الذكرى 16 لجريمة القنصلية العراقية النكراء في اسطنبول
بعد الانتفاضة الشعبانية التي شهدتها معظم المدن العراقية في أواخر شباط عام 1991 وبعد صفحة الغدر والخيانة التي عاشتها المدن والقصبات التركمانية في أواخر مارس 1991 على يد ميليشيات بعض الجهات الشوفينية من تخريب وتدمير وحرق دوائر الدولة وأهم الوثائق والمستمسكات الرسمية وقتل الأبرياء والسطو على ممتلكاتهم وممتلكات البلاد، وبعد دخول وحدات الجيش العراقي إلى كركوك في 27 مارس 1991 وقبلها إلى طوزخورماتو وداقوق وتازة خورماتو وفي 28 مارس التون كوبري وبعدها إلى أربيل، أقدم جنود النظام البعثي المجرم في تلك المدن والقصبات كبقية المدن والقصبات العراقية التي شهدت الانتفاضة في شمال وجنوب ووسط العراق على جمع خيرة شباب التركمان وتنفيذ عمليات القتل الجماعي بهم ودفنهم في مقابر جماعية تم العثور عليها من بعد. وكانت مجزرة التون كوبري التي أودت بحياة 102 تركماني بين طفل وشاب وعجوز أكبر تلك الجرائم اللا إنسانية التي شهدتها المنطقة التركمانية حينها.
كلنا نعلم بأن أيادي النظام الصدامي كانت طويلة جدا وتطول على العراقيين في كل مكان وحتى خارج البلاد أيضا، ولا يخفى على الذين اعتقلوا أو قضوا سنوات حكم في الأقسام الخاصة بالسياسيين من سجون العراق ك( أبو غريب وبادوش والزعفرانية...وغيرها)، بأنهم حتما مروا على محكومين عراقيين اتهموا بالتجسس لصالح معظم دول العالم، وفقط لكونهم زاروا تلك الدول لغرض السياحة والاستجمام. وكلنا نعلم بأن السفارات العراقية كانت مقرات للتجسس على العراقيين المقيمين في الخارج، وتأوي كل سفارة عراقية على العشرات من العناصر الأمنية الذين تدربوا على أحدث أساليب التجسس وتعلموا لغة الدولة التي يتواجدون فيها. ولازالت معظم السفارات العراقية مقرات تجسس على العراقيين رغم سقوط النظام العراقي السابق منذ أربع سنوات، ولكن هذه المرة لصالح بعض الجهات السياسية العنصرية والطائفية في البلاد.
في مثل هذا اليوم الخامس من نيسان عام 1991 أي قبل 16 عام واحتجاجا على الأعمال القمعية الصارمة التي مارسها النظام الصدامي المجرم بعد الانتفاضة الشعبانية ضد شعبهم في إقليم توركمن أيلي نظم التركمان المتواجدون في اسطنبول تظاهرة احتجاجية ضخمة أمام القنصلية العراقية في اسطنبول. وبينما كان المتظاهرون يهتفون بشعاراتهم الرافضة للممارسات القمعية اللا إنسانية والانتهاكات الشوفينية وعمليات الاضطهاد والتهميش والتهجير القسري التي يمارسا النظام المقبور ضد التركمان في العراق، فتح ومن بناية القنصلية عملاء النظام نار أسلحتهم الرشاشة على المتظاهرين، ومن جراء رصاصات الغدر البعثي استشهد الشابان التركمانيان نجدت بقال أوغلو و يلماز سعيد أوغلو وأصيب العشرات من المتظاهرين الأبرياء بجروح مختلفة. ومنذ ذلك اليوم لم يمر على أبناء الجالية التركمانية في اسطنبول الخامس من نيسان كل عام إلا وتذكروا شهداءهم الأبطال وسيرتهم النضالية والحادثة الأليمة التي ذهبوا ضحيتها، وزاروا قبورهم وأقيموا مجالس الفاتحة على أرواحهم الطاهرة. ونحن نتذكر هذه الجريمة القمعية النكراء التي لم توقف التركمان أبدا عن إثبات وجودهم في العراق وكونهم إحدى المكونات الأساسية للشعب العراقي رغم استمرار الغبن والتهميش ضدهم وتقديمهم المزيد من التضحيات وحتى بعد سقوط النظام في تظاهرات أخرى شهدتها كركوك وطوزخورماتو، نتذرع إلى الله سبحانه وتعالى بأن يتغمد المناضلين الشهيدين وجميع شهداء العراق برحمته الواسعة وفسيح جناته ويلهم أهلهم وشعبهم العظيم الصبر والسلوان. وآخر الكلام نتمنى وبعد زوال النظام العراقي ورموزه الشوفينيين، بأن لا تكون السفارات العراقية وقنصلياتها في الخارج بؤر للتجسس وتأوي العملاء المجرمين مثلما كانت في السابق وأن لا تكون مقرا لإحدى الجهات السياسية وأن لا يرفع في غرفة السفير أو القنصل العراقي غير العلم العراقي الذي يمثل كل العراق ولا خلفه على جدران الغرفة غير صورة الرئيس العراقي الذي يمثل الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته.
أوميد كوبرولو
التعليقات