جميل أن يتفاعل الكاتب مع قرائه ويتجاوب مع تعليقاتهم وردودهم، وجميل أيضا أن يتصف بالجرأة والشجاعة لإعادة طرح أفكارهم وأرائهم دون حرج أو تحفظ. وهذه مزية الحوار الناضج والرصين الذي يساهم لا محالة في تقريب وجهات النظر أو على الأقل في فهم الأطراف المتحاورة لرأى بعضها البعض، وبذلك يتجاوزون حوار الطر شان الذي لايقدم ولا يؤخر بل قد يزيد من حدة الخلاف.


إني وصفت بالناطق الرسمي باسم المهووسين بثقافة المؤامرة، والمسارعة إلى اتهام المخالفين بالخيانة والعمالة، فاني أريد أن افهم حتى تتضح لدي الرؤيا وتزال عن عيني الغشاوة، وعن عقلي الضبابية والغبش. فالمتتبع لنوع الحضور الذي أثث المؤتمر يلاحظ أنهم علمانيون من مختلف المشارب الفكرية والثقافية، ومساندون دون تحفظ للسياسات الأمريكية في المنطقة برمتها، ومعادون للدين الإسلامي بشكل عنيف، ولا يتورعون عن وصف كل من يعتمد المرجعية الإسلامية منطلقا لمشروع مجتمعي إصلاحي إرهابيا وظلاميا، ونفس الحكم يعمم على كل من يقاوم السياسات الأمريكية المتحيزة والتي تعتمد ازدواجية المعاير في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية، وان حضور الصهيوني اليميني المتطرف، والاستماع إلى كلمته التي تهجم فيه العرب هو تطبيع مجاني وخيانة للقضية الفلسطينية التي ضيعها الحكام، وهاهي نبتة مغتربة، تحسب على الثقافة والفكر والإعلام تسير على نفس المنوال بالدفع بالشعوب لنسج علاقات مع كيان صهيوني اغتصب الأرض وشرد أهلها.، فليس هناك ما يبرر الحضور بجانب مردخاي أو غيره من الصهاينة، وان تبرير ذلك التواجد بقوة شدة الردود على كلمته، وسماعه لها ونقلها إلى بلده هو تبرير غفل، لان الصهيوني حقق نصرا مهما باختراق مؤتمر المفترض أن يدافع عن الفلسطيين، وهم الأكثرية المقموعة. أما وصف من اعترضوا عن حضوره بنقص الجرأة في الرد عليه، فالحقيقة أنهم لا يشرفهم حتى التفكير في الحضور، فبالأحرى الحضور والاستماع إلى كلمة طعنت في العرب ودينهم.


قضية أخرى تستلزم توضيحا، وهي قضية إقحام المرأة في مؤتمر خصص للدفاع عن {الأقليات }، فما الهدف وما الجدوى من هذا الإقحام المتعسف.
إن المقارنات التي أعطيت لدفع تهمة الخيانة والعمالة مقارنات خاطئة إذ لا قياس مع وجود الفرق.

عبدالرحيم ادريس