سرت رعشة في أبدان الحكام العرب وهم يرون الطاغية يهوي إلى جحيمه، تعرقت أجسادهم وأصيبوا بذهول لم يكن في الحسبان. لحظات كابوسية ستبقى كجرس يدق في أذهانهم إلى الأبد.تحسس كل منهم رقبته الغليظة

سيبني قسم منهم جدرانا إضافية ويزيد بالتحكيمات، وسيقوم البعض الأخر بتغيير الحرس الخاص واستحضار العشيرة والقبيلة واولاد العم.سيحبون بعضهم البعض .. لا هذا خطأ سيكره بعضهم البعض كما يكرهون العمى وستزداد عزلاتهم وترتفع كآبتهم.سيشعرون بالشيخوخة وهي تزخرف وجوههم المتغضنة وهي تزداد احتقانا
بأصابع راعشة.منهم من لم يطق المشهد فقام من وقته يرعد ويزبد عن الله والمقدسات والعرب والمسلمين والكرامة والى أخر الاسطوانة.ومنهم من تملكه الفزع فسارع إلى إغلاق أبواب وشبابيك قصره وتمترس خلف جدران سميكة لا ينفذ منها حتى الخيال. ومنهم من استدعى عساكره ووضعهم في الإنذار ( جيم ).ومنهم بطبيعة الحال من اتصل من فوره بالعمة أمريكا لكي يطمئن إلى انه ليس في القائمة السوداء.

* * *
سيصاب قسم منهم بارتفاع الضغط أو السكر أو البروستات، وسيضطر الكثير منهم إلى تناول ادوية اضافية غالبا ما تكون من نوع المهدئات.سيمتنع الكثير منهم عن ممارسة الجنس أو العكس هو الصحيح، سيفرط فيه.سيقوم بعضهم كما في ردة بالصلاة وقراءة القرآن ليلة وعشيا لمقاومة الشعور الطاغي بالذنب.سيشتكون من قلة النوم ووفرة الكوابيس، وقد يبكون لوحدهم في غرفهم الموصدة.سينظرون في المرآة طويلا لقياس شجاعتهم أو جبنهم امام المقصلة وهم يتحسسون رقابهم الغليظة والعرق يتصبب من جباههم.سيفكرون بالماضي والمستقبل فقط لان الحاضر قد تأبد في تلك اللحظة التي قادت الطاغية إلى جحيمه.الحاضر مؤجل حتى تنتهي الرعشة في البدن، الحاضر مؤجل حتى تتوقف الأصابع عن الارتجاف .

* * *

سيبني قسم منهم جدرانا إضافية ويزيد بالتحكيمات، وسيقوم البعض الأخر بتغيير الحرس الخاص واستحضار العشيرة والقبيلة واولاد العم.سيحبون بعضهم البعض .. لا هذا خطأ سيكره بعضهم البعض كما يكرهون العمى وستزداد عزلاتهم وترتفع كآبتهم.سيشعرون بالشيخوخة وهي تزخرف وجوههم المتغضنة وهي تزداد احتقانا. ستتعطل مشاريعهم الشخصية تلك التي لم تتعطل ابدا، وسيراجعون حساباتهم في البنوك الاجنبية لقياس حجم الخسارة القادمة.لن يغادروا بلدانهم هذه الأيام خشية الانقلاب وكل من يشكوا في ولائه سيودعنه في الإقامة الجبرية.لن يجرؤ مخدوموهم على الاتيان بأي شيء خوفا من الطيش المدفون الذي يودي إلى العدم المؤكد.سيكونون ذاهلين مشتتين وان بدت عيونهم أكثر بريقا .

* * *

من لم يصب منهم بالبرانويا فلديه فوبيا من الاخر، ومن لم يصب منهم بجنون العظمة فيظن نفسه انه نصف اله.اكثرهم عباقرة وانجازاتهم تفوق كل ميتافيزيقيا، فيهم الشاعر الفطحل والكاتب النادر المثال .. دماؤهم زرقاء ومن مصاف الآلهة.لكنهم مع كل هذه الالقاب العريضة ومع كل ما حدث في بلدانهم سوف لن يراجعوا أنفسهم ..
سوف لن يتخلوا عن كراسيهم إلى الأبد .
هل نقول شيئا عن الشعوب العربية؟ حسنا .. الشعب العربي ضحية تحن إلى جلادها.

صلاح حسن