وجه السيد أحمد مرادلي ممثل الجبهة التركمانية العراقية في تركيا كلمة مهمة إلى أكثر من 70 ألف متظاهر عراقي بين تركماني وعربي وآشوري وتركي جاءوا من مختلف المدن التركية ليشاركوا في أكبر تجمع حول كركوك لحد الآن، ويبدوا رفضهم للمادة المفروضة في الدستور العراقي ( 140 ) والاستفتاء حول مصير مدينة كركوك. وقال مرادلي مخاطبا حشود المتظاهرين في ساحة تان دوغان من العاصمة التركية أنقرة، بأن التركمان كانوا في الماضي عاملا قويا في إدامة العلاقات الأخوية التي تربطهم بأشقائهم العرب والكرد والكلدا ن والآشوريين والأرمن في كركوك وبقية المناطق التي يتواجدون فيها ولا زالوا يسعون لإدامة تلك العلاقات الطيبة بكل جهد وإخلاص. ودعا مرادلي أبناء الشعب الكردي في شمال الوطن الحبيب إلى إدامة هذه العلاقات التاريخية من جديد وعدم السماح لبعض الشوفينيين والحاقدين على العراق العظيم ووحدة شعبه لكي ينالوا من هذه الأخوة الصادقة التي يرجع تاريخها إلى عصور قديمة.

نعم هؤلاء هم التركمان حتى وعند تجمعهم للتظاهرة دفاعا عن حقوقهم الشرعية المغتصبة يدعون أشقاءهم من بقية مكونات الشعب العراقي إلى الأخوة وإدامة العلاقات التي تجمعهم مع بقية أقوام العراق. وهكذا كانوا في الماضي وهم يحكمون العراق من خلال دولهم وإماراتهم التركمانية. ولم يعملوا يوما ما وفي دولة أو أمارة تركمانية ما على التفريق بين فصائل الشعب في وادي الرافدين ولم يجبروا أحدا بتغيير قوميته أو التكلم بغير لغته. عكس ذلك بل ونتيجة إيمانهم وحبهم واعتزازهم بالدين الإسلامي الحنيف تأثروا بلغة القرآن الكريم وها اليوم فلغتهم مليئة بالمصطلحات العربية. عاشر التركمان العرب والكرد واختلطوا بهم وارتبطوا بأواصر لا يزحزحها ويهدها الزلازل والبراكين وتزوجوا منهم وزوجوا إليهم وكونوا عوائل مشتركة كثيرة. وكان التركمان في اغلب الأحيان عامل خير وإصلاح بين الأطراف المتخاصمة. حتى وبعد أحداث حرب الكمارك 1996 بين عشيرتي البارزاني والطالباني لعب التركمان دورا مهما وبارزا في تحقيق الصلح والسلام بين الخصمين المتحاربين. فعراقيتنا تطلب منا بأن نديم علاقاتنا الأخوية الصادقة هذه ونأمل من بقية أشقائنا في الوطن أيضا بأن يعودوا إلى عراقيتهم ويتخلوا عن نزواتهم الشوفينية والطائفية وأطماعهم التوسعية وتهميش الآخرين ويمدوا أياديهم إلينا لكي نديم معا هذه العلاقات الأزلية ولن نسمح لأحد بأن يدمر جسور المحبة والمودة والتآلف، وأن نعمل من أجل عراق موحد بأرضه وشعبه غير مجزء وفق معايير شوفينية وطائفية، وأن لا نسير في خطى الجهات العميلة للأجنبي والتي يقودها رؤساء العشائر وبعض رعاة الغنم والماعز وقطاع الطرق الذين يجهلون المفاهيم الإنسانية ولا يفهمون غير السلب والنهب والتجاوز على حقوق الآخرين، ولا يهمهم سوى مصالحهم الذاتية التي يفضلونها على المصلحة العامة دوما. ويجب أن لا نؤيد سياسة تلك الجهات الشوفينية الباغية في المطالبة بكركوك والمدن والقصبات العراقية الأخرى الغنية بمواردها النفطية ولأهميتها الإستراتيجية. ولا نسمح بضم تلك المدن والقصبات إلى أقاليم كارتونية مصيرها الزوال حتما بعد رحيل المحتلين من البلاد. عراقيتنا تطلب منا أيضا أن نسعى لإزالة كافة الحدود المصطنعة من قبل تلك الجهات الفاشية والتي تعزل شمال البلاد الحبيب عن بقية أجزاءه، لتكون جميع محافظات العراق من شماله وحتى جنوبه مفتوحة لكل العراقيين مثلما كانت في السابق. يستطيعون أن يسكنوا في أية محافظة يشاءون ويتنقلوا في كل بقعة على الأرض العراقية بدون عراقيل وعقبات تضعها العملاء والخونة لتفريق الشعب العراقي وتقسيمه على أسس مرفوضة. وأن لا نسمح للمحتلين بأن يقيموا جدارات فاصلة بين الأحياء في بغداد العاصمة وبقية مدن العراق بحجج وهمية مصطنعة وتواجد الإرهابيين والعمليات التفجيرية.

فأنتم يا شرفاء العراق بعربه وكرده وتركمانه وكلدانه وآشورييه وأرمنه ويزيدييه وشبكه مدعوون من أجل وحدة البلاد التي آمنتم بها ومن أجل تحقيق السلام والاستقرار في ربوع الوطن، إلى مد جسور التآخي والمحبة فيما بينكم من جديد، ولعنة الجهات الشوفينية والطائفية التي تقف ورائها الأمريكان والإسرائيليين وفضح تآمرهم ومخططاتهم الإجرامية الرامية إلى زرع بذور الفتنة الطائفية والشوفينية وتقسيم البلاد وإجبارهم إلى التخلي عن تنفيذ مخططات أسيادهم الذين لا يريدون الخير لبلدنا وكل المنطقة، وألا تركهم يغرقون في بحر حقدهم وعدوانهم وحيدين، والتاريخ أيضا سيدوس على رؤوس أولئك المجرمين ويسوقهم إلى مزبلته مثلما ساق صدام وجلاوزته الأشرار من قبل. ولا تدوم بفضل العراقيين الأصلاء غير العلاقات الأخوية الصادقة الخالصة التي جمعتهم في كل العصور وجعلتهم يتقاسموا السراء والضراء سويا، ولا تستطيع أية قوة على الأرض مهما كان حجمها وقوامها بأن تحطم هذه العلاقات الرصينة المتينة وتنهي أخوتنا. فإلى المزيد من الأخوة والعلاقات يا عرب وأكراد وتركمان و....و... ووفقكم الله ورعاكم ونصركم على المحتلين والعملاء والخونة الأعداء.

أوميد كوبرولو

www.turkmendiyari.blogcu.com