منذ اللحظة الأولى لهيمنة الاحزاب الدينية على السلطة في العراق أعلنت عن أعدائها السافر للمثقف وأقدمت على عزله وتركه عاريا وحيدا في مواجهة الارهاب والقتل، بل ساهمت ميليشياتها في خطف وقتل العلماء واساتذة الجامعات!


لقد بلغت درجة عداء السلطة للثقافة والمثقف انها جاءت بوزير للثقافة كان امام جامع وهو في خصومه مع الثقافة والمثقفين امعاناً منها في تدمير الثقافة، وقامت السلطة كذلك بوضع احد عملاء المخابرات الايرانية بمنصب كبير في وزارة الثقافة!


وبحكم خبرتها اثناء تواجدها خارج العراق تعرف هذه الاحزاب الدينية ان المثقف العراقي ينظر اليها كقوى متخلفة ظلامية كان يقف بوجهها طوال الوقت لهذا عندما أستلمت السلطة كانت حازمة معه لأنها تدرك مدى خطورة المثقف في تهديد هيمنتها على السلطة وعقول الجماهير ومشروعها الطائفي الاجرامي لتكريس الجهل وضرب الوحدة الوطنية ومشاعر الانتماء الوطني.


ولهذا ليس مستغرباً الأهمال المتعمد في ترك شارع تاريخي وثقافي هام جدا كشارع المتنبي من دون حماية خاصة، وليتهم وفروا لهم حماية بمستوى حمايتهم لحسينيات اللطم ومقراتهم الحزبية، ومايوفرونهم من حماية مشددة للسفارة والقنصليات الايرانية التي هي أوكار للمخابرات والتخريب والتجسس.


في كل مرة أشاهد فلما اوخبرا عن شارع المتنبي.. أشعر بالخوف واتوقع الخطر وانا البعيد عن العراق، فهل من المعقول ان السلطة لم تكن تعرف ان هذا الشارع مستهدف من قبل الارهابيين نظراً للصدى الاعلامي الذي يبحث عنه الارهاب من جراء جريمة ضربه؟


جريمة تفجير شارع المتنبي لافائدة من أدانة مقترفيها لأنهم لايكترثون للأدانة والأسلوب الوحيد الذي ينفع معهم هو الملاحقة والاعتقال والاعدام، ولكن هذه الجريمة بحاجة الى توجيه ألادانة الى الحكومة التي أهملت عن قصد واحداً من أهم معالم العراق كله وليس بغداد وتركته من دون حماية تمنع مرور السيارات فيه على الأقل.


واذا كانت هذه الحكومة فشلت تماما في حماية الطفل والمرأة وطلاب الجامعات والمثقفين والمواطنيين العاديين... فماهو مبرر أستمرارها بعد ان فقدت شرعيتها؟.. لماذا لاتستقيل وترحل الى الجحيم ويتم تشكيل حكومة طواريء عسكرية لإنقاذ ما تبقى من العراق؟

خضير طاهر


[email protected]