تدعي جماعة 14 آذار أن أسباب الأزمة في لبنان والتي بدأت باغتيال شهيد ابنان الكبير رفيق الحريري هو جماعة 8 آذار المعارضة والتي تحشدت بعد اغتيال الحريري بثلاثة أسابيع فقط لتقول quot; شكراً سوريا quot;، مثل هذا الإدعاء ليس دقيقاً حتى وإن كانت المعارضة مرتبطة ارتباطاً مصيرياً بالمحور السوري الإيراني. في كل بلدان العالم هناك معارضة ربما أكبر وأوسع من المعارضة في لبنان بل هي أقوى من المعارضة اللبنانية لأنها لا تستند على نوازع طائفية وقد تقوم باعتصامات لعلها أقوى من الخيم الفارغة في وسط بيروت، لكن مع كل ذلك لا يجري الحديث عن أية أزمة فيها.

الحق والحقيقة أن الأزمة في لبنان بدأت مع الذعر، نعم الذعر، الذي دبّ في فرائص قادة 14 آذار وقد تفاجأوا بالحشود الهائلة التي انهالت على ساحات بيروت في 14 آذار 2005. خشي هؤلاء القادة أن يفلت زمام القيادة من أيديهم فيلتقطه أبناء الشعب الثوريون الملتصقون بالجماهير. طالب هؤلاء الأبناء أن تزحف جماهير الشعب نحو بعبدا لتطهره من ظل الإحتلال السوري لكن القادة الطائفيين رفضوا ذلك بحجة أن البطرك لا يوافق على ذلك مع أن البطرك لم ينتقل إلى ساحة التظاهر ولم يكن له جماعة بين الجماعات المتظاهرة. ما كان ليكون هناك أزمة في لبنان لو زحفت الجماهير إلى بعبدا وطردت إميل لحود منه.

ما زال الخور يدب في مفاصل الموالاة والأزمة هي بالتالي من صنعهم. يستطيع هؤلاء أن يضعوا حداً لهذه الأزمة من صناعتهم باتخاذ قرار حازم يعبر عنه بكلمة واحدة هي quot; لا quot;. لا للحوار، لا لما يسمى زيفاً بحكومة الوحدة الوطنية.

لتقبل الحكومة استقالة وزراء حزب الله وحركة أمل ووزير لحود ولتنسب بدلاً عنهم وزراء هم قادة بارزون في الطائفة الشيعية من مثل الدكتور محمد عبد الحميد بيضون والمهندس إبراهيم شمس الدين وحبيب صادق وباسم السبع وممثلاً عن كل من المفتي علي الأمين والشيخ صبحي الطفيلي والتيار الشيعي الحر وما أكثر الأحرار في الطائفة الشيعية.

أعيد وأكرر أن على الأغلبية النيابية أن تأخذ قراراً بإعلان رئاسة الجمهورية فارغة وبإحالة كافة سلطات رئيس الجمهورية الدستورية إلى الحكومة.

إنني هنا أحذّر قادة 14 آذار بأن للثورة علم وعلمها يقضي بأن تكون قيادة الثورة حازمة وإلا هزمتها الثورة المضادة التي عادة ما تكون ردة فعلها عنيفة وإجرامية.

عبد الغني مصطفى

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف