عن المؤتمر الدولي حول حرية التعبير والتنمية الاعلامية في العراق

بات لدى بعض المسؤولين العراقيين، الذين اقتنصوا المناصب في الدولة العراقية بعد سقوط النظام السابق،

لم يتمكن اى مراقب من تفسير اهداف هذا المؤتمر، فهيئة الاعلام والاتصالات التي الفها سيء الصيت الحاكم الامريكي للعراق بول بريمر بموجب امر اصدره، تهدف الى العناية بالمسائل التقنية للاتصالات فقط، وليس بالمسائل التي تهم الاعلاميين وحقوقهم ومايتعلق بعملهم وممارساتهم
خبرة كبيرة في كيفية صرف الاموال الموضوعة بين ايديهم لتعود نتائجها وفقا لمصالحهم الذاتية واهدافهم الشخصية.
هؤلاء هم الذين تسلموا مناصبهم، ليس بسبب كفاءة يتمتعون بها، بل لانهم ينتمون الى هذا المذهب او ذاك او الى هذه القومية او تلك، يصرفون الملايين من اموال الشعب العراقي دون حسيب او رقيب ومفوضية النزاهة صامتة ساكتة لا تنبس ببنت شفة في حين تستأسد على امور ابسط بكثير مما يعتقده المرء.

احد الامثلة على هذا المظهر المحزن، الذى يزداد ويتوسع يوما بعد يوم في عراق ما بعد صدام (!!)، ما قامت به هيئة الاعلام والاتصالات العراقية حيث عقدت مؤتمرا في quot; باريس quot; ( ولماذا هذه المدينة بالذات؟؟؟ ) لخدمة الاعلام العراقي واطلقت عليه (للايحاء بأهميته) quot; المؤتمر الدولي حول حرية التعبير والتنمية الاعلامية في العراق quot;.

لم نجد الجواب على سؤال يتعلق بالهدف من عقد هذا المؤتمر، وما هي الفائدة التي سيجنيها العراق منه وما هي المبررات من عقده فيquot; باريسquot; وليس في عمان او القاهرة مثلا؟؟؟ او حتى في قصر المؤتمرات في بغداد... نعم لم نجد الجواب ولكننا سمعنا اكثر من همسات تصاحبها حركات الحاجبين بأن رئيس هيئة الاتصالات والاعلام ينتابه الحنين بين الفينة والاخرى ويعوده الشوق لباريس الذى عاش فيها ريثا طويلا من الزمن وامضى فترة شبابه وهو يغازل ازقتها، فقرر ان يكون هذا المؤتمر العتيد في عاصمة النور بعد ان اصبحت بغداد عاصمة الظلام ولايمكن عقد اى مؤتمر فيها....

التبرير الاخر جاء من quot;حاشيةquot; الموظفين في هيئة الاتصالات التي يبلغ تعدادها اكثر من 120 موظفا وعاملا 92 منهم يتقاضون رواتب ومخصصات دون عمل كونهم عينوا وفقا للمحصصات الطائفية والقومية، فقد اعلم البعض من هؤلاء بأن عقد المؤتمر بباريس جاء بعد ان قررت اليونسكوتخصيص صالة لمدة اربعة ايام للاجتماعات؟؟ هذا التبريرقد يقنع قائله ولكنه لم يقنع احدا ممن سمعه ذلك لان تخصيص صالة لا يبرر جلب 250 شخصا من اصقاع الارض للاجتماع في تلك الصالة فقط.
اما المجموعة الثالثة من الذين يبررون عقد المؤتمر بباريس فقد قالت ان المؤتمر عقد في عاصمة quot;المولان روجquot; لهدف يدخل في باب الترفية عن بعض ( نواب الشعب العراقي البائس سيما وان التشكيلة النيابية التي حضرت باريس تاركة اللانصاب في اجتماعات مجلسها ببغداد مثلت مكونات مجلس النواب العتيد بكل فروعه ماعدا التحالف الكردستاني المضمون اصلا لجانب رئيس الهيئة الكردى القومية ورغم quot; زعل quot; السيد فخرى كريم ممثل الرئيس جلال الطالباني في المؤتمر لعدم تقديمه بهذا الموقع واجلاسه على المنصة الرئيسية ) كما ان هدف دعوتهم بهذه التشكيلة المدروسة جدا سيدفع كياناتهم للوقوف مع الهيئة المهددة بالالغاء والمطروح امرها حاليا امام مجلس النواب.

