نشاط القوى السياسية في العراق حاليا هو ليس نشاطاً وطنياً شريفاً لبناء العراق وخدمة مصالحه، وانما هو صراع وكسر أرادات وابتزاز ومحاولة تحقيق أكبرقدر ممكن من المكاسب الشخصية والحزبية والطائفية والقومية.
وبعد أنكشاف حقيقة التركيبة الاجتماعية للشعب العراقي القائمة على تنازع الانتماءات.. العشائرية والمناطقية والطائفية والقومية، وأستحالة قيام دولة المواطنة والمساواة، فقد انهارت سريعاً الاحلام الرومانسية ببناء دولة حديثة على أساس مفهوم المواطنة والمساواة، وظهرت الانقسامات العميقة في المجتمع العراقي.
والسؤال الان هو أين المشروع العربي المضاد للمشروع الكردي؟
بدية لن يجد الأكراد اكثر مني صراحة في التعبير عن مشاعر وافكار الاكثرية العربية من ابناء العراق نحوهم بعيدا عن لغة الدبلوماسيات والمجاملات والتورية، ورغم وجود الكثير من الاكراد البسطاء المساكين الذين لايعرفون شيئا عما يدور حولهم، وليس لهم علاقة بالسياسية ومؤامرات الاحزاب الكردية، وكذلك رغم ظهور اسماء كردية معتدلة لمسنا منها مواقف ايجابية لها من خلال تأييدها للبيان الذي نشر في احد المواقع العراقية الشجاعة والذي طالب بألغاء المادة 140 والاستفتاء على ضم كركوك وإبقاء مدينة كركوك ضمن مدن العراق بعيدا عن الصبغة القومية.
رغم كل هذا ألا ان الاكراد كأحزاب لديهم مشروع سياسي خطير يريد الاستيلاء على أراضي وثروات عراقية ومن ثم الانفصال عندما يحين الوقت المناسب، وامام هذا الخطر من حقنا نحن الاكثرية العرب الذين نشكل نسبة 80 % من سكان العراق ومعنا ابناء شعبنا المسيحيين والتركمان والصابئة.. من حقنا ان يكون لنا مشروعنا السياسي المضاد للدفاع عن مصالحنا.
من الضروري جدا تحديد من هم أعداء العراق في الداخل، ففي الداخل لم يرفع السلاح في يوم ما ضد الشعب العراقي المواطن المسيحي او التركماني او الصابئي ويطالب بالانفصال، الجهة الوحيدة التي حاربت العراق وقامت بالتخريب والقتل هم الاكراد، والجهة الوحيدة التي مازالت تتآمر على وحدة العراق وثرواته هم الاكراد.. وبالتالي فأن العدو الاستراتيجي للعراق هم الاكراد.
وامام هذا الخطر الاستراتيجي يجب على الاكثرية العربية ومعهم اخوانهم المسيحيين والتركمان والصابئة تقديم مشروعهم الوطني المضاد للدفاع عن مصالحهم.
وتجدر الاشارة هنا ان الاكراد يعيشون في وضع صعب وليس كما يتوهمون ان هذا هو عصرهم الذهبي، فهم سجناء داخل كماشة رباعية خانقة مكون من تركيا وايران وسورية والعراق ومن المستحيل عليهم الان اعلان انفصالهم خصوصا ان الدول التي تساندهم ليست بحاجة الى مشاكل جديدة تضاف الى مشاكل العراق، وبالتالي فليس العراق مجبرا على تقديم التنازلات والأذعان للإبتزازات الكردية طالما هم في وضع ضعيف وحرج، وطالما القضية هي قضية صراع وكسر ارادات وتصدي شريف لمؤامرات الطرف الكردي ضد العراق.
وافضل مشروع مضاد للمشروع الكردي هو قيام الاكثرية العربية والمسيحيية والتركمانية والصابئية بالاتفاق على منح الاستقلال واعلان الدولة الكردية مكون حصريا من مدن: اربيل والسليمانية ودهوك فقط، وترحيل الاكراد عن مدن كركوك والموصل وديالى وبغداد وبقية المدن العراقية، وقطع تقديم مليارات الدولارات من خزينة الدولة العراقية للاكراد وكافة انواع المساعدات عنهم، وأحراجهم فهم لايستطيعون اعلان استقلالهم، ولايستطيعون توفير سبل العيش لشعبهم من دون مساعدات العراق المالية وغيرها.
من المهم اشعار الاكراد بحجمهم الحقيقي وكسر غرورهم، وجعلهم يستفيقون من أوهامهم ويشعرون بحاجتهم الحقيقية في كل شيء الى اموال ومساعدة العراق لهم، وعليه يجب على الاكراد العيش معنا نحن الاكثرية بنوايا سليمة واخلاص واضح للعراق، فنحن الاكثرية العرب ومعنا المسيحيين والتركمان والصابئة طوال التاريخ من دافع عن العراق في الحروب وأعطى التضحيات، ونحن الاكثرية من بنى المعامل والمصانع والمدارس والكليات... فهذا وطننا نحن، وعلى الاكراد ادراك هذه الحقيقة، وكذلك ادراك حقيقة موازيين القوى فنحن الاكثرية بيدنا المال والارض وعدد نفوسنا تقريبا 20 مليون وهذا يعني أننا بيدنا القوة.
خضير طاهر
التعليقات