هل اضطر المالكي للانصياع لموقف الاحتلال واتخذ ما اتخذ من اجراءات وهل سيذهب بتطبيقه لحد ضرب حليفه اللصيق مقتدى الصدر؟


اذا عجز المالكي عن تطبيق الطبخة الامريكية ماذا سيكون مصيره؟
لم يكن في تصور العراقيين ان ينقلب المالكي على رفاقه واصحابه بهذا الشكل عندهم هذا ان هو الا انتحاراً سياسياً!!


لا يختلف اثنان من ان شكَة العجين للمالكي والتيار الصدري هي ذات مصدر واحد فالمالكي من قائمة الائتلاف ومن رموزها القياديين ومتحالف مع التيار الصدري وقيادته لذا كان اعتماده كبيرا على التيار الصدري من اجل تبوئه لصدارة المسؤولية السياسية ولولا هذه المساندة العلنية والسرية لما استطاع المالكي ان يضع مفتاح القرار في فتحة قميصه.


فرحت مجموعة التيار الصدري وكل الذين يأمنون بهذا التيار والملتفين حوله وهو تيار استطاع في اول نشاطه السياسي ابراز ورفع شعار وطني وهو شعار طرد الاحتلال او جدولة رحيله هذا الشعار جمع السنة والشيعة حوله متمسكين للسير وراء هذه القيادة الوطنية ثم رفع شعاراً موازياً وهو شعار وئد الطائف والتلاحم بين السنة والشيعة اهناك احلى واقرب للنفس من هذه الهجمة الطائفية التي عبرت حدود الشرقية بشعاراتها المعروفة.


للاسف ان زخم هذه الشعارات بدءت تتراجع وتتناقص في الحجم والطرح وكأنها قطعة جبن هاجمتها الجرذان القوارض هذه الهجمة اتت من اولئك الذين لا يريدون للعراق عافية التعايش السلمي وكم تالم الذين حملوا موجات التفائل من هذه الشخصية الشابة التي يحملها مقتدى الصدر وهو سليل عائلة وطنية يشاد باعمالها بكل اعتزاز وهو ابن المع نجوم وشوامخ المرجعات الدينية الشيعية المفكر والمؤلف وذوي المواقف الوطنية الحاسمة كل هذا كان رصيد لارضية وقف عليها الشاب بصلابة ولي منبر هذه السمعة استطاع ان يجمع الكثير نعم الكثير من السنة والشيعة.


المالكي الدكتور لم يكن غبياً بارتكازه على هذه الارضية الواسعة وهكذا وصل الى الحكم، وحسب قاعدة ان الرياح لا تسير بما تشتهي السفن وجدنا ان تقاطع المصالح بدافع التكالب على السلطة مع تفضيل المصلحة الشخصية والتمسك بالاثراء السريع كل هذا فتح هيئ طرقا وممرات واسعة لهولاء الى اختراق التيار الصدري والى الصفوف المتقدمة من هذا التيار الذي كان امل الشعب العراقي وخاصة جيش المهدي المنتظر لرفع الظلم ودفع العدوان عن المظلومين وهكذا مر في العراق اتعس ظرف مظلم ذهب به الابرياء رافعين ايديهم الى السماء شاكين ظلم هؤلاء الذين لا يملكون اي جزء من الرحمة او خوف من الله او ديانة قتلوا الناس على الهوية قطعوا الرؤوس وبحقد طائفي هدموا المساجد ودنسوا قرائينها حجة انها اماكن لا تؤمن بما يأمنون به ولا يصلي روادها كما يُصلي الصفويون.


من منا العراقيين نحن الذين تعايشوا مع بعضهم الالاف السنين وتصاهرنا وتجاورنا وعملنا مشتركاً في ازقة بغداد، والعراق في الدرابين القديمة التي كان يجري فيها سواقي المياه بساقية مشتركة تتعرج بين كل البيوت كان ذلك تواجد المجاري انئذاً كان الشيعة و السنة يتبادلون صحون الطعام على موائد رمضان وكانوا لا يفرقون بين هذا السني وذاك الشيعي،بناتنا معروضات لاولادهم وبناتهم معروضات لاولادنا وكلنا عائلة واحدة، هذا الود وهذه المحبة كلها تبخرت بعد دخول الاحتلال والسير في درب الطائفية والصراع المذهبي المصلح.


ايستطيع المرء ان يشبه الحالة الكارثية الحاضرة باسرى حرب مقيدين يفترسهم الجنود النازيين كافتراس قط شرس حمائم الحب والمحبة، اليوم المالكي قرر مصيره بنفسه بعد ان خيره الامريكان بين خيارين مؤلمين احلاهما مر ففضل ضرب التيار الصدري جاعلاً منه كبش فداء للاخطاء القاتلةامر بها العراق خلال اربع سنوات، ان التاريخ سيكتب عن المالكي بانه ذهب وهو قانع بالاغنية العراقية الشهيرة ياروح مابعدج روح وستثبت الايام و هو امتحان للمالكي ان كان طريق مرسوم له صحيح.
ولكل غداً لناظره قريب...

المستشار القانوني
خالد عيسى طه

رئيس منظمة محامين بلا حدود