لم يتمكن اى مراقب من تفسير اهداف هذا المؤتمر، فهيئة الاعلام والاتصالات التي الفها سيء الصيت الحاكم الامريكي للعراق بول بريمر بموجب امر اصدره، تهدف الى العناية بالمسائل التقنية للاتصالات فقط، وليس بالمسائل التي تهم الاعلاميين وحقوقهم ومايتعلق بعملهم وممارساتهم اذ انيط بهذا العمل لهيئة اخرى قائمة حاليا ولكنها لاتعمل ولايسمع عنها اى اشيء والى جانب كل ذلك لم يتمكن اى من المراقبين لهذا المؤتمر من فهم وجود عدد كبير من النواب الذين وضعتهم رئاسة هيئة الاعلام والاتصالات على المنصة لادارة جلسات مؤتمر اعلامي يفترض ان يرأس جلساته متخصصون في هذه الحقول وليس نواب لادخل لهم بالاعلام وتشعباته ولكن الجميع علم بالتالي ان وراء الاكمة ماوراءها وان القصد الواضح هو استمالة النواب وكتلهم للوقوف بوجه الفكرة الرائجة في بغداد بالغاء هذه الهيئة والحاقها بوزارة الاتصالات وهي فكرة تناقش على اكثر من صعيد ومن المفروض ان يناقشها مجلس النواب قريبا.

مصروفات المؤتمر.. من اين؟؟

مصروفات هذا المؤتمر، الذى خرج بثلاث صفحات من بعض الافكار والتصورات غير الواضحة وغير مصححة وغيرمصادق عليها، بلغت كما ذكر في صالات اليونسكو ( 475.000) الف يورو اى حوالي ( 610.000) الف دولار كمصروفات للفندق الذى نزل فيه حوال 250 مدعوا من كافة اصقاع الدنيا، واذا اضفنا لها اجور الطائرةالخاصةquot; الجارترquot; التي نقلت المشاركين من بغداد الى باريس واعادتهم بالاضافة لهؤلاء الذين ارسلت لهم تذاكر سفر للقدوم من امريكا واوربا وجنوب شرق اسيا الى باريس، حيث منح بعض هؤلاء من المقربين لرئيس الهيئة تذاكر سفر درجة اولى، والى جانب ذلك ان اضفنا ايضا المخصصات الممنوحة للعشاء ومصروفات الجيب للمشاركين، والتي اختلفت من شخص لاخر، حيث حصل ( نواب الامة المشاركين في المؤتمر والذين تعبوا من بلورة الافكار وابداء الاراء السديدة والمخلصة لعملية الاعلام وحريته ) على مبلغ ( 2500 ) دولار مصروفات جيب لمدة خمسة ايام بالاضافة لاشخاص اخرين ممن يشكلون الحلقة المحيطة برئيس الهيئة، اما البقية فقد حصل كل مشارك على ( 800) دولار لتناول العشاء لمدة خمسة ايام وهو مبلغ طائل بحد ذاته اذ لم يتوقع الجميع الحصول على 150 دولار للفترة المذكورة.
ولان الشيء بالشيء يذكر لابد من الاشارة الى ان الهيئة، واثناء مرحلة الاعداد للمؤتمر العتيد كلفت بعض الاجانب quot; كتابة تقرير حول الاعلام العراقي ليكون الاساس في النقاش في المؤتمر وهنا كان التساؤل بارزا هل الاجانب يعرفون عن الاعلام العراقي اكثر من العراقيين انفسهم. ولماذا ابقيت اثناء المؤتمر اللجنة المكلفة بكتابة التقريرحوا الاعلام العراقي من اثنين من الاجانب دون وجود اعلامي عراقي متخصص معهم؟؟.

انعقد المؤتمر ولايعرف احد من المشاركين ماهو جدول الاعمال، وماهو برنامج المؤتمر، اذ لم يصل اى شيء بالبريد لاى واحد منهم، وبعد ان تأجل المؤتمر يوما واحدا لعدم وصول طائرة quot; الجارتر quot; حيث نسيت الهيئة اخذ موافقة تركيا للمرور فوق الاجواء التركية بدأت الجلسات في اليوم التالي وبشكل مرتجل، فلا احد يعرف كيف وضعت عناوين جدول الاعمال ومن وضعها ولم يسأل اى من اعضاء المؤتمر ان كانت لديه مواضيع يود اضافتها لجدول الاعمال. اما موضوع ترؤس الجلسات فلا احد يعرف كيف تم الاختيار ولماذا يتراس حشدالنواب القادم من بغداد ثلاث جلسات ( علي الاديب quot; الائتلاف quot;، مفيد الجزائرى quot; العراقية quot; و سليم عبد الله quot; التوافقquot; ثم الغيت جلسة السيد سليم عبد الله من قبل رئيس هيئة الاعلام والاتصالات ).وهل هو تنسيق ام ان ذلك محاولات ارضائية من قبل رئيس الهيئة السيد سيامند عثمان للنواب للحصول على مساندتهم بقاء الهيئة وكما سيظهر ذلك جليا في السطور القادمة.
ومن الغرائب في هذا المؤتمر ان المنظمين لم يوجهوا دعوات للصحفيين العراقيين الموجودين في فرنسا سيما وان هؤلاء لا يكلفوا المؤتمر شيئا وقد اعلمنا بعض الزملاء انهم راجعوا السفارة العراقية في باريس للاستفسار عن معنى ذلك فابلغتهم السفارة انها طلبت من الهيئة دعوة العراقيين المقيمين في فرنسا الا ان الهيئة لم تجب على رسائل السفارة هذا الامر يضع علامة استفهام ويتطلب تفسير هذا اللغز...

