اللقاءات التي حصلت على هامش أعمال مؤتمر شرم الشيخ بين وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس مع نظيرها السوري لايزال الموضوع الأهم في الاوساط الدولية والاقليمية المختلفة. فقد كان الدور السوري ايجابيا جدا لمساعدة العراق والخروج بوثيقة عهد دولية يساعد العراقيين للنهوض بامكانياتهم الاقتصادية والسياسية والتي هدمت بسبب الحرب الامريكية الاخيرة والتي تضمنت سلسلة من الالتزامات السياسية والاقتصادية وأهمها التعهد الدولي بشطب 30 مليار دولار من ديون العراق وتأكيد حكومات دول جوار العراق وعلى رأسهم دمشق على دعم حكومة الوحدة الوطنية العراقية ودعم جهودها من أجل انجاز المصالحة الوطنية وتقليص نفوذ الميليشيات والجماعات المسلحة في المدن العراقية. ولعل النقطة الاهم على صعيد العلاقات السورية الامريكية كانت تصريحات الجانبين لحل الخلافات حول العراق على طاولة المفاوضات المباشرة. وقد صرح وزير الخارجية السوري بأن اللقاء كان صريحا وبناءا.ومن جانبها قالت رايس ايضا للصحافيين انهquot; كان هناك فرصة لارساء الاستقرار في العراقquot;. واهم ما صرحت فيه رايس رغبتها لزيارة دمشق حيث قالت quot;أعتقد أنّ الذهاب الى دمشق وإجراء محادثات موسّعة حول سلسلة مسائل مع سوريا أمر مختلف، وهذه كانت المشكلة في الماضيquot;.

وسبق ان زار وزير الخارجية السوري وليد المعلم بغداد والذي كان لحكومته مشكلة كبرى مع بغداد وفيها، اما مع اقطاب الحكومة العراقية الحالية الذين كانوا في دمشق ايام المعارضة السابقة لنظام صدام حسين فله مع الرئيس العراقي مثلا طالباني و رئيس وزرائه المالكي قضية تستحق وقفة طويلة ومحاسبة جدية تبدا بالالتحاق بالمشروع الشرق الاوسط الامريكي الكبير وعقد اتفاقات ضد مسستقبل دول المنطقة ولاتنتهه بقرار الغائه.

المشكلة الرئيسية كما يفسرها السوريون ليست مع العراق وبالتالي لاتوجد اية مشكلة لدعم العراق دوليا او اقليميا لكن المشكلة تكمن في النظام العراقي الجديد و مشاكله مع اجهزته الاساسية : مع الجيش العراقي كمؤسسة عريقة وتعتبره المتسبب في انشطارها على ذاتها وفي فقدانها لدورها الوطني وفي الاتهامات بالتحيز الطائفي التي تسد عليها طريق الامام الى المستقبل، ومع مؤسسة رئاسة الجمهورية التي سلبتها المراسيم الدستورية الكثير من الواجبات والاختصاصات وحقوق الاشراف على سير عمل الدولة، ومع الوزارات التي تعتبر انها تفهت وقزمت وصارت مجرد دوائر غسيل اموال ملحق ببعض المفوضيات المتعددة الاختصاص التي انشئت وسلمت الى اهل الحظوة من السياسيين المتربعين في الحكم.
حتى مع مجلس النواب يعاني الحكم ازمة الثقة في العلاقة تكاد تعطل التواصل الضروري وتلغي دور هذه المؤسسة التي لا تستحضر الا للبصم على ماتقتضيه مغامرات حكومة الوحدة الوطنية!! ثم تختفي او تخفي او تعطل بعد ذلك.
فماذا تستطيع دمشق ان تقدم لادارة البيت البيض او لكوندوليزا رايس او لهذا النظام الهزيل من حلول؟ واين يتمركز بالضبط حقه عليها بالمطالبة، والى اي مدى يمكنها ان تصل بالاستجابة ؟!
واذا كانت فعلا وزيرة الخارجية الامريكي ترى ان دمشق معنية معنية بأساس الموضوع فلا نظنها تعتبر نفسها معنية بتفاصيله المتشابكة والمعقدة والمتداخلة.

لان اساس الموضوع بالنسبة لدمشق : هوية العراق، وبالتالي موقعه من وفي محيطه الاقليمي، ودوره في قضايا منطقته العربية وحقوقه عليها، ومن ثم صيغته السياسية الداخلية التي تحفظ له الهوية والموقع والدور والحقوق بما في ذلك حق السبق في مجلات عديدة بينها الحرية والديمقراطية والتقدم من خلال قدرة شعبه على استيعاب روح العصر.
وتحاول دمشق في خلال لقاءها مع الاميركيين بشرح موقفها بانه لا يجوز ان يتم الخلط بين مشاكل الحكم ومشاكل العراق وتصوير الاولى وكانها الثانية، واعطائها مركز الصدارة في الاهتمام، ومحاولة فرض اي حل جزئي او مرتجل، يوهم ان حل ازمة الحكم والحكومة تؤدي بالضرورة الى تحقيق امن العراق ومواطنيها.
. وكان محاورة رايس للمعلم قد ازالت ايضا التشويش القائم على الموقف الامريكي خاصة بعد بعد انتقاد ادارة البيت الابيض لزيارة رئيسة مجلس النواب الامريكي الى دمشق في الاشهر الماضية منديين بازدواجية اللغةquot;.
في النقطة الاخيرة حاول المعلم بان يفهم وزيرة الخارجية الاميركي كوندوليزا رايس في لقاءات شرم الشيخ بان واجب دمشق ينتهي عند ايصال العراقيين الى التفاهم على صيغة حكم، وأسكات الاصوات المعادية، أما بعد فهو بالمطلق مهمة العراقيين انفسهم، وليعنف صراع الاراء والمعتقدات ضمن الاصول الديمقراطية ما شاء، فليس ثمة خطر طالما ان لا صراع بالسلاح ولا بمد اليد الى الاعداء!!

راوند رسول