ان كل جماعة بشرية تجمعها حزمة من المشتركات، دينية كانت او عرقية او فكرية بحتة سوف يكون لها تأطير وانعكاس واضح يرسم لمحة خاصة عن طبيعة تحركاتها في الواقع.. ذلك الحراك قد يأخذ شكلا يوميا كالصلاة مثلا او موسميا خاضع لطبيعة الافق النظري الذي يبلور تلك المواعيد.

وبذلك تتحول الممارسات التي يؤديها المعتنق لفكرة خاصة مبداءا عقيديا دينيا في الغالب، يشكل اداة معبرة عن ذات الجماعة وعن هويتها..

الا انه في كثير من الاحيان ينسلخ المبدأ عن الطقس المعيّن ويصبح يمارس لذاته بعيدا عن روح المبدأ الذي من اجله شرعن ذلك النوع من الشعائر، ومع ذلك قد يحتفظ الطقس الديني بحيويته التعبيرية وبأثارته عند المتلقي اذا ما اصبح هنالك ترابط وثيق بين هذا النوع من الشعائر وبين التحدي للمارسات اللامقبولة القمعية، سواء اكان ذلك الفعل القمعي صادرا من الدكتاتور الحاكم، او من قبل الجماعات السلفية المتطرفة، لان استهداف تلك الشعائر يعني التعدي على جماعة انسانية يروق لها التعبير عما تعتقد بالطريقة التي تريد، هذا التعدي لايمكن قبوله باي شكل من الاشكال طالما كانت تلك الممارسات لا تمثل تهديد لاحد او تلغي حرية الاخرين، وبالتالي تكتسب مظلة شرعية من القانون الدولي.

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]