لم تتجانس عناوين كل جلسة والنقاشات التي دارت فيها وبات كل متكلم يغني على ليلاه... لم يكن هناك اهتمام بالنقاش حول العمل الاعلامي والصحفيي في العراق نتيجة الخليط المتواجد من المدعويين حيث ان ثلثيهم كانوا غير معنيين بشؤون الاعلام، لم يشر احدا الى شهداء المهنة، لم يقف المؤتمر دقيقة واحدة حدادا على ارواحهم، كان الجميع يستعجل الخروج من الجلسة بعد ان تنعقد ليقضي فترات الاستراحة نظرا لعدم الجدية التي تميزت بها جميع الجلسات وكانت الحدة قد ارتفعت في احداها، وهي التي ترأسها السيد على الاديب ممثل الائتلاف العراقي الموحد، اذ القىمحاضرة نظرية حول رأى حزب الدعوة والاحزاب الاسلامية في حرية الصحافة وحقوق الانسان والديمقراطية معتبرا هذه المفاهيم سلعة اجنبية مستوردة غريبة عن المجتمعات الاسلامية!!! داعيا الى مفاهيم يعتقدها هو ويود تعميمها، ثم هاجم بعض الصحفيين متهما اياهم بالعمالة للاجنبي مؤكدا ان من قتل احمد شاه مسعود في افغانستان هم من الصحفيين فحصل نقاش حاد امتد الى الجلسة التالية التي ترأسها النائب مفيد الجزائريى من القائمة العراقية الذى حاول تمييع ماحصل في الجلسة السابقة ربما quot; لسواد عيون السيد على الاديب او لأسباب اخرى يجهلها المرء!!quot; وهذا الامر ابرز علامات تعجب لدى الكثيرين.. قال لنا زميل يعمل مراسلا لفضائية عربية لقد جادلنا السيد الجزائرية لعشرين دقيقة طالبين منه عشر دقائق ولكنه لم يرضخ وحاول تمييع قضية اتهامنا وكان هذا الموقف مثار دهشة لدى جميع من يعرف الجزائرى.

بعد هذا المخاض الف رئيس هيئة الاعلام والاتصالات السيد سيامند عثمان لجنة صياغة اختارها بنفسه فخرجت ببيان من ثلاث صفحات منها صفحة ونصف الصفحة كمقدمة مترجمة عن الانكليزية وبشكل لم يفهم من معناها الا الشتات وتتضمن ادبيات اليونسكو والامم المتحدة التي تشير دوما انها.. نستذكر الاعلان العالمي لحقوق الانسان... ونشير الى قرار الامم المتحدة كذا وكذا..... وترحب بتوصية لجنة الديمقراطية كذا وكذا وهكذا..الخ الخ..
اما الصفحة ونصف الباقية فقد اشتملت على اعلان من سبع نقاط قصيرة وكلمات عامة عن ضرورة تحقيق الديمقراطية وتامين سلامة الصحفيين واحترام حقوقهم الخ... لم يستطع اعضاء المؤتمر العتيد معرفة لمن موجهة هذه النقاط..؟؟ ومن سينفذها؟؟؟ لذلك اثيرت نقاشات عديدة حولها الا ان الجواب من رئيس هيئة الاعلام والاتصالات كان يتركز حول بديهية تقول ان كل شيء مسجل في هذا المؤتمر بالصوت والصورة وسيتم الاخذ بجميع الافكار التي تطرح لتصحيح البيان.

