ماهر عرار السوري الاصل الكندي الجنسية والذي سلمته أمريكا لسورية ليسجن ويعذب في سجونها لاكثر من سنة بناءا على معلومات خاطئة من كندا، صرح اليوم أن إعتذار رئيس وزراء كندا (ستيفن هاربر) عن دور كندا في هذه المأساة يؤكد براءته من كل الاتهامات التي نسبت له.


وكانت المخابرات السورية قد أدانته باعترافات خاطئة أخذت منه تحت التعذيب في السجون السورية التي تفتقد أي مصداقية في التحقيقات بسبب التعذيب الوحشي الذي تتبعه رغم توقيع سورية على المعاهدات الدولية التي تمنع تعذيب السجناء.


وقد شكر عرار لكل من ساعدوه بالخروج من السجون السورية من محاميين وعاملين في قضايا حقوق الانسان وصحفيين... وأثنى على حكومة الليبراليين السابقة في كندا التي فتحت ملف القضية وعينت القاضي (دنيس اوكنر) كجهة حيادية لتقصي الحقيقة، والتي صدر عنها تقرير مؤلف من 362 صفحة يعلن براءة عرار وأن ما لحق به من سجن وتعذيب ظلم مخجل يجب أن يعتذر عنه.


وكان مسؤول الدرك الكندي (جوليانو زكاردللي) قد اعتذر سابقا لعرار ثم استقال بعد عدة أشهر من اعتذاره ثم طلبت المعارضة الكندية من الحكومة الكندية الاعتذار رسميا لعرار، ثم جاء الاعتذار المطلوب على لسان رئيس الوزراء (هاربر) الذي قال بالنيابة عن حكومة كندا: أود ان أقدم اعتذاري لك ولعائلتك عن أي دور سلبي قام به أي مسؤول كندي في الازمة التي تعرضت لها أنت وعائلتك في عام 2002م. ثم عرض على عرار عشرة ملايين دولار ونصف كتعويض مالي عما لحق به وباسرته من أذى وضرر ومليوني دولار لتغطية النفقات القانونية التي تكبدها، وتمنى له أن يعينه هذا التعويض من الحكومة الكندية على البدء بمرحلة جديدة من الحياة هو وأسرته. وتعهد بان لا تقع مثل هذه الحوادث مستقبلا، كما أرسل رسائل لكل من أمريكا وسورية يعترض فيها على الطريقة التي عاملوا بها عرار.
ومن جهته صرح عرار بانه سيستخدم التعويضات التي سيحصل عليها للمساهمة في مؤسسات الدفاع عن حقوق الانسان وللتأكد من أن أحدا لن يتعرض للظلم والتعذيب الذي تعرض له. وقال لقد علمتني هذه التجربة أهمية الوقوف إلى جانب قضايا حقوق الانسان. إنني أشعر بالفخر ككندي، وأشعر بالفخر إزاء ما استطعنا إنجازه.


وفي 14 فبراير القادم سيقام حفل تكريم في مبنى البرلمان الكندي في اوتاوا للكثيرين من الذين وقفوا بجانب عرار في محنته، ويدعم هذا الحفل عدد من المنظمات مثل (كير كندا) وعدد من أعضاء البرلمان الكندي مثل عمر الغبرا من مدينة ميسيساجا.

لقد دفعت كندا لعرار عشرة ملايين دولار عن سنة سجن، وإني لأتساءل، لو دارت الايام وحكم ماهر عرار سورية بالديمقراطية، كم سيدفع من تعويضات لمئات الآلاف من المقتولين والمسجونين والمشوهين والمفقودين والمهجرين والمسرحين...؟ لا شك ان الرقم سيكون فلكيا.

محمد زهير الخطيب
كندا