طبعا يستحق اللبنانيون أكثر من ذلك... اللبنانيون يريدون أن يعيشوا فى الأوهام وعلى الأوهام... أوهام أن إسرائيل عدو لا يقبل المجادلة ولا مجرد إعادة النظر! اللبنانيون الذين أقصدهم هنا هم اللبنانيون الذين يعبدون القومية العربية ويصلون بحمدها بكرة وأصيلا! طبعا لا أقصد أذكياء لبنان أتباع ميكيافيللى من الشيعة، فالشيعة اللبنانيين هم الذين رشوا الأرز على القوات الإسرائيلية ومدرعاتها التى دخلت بيروت عام 82 وقامت بتخليص اللبنانيين من جمهورية الفكهانى.. ولكن جبن باقى الللبنانيون عن فعلها فى الحرب الأخيرة عندما أرادت إسرائيل تخليص اللبنانيين من جمهورية حارة حريك... ولازالوا يجبنون!

وعد حق آخر وإنتصار إلهى آخر قادمين حسب آخر خطاب للأمين العام لحزب الله. إما أن يشرب اللبنانيون كأسهما حتى الثمالة، وإما أن تنجح المملكة السعودية فى مفاوضاتها الشاقة مع إيران!

عموما أنا متفائل جدا من إمكانية نجاح تلك المفاوضات لثقتى المفرطة فى ذكاء القادة الإيرانيين وحسن قراءتهم للمعطيات والمقدمات السياسية الجارية... أهم عامل مؤثر تواجد على الساحة حديثا جدا ولسوف يؤدى لأن تخفض إيران جناح الذل من الرعب هو الإتفاق الذى تم بين أمريكا وكوريا الشمالية!

هل تتذكرون محور الشر الذى حددته أمريكا بثلاث دول هم العراق وكوريا الشمالية و... إيران!؟ أين هى العراق الآن وأين ليبيا وأين كوريا الشمالية؟ لقد تأخرت إيران كثيرا عن الوقوف فى طابور العائدين إلى الحظيرة الدولية لمراهنتها الخاسرة على كوريا الشمالية آخر معاقل العناد والتحدى والتصدى والصمود فى وجه الإمبراطورية الجبارة، شاء من شاء وأبى من أبى! يحاول ويجاهد البعض فى النفخ فى التنين الأصفر وفى الدب الروسى الذى جنح للبيات الشتوى حتى وإن تثائب وزأر وسب بين الوقت والآخر، وهذا تفكير بالتمنى لن تقع فيه إيران أو هذا ما أعتقده وأثق فيه على الأقل.

لقد تآكلت الأوراق التى بيد إيران كثيرا وهى تلعب ما بقى منها بحرص وبذكاء منقطعى النظير. وعلى حزب الله أن يدرك ذلك جيدا ويبادر بمصالحة شعب لبنان وإلا فسيكون كبش الفداء للإتفاق الإيرانى الأمريكى القادم! لن تحاول إيران إختراق حماس والتأثير فى قرارات الفلسطينيين كما كان الأمر فى السابق! لن تتحدى الإرادة الأمريكية فى العراق كما كانت من قبل الإتفاق الكورى بل على العكس تريد أن تثبت حسن النوايا ويمكن رصد رقة الخطاب الإيرانى بشأن العراق وغيره من مناطق النفوذ! بدأت إيران تدرك وتتعامل مع المتغيرات الدولية ببراجميتها المعهودة...ولقد بدأت سوريا تتحسس رقبتها وهاهو رئيسها يذهب بنفسه ليرى ما سر تلك الإشارات السلبية من القيادة الإيرانية!


أظن أن المنطقة ذاهبة إلى حلحلة لكثير من قضاياها وسيربح حزب الله إن أدرك الموقف ولعب أوراقه بواقعية وبذكاء وراهن على الداخل اللبنانى، وإلا فإن خسارته فى الحرب القادمة سواء كانت لبنانية داخلية أو إسرائيلية ستكون فادحة جدا جدا...

عادل حزين
نيويورك

[email protected]