في الصفحة المتبقية الاخيرة من بيان المؤتمر وردت (12) توصية، اهمها اثارة للنقاش هي تلك التي تتحدث عن quot; ضرورة استمرار هيئة الاتصالات والاعلام كهيئة مستقلة وحصرية لتنظيم البث الاعلامي وتنظيم عملها بقانونquot;.... لقد فهم الكثير من المؤتمرين ان دعوتهم اليه هدفها اخذ موافقتهم على هذه التوصية، لذلك اثار البعض وبأستياء ان وجودهم في باريس سيعتبر رشوة للحصول على موافقتهم على هذه التوصية وهو امر لا يقبلونه وقد طالبوا رئاسة الجلسة تغيير هذه التوصية بشكل كامل الا اننا لانعتقد ان هذا سيحصل عند نشر البيان بعد تعديله من قبل الهيئة نفسها... اما التوصية الاخرى المثيرة للنقاس فكانت تلك القائلة ( بالتأكيد على بقاء وسائل الاعلام التابعة للدولة مؤسسات بث عامة.... وعلى ان تستمر شبكة الاعلام العراقية كوسيلة بث عامة مستقلة عن الحكومة سياسيا وماليا وفي خطابها الاعلامي )..
هذه الفقرة المتناقضة من اولها اثارت نقاشات عديدة فكيف يتم التوفيق بين ( تابعة للدولة ) و(مستقلة عنها)؟؟؟؟... وكيف تحصل هذه الشبكة على الموارد من الدولة ولا تقدم لها الخدمات المطلوبة؟؟؟؟.. وكيف تقبل الدولة من جهاز اعلامي تمنحه المال للاستمرار ان لا يقدم لها الخدمات التي تطلبها؟؟؟ لقد حاول الكثيرمن المؤتمرين الحديث حول هذه الشبكة التي اصبحت بوقا للحكومة وتابعا لكيان سياسي ولكن رئيس الجلسة الختامية وهو رئيس الهيئة اسكت الجميع وكرر مقولته التي لم يحد عنها بأن كل شيء مسجل بالصوت والصورة.. ثم اعلن انه quot; يعتبر ان هذا البيان اصبح موافقا عليه من قبل جميع اعضاء المؤتمر quot; وعند هذه النقطة اعترض الكثير على ما ذكره رئيس الجلسة لان جميع من تحدث لم يؤيد البيان ولا توجد اية موافقة عليه الا ان بعض موظفي الهيئة الذين قدموا على طائرة quot; الجارتر quot; وبعض حاشيه رئيس هيئة الاتصالات بدأت بالتصفيق وكأنه اقرار بموافقة الجميع وعندها رفع رئيس الهيئة السيد سيامند عثمان الجلسة معلنا ان المؤتمر نجح نجاحا منقطع النظير....
لم يتم توزيع البيان الختامي ولا التغييرات التي طالب بها عشرات المؤتمرين عليه وقد وعدت الهيئة بأنها ستوزعه بعد ان تصححه في بغداد ولايشك احدا بأن اعادة الصياغة والتصحيحات ستكون من صالح الهيئة وسوف لن يستطيع احدا الاعتراض لان اعتراضه ستجرفه الرياح..
بهذا الاسلوب وهذا الشكل يتفنن العديد من المسؤولين في بذخ المبالغ الطائلة من اموال الشعب العراقي لخدمة مصالحهم ويعملون وبشكل لا يخلو من الذكاء في كسب المؤيدين في اجهزة الدولة من خلال دعوتهم الى اماكن وعواصم يرغبون الذهاب اليها.. اليست باريس واحدة منها؟؟؟
بمبلغ اقترب من مليون وربع المليون دولار صرف على فندق درجة اولى بباريس وطائرات خاصة حصل العراقيون وصحفييهم بالذات على بيان من ثلاث اوراق وكأنه صك انقاذ ولاندرى ما هي الفائدة التي ستجنيها العائلة الصحفية والاعلامية العراقية من هذه المعمعة المكلفة جدا.
في الختام علينا ان نسأل النواب الذين حضروا المؤتمر، وحضروا المأدب العلنية والخفية في باريس لماذا هذه المصروفات من جيب العراقيين البائسين؟؟؟ هل تساءل هؤلاء النواب ان كانت نتائج المؤتمر تعادل المصروفات التي صرفت عليه؟؟؟ من سيثير ذلك في مجلس النواب؟؟؟ من سيحاسب هيئة الاعلام والاتصالات على هذا السخاء والبذخ المفرط؟؟؟ وهل واجبات الهيئة عقد مؤتمرات اعلامية (!!) في حين ان عملها غير ذلك؟؟؟ ومن يخول رئيس الهيئة صرف كل هذه المبالغ؟؟؟ اين ديوان الرقابة المالية؟؟؟ وان كان لدى الهيئة مليار ونصف المليار دولار كعوائد من الهواتف المتحركة فهل يجوز للهيئة ان تصرف ذلك بدون رقيب او حسيب؟؟؟
سؤال اخير لمفوضية النزاهة نقول اليس هذا هدر للاموال العراقية الا توجد قوانين تحاسب من يهدر هذه الاموال..؟؟؟ وان كانت هذه الهيئة مستقلة فما هو حدود استقلاليتها؟؟؟ مجلس ادارتها او مجلسها التنفيذى من الفه وماهي صلاحياته ومن يشرف عليه؟؟؟ الدينا دولة ام مزرعة؟؟ اسئلة موجهة لمفوضية النزاهة؟؟ وبأنتظار الاجوبة والسلام
لايسعنا في الختام الا ان ندعو الله ان يهدى الجميع سواء السبيل...

المحامي قاسم المختار

باريس