أولا

ما هو برنامج أكوتا؟ برنامج أكوتا هو برنامج يعد احدى الاليات الأمريكية للهيمنة على القارة الافريقية وجعلها تابعة للاهداف ىالامريكية هناك. تحت عنوان كبير جذاب هو تعزيز التعاون الامريكى/الافريقى فى المجالين العسكرى والامنى تحت راية quot; محاربة الارهاب quot;. فمنذ أحداث 11 سبتمبر، وما أعقبها من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية ما أسمته الحملة العالمية على الإرهاب، قفزت افريقيا إلى مكانة متقدمة فى أولويات السياسة الأمريكية بشأن المناطق اللازم السيطرة عليها كمواقع ومراكز حشد ومراقبة، سواء فيما يتعلق بالحملة العسكرية التى قادتها على أفغانستان، أو لحصار المناطق المتصور وجود قواعد وأنصار لتنظيم القاعدة بها،كما تشهد القارة الآن ما يسمى بحمى البحث عن النفط، وذلك لأن الأمن القومي لكافة الدول المتقدمة يعتمد على الإمداد الثابت من النفط، ولأن الدول الإفريقية الواقعة إلى الجنوب من الصحراء الكبرى تمتلك 8% من إجمالي الاحتياطي العالمي المعروف من النفط. في عام 2002 كان الإنتاج اليومي في نيجيريا 2.1 مليون برميل، و900 ألف برميل في أنجولا، و283 ألف برميل في الكونغو برازافيل، 265 ألف برميل في غينيا الاستوائية، و247 ألف برميل في الغابون، و227 ألف برميل في السودان، و75 ألف برميل في الكاميرون، و28 ألف برميل في جنوب إفريقيا، و25 ألف برميل في جمهورية الكونغو الديمقراطية، و11 ألف برميل في ساحل العاج. و تستورد الولايات المتحدة وحدها 1.5 مليون برميل يومياً من غرب إفريقيا، وهي نفس الكمية التي تستوردها من المملكة العربية السعودية. وطبقاً لوزارة الطاقة في الولايات المتحدة، فإن واردات النفط الأميركية من إفريقيا ستصل في خلال هذا العقد إلى 770 مليون برميل سنوياً، في نفس الوقت الذي تتكثف فيه عمليات الاستكشاف في كافة أرجاء خليج غينيا، وتحاول الولايات المتحدة إقرار السلام في الدول المنتجة للنفط التي خربتها الحروب، مثل السودان وأنجولا، وتنشئ قواعد استراتيجية لحماية الإنتاج.

ومن هنا جاءت فكرة برنامج التدريب العسكري الذي تديره الولايات المتحدة ويصف المسئولون الأمريكيون هذا البرنامج -الذى تشترك فيه عديد الدول الأفريقية هي: بنين وبوتسوانا وبركينا فاسو وإثيوبيا والغابون وغانا وكينيا وملاوي ومالي وموزامبيق وناميبيا والنيجر ونيجيريا ورواندا والسنغال وجنوب إفريقيا وتنزانيا وأوغندا وزامبيا. وقد شاركت قوات هذه الدول بعد تدريبها في برنامج quot;أكوتاquot; في مهمات حفظ سلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيريا وبوروندي وساحل العاج والسودان/دارفور والصومال ولبنان.-يصفونه بأنه برنامج quot;فريدquot; لأنه على حد قو لهم quot;شراكة حقيقية، فهو يدرب مدربين يواصلون بدورهم تدريب قواتهم على مهارات حفظ السلام و أن هدف البرنامج النهائي هو مساعدة الاتحاد الإفريقي على إنشاء قوة حفظ سلام فعالة مؤلفة من 25 ألف جندي جاهزة للنشر بحلول العام 2010، وقادرة على سد أي نقص فيها بنفسها. وتشكل القوات من الدول الإفريقية حالياً ثلث مجمل قوات حفظ السلام الـ100 ألف المنشورة في مختلف أنحاء العالم. ويوافق الكونجرس الأمريكى على أن quot;أكوتاquot; برنامج فعال، وقد ظل يوافق على الدوام على الميزانية المخصصة له منذ إنشائه في العام 1997 لمساعدة الدول الإفريقية على ضمان الاستقرار بعد اتفاقات وقف إطلاق النار والمفاوضات المؤدية إلى السلام. ضمانا للمصالح الامريكية هناك وليس حفاظا على السلام فالصومال كانت هادئة تحت حكم المحاكم الاسلامية وبحجة وجود عناصر ارهابية بها شجعوا اثيوبيا على غزوها ومن يومها لم تنعم بالاستقرار!


ويشتمل برنامج أكوتا، الذى يقوم بع عادة عسكريون أميركيون متقاعدون، يعملون بتعاون وثيق مع مكتب إفريقيا لشؤون الأمن الدولي في وزارة الدفاع الأميركي، يقومون بتدريب مجموعات مختارة من القوات التي اختارتها الحكومة المضيفة. على تدريب يستغرق عادة شهرين على مرافقة المواكب لحراستها وعمليات حواجز التفتيش ونزع التسلح ومعالجة أمر الأسلحة وإدارة اللاجئين ومهارات التفاوض وقيادة وتوجيه الوحدات الصغيرة العدد. كما يتضمن البرنامج تدريباً لهيئات الموظفين ومراكز القيادة، علاوة على تدريب للعاملين في مقرات الكتائب والألوية والقوات متعددة الجنسيات.


ويقدم برنامج quot;أكوتاquot; للمشاركين فيه أيضاً معدات من غير الأسلحة، كالبذلات والأحذية العسكرية النظامية ومولدات الكهرباء وأجهزة اكتشاف الألغام ومعدات الطب الميداني وأجهزة تنقية المياه. وقد خصص الكونجرس الأمريكى مبلغ 40 مليون دولار لتدريب القوات في برنامج quot;أكوتاquot; في العام 2006، وطلبت الادارة الامريكية رفع المبلغ المخصص للبرنامج الى 71 مليون دولار للعام 2007 وعللت الادارة الامريكية ذلك نظراً للاحتياج الى مزيد من قوات حفظ السلام الإفريقية للمشاركة في عمليات حفظ السلام في دار فور والصومال. ويشكل برنامج quot;أكوتاquot; جزءاً مهماً من مبادرة الرئيس بوش quot;عمليات السلام العالمية،quot; وهي مبادرة تعتزم إنفاق 660 مليون دولار على تدريب وتجهيز قوة من 75 ألف عنصر من قوات حفظ السلام للعمل في جميع أنحاء العالم بحلول العام 2010.


أى انسانية ومشاعر رقيقة يغمر بها العم سام القارة السمراء!


د.عبدالعظيم محمود حنفى

خبير الدراسات الاستراتيجية القاهرة