انتصرت.. احتفلت quot;حماسquot; بالتحرير الثاني لقطاع غزة وكأنها حررت القدس.. فيا جنود الله في غزة انظروا إلى راياتكم الخضراء ترفرف على أشلاء مراكز الأمن الفلسطيني والتي تركتكم بالسابق تجولون الأرض بحرية دون أن تقتلكم ولا أن تلقيكم من فوق البنايات الشاهقة، لم تعدمكم دون محاكمة، وأخيرا جاء نصر الله والفتح بـ quot; فتح غزة quot; كـ quot;فتح مكة quot;، وقضيتم على أبناء جلدتكم quot; الخونة والكفرة..! quot; أخيرا.. حررتم غزة من التيار ألظلامي.. جيش دحلان!! فهنيئا لكم الانتصار بالحرية وهنيئا لكم ما فعلتموه بغزة، ما اقترفتموه بحق إخوانكم من الأجهزة الأمنية وتعريتهم كما فعل الإسرائيليون بهم من قبل في أريحا، كبروا الله وأكبر لأنكم انتصرتوا وأسقطتوا quot; تل الهوىquot; ورفعتم راية الإسلام مدوية عالية فوق أسوار المقر وأروقته المقر وحرقتم العلم الفلسطيني، فعلتم كما فعله التتار والماغول والماجوس، قضيتم على إمبراطورية الشر ونشرتم السلام والأمن في ربوع إمارتكم الواعدة وقد اطمئن قلبي على أن تحرير القدس بات ممكنا بعد أن شاهدت عينايا معركة تحرير قلاع فتح، وسيطرتم على منزل عرفات وباقي منازل الأوغاد والآن وبعد هذا النصر سنرى النصر القادم على اسرائيل من قواتكم quot; قوات البشمركة quot; القوة التنفيذية quot; التابعة لكم، وها أنتم قررتم منح إسرائيل هدنة مجانية، فهنيئا لـ quot; هنية quot; على الانتصاره، فالعار كل العار لمن لا يشاركه بهذا الانتصار...


كيف لكم أن تنقلبوا على الشرعية وان كانت فلسطين كلها لم تأخذ حقها الشرعي، كيف لكم وانتم من تدعون التسامح، تدعون إلى إن قتل فتحاوي يدخل قاتله الجنة دون فيزا، كيف لهذه الأفكار النازية أن تحرر فلسطين الجريحة، فلن يرحمكم التاريخ ولن يرحمكم أبناء الشعب الذي أخطئ وانتخبكم، إيماني القوي بالله وبفلسطين وبشعبها العظيم والذي لن يترككم، إن ما فعلته حماس لم يكن من قبيل الصدفة، بل هو مخطط له، ما فعلته حماس هو انقلابا عسكريا على الشرعية الفلسطينية وهي ضربت بعرض الحائط اتفاق مكة المكرمة ومدبر الانقلاب المرشد الروحي quot; خالد مشعل quot; فقد ذهبت مكة واتفاقها هباء منثورا.


هنيئا للوحش الذي ما أن قضى على فريسته.. أيدرك أنه أكل لحم أخيه ميتا وحيا، وسوف يستيقظون من أحلامهم بعد فوات الأوان، ولكي تخرج مما أوقعت نفسها به ستفرج عن الصحفي البريطاني والأسير الاسرائيلي لتستجدي اسرائيل ومن خلفها أمريكا والعالم، لتعلمهم بأنهم هم من يمتلكون مفاتيح الحل.. لكن ستستيقظ لتجد أن الأحلام سرعان ما تتبخر وأن أحلامهم كأحلام العصافيرلتنزل حماس عن الشجرة وتراجع خطواتها دون استكبار، ومن هنا فأننا يجب أن نعترف بأننا نستحق العيش بحرية الاختيار كي لا ينطبق علينا القول بأننا لا نستحق أن نقيم دولتنا، وبهذا فـ حماس أعطت للعدو ما لم يكن بحسبانه، هنيئا لمشعل غزة وهنيئا لعباس الضفة وليشرد الشعب الذي كتب على جبينه النكبات وآخرها نهر البارد وغزة.

إبراهيم علامة

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف