مع الاسف الشديد تحولت اخيرا مسالة ارسال الوية كردية الى بغداد لحفظ الامن الى نقمة على الشعب الكردي في الاعلام العربي غير المسؤول. ففي لبنان على سبيل المثال ولبنان بلد عربي مهم نرى طاقم التحرير في مجلة الحوادث يصف مقاتلي حماس ببشمركه خالد مشعل وبانهم اجهزوا على حