل والزمر والرقص فى احتفالاتهم بمؤتمرهم؟؟

د. محمد لطفى

كاتب وطبيب مصرى
[email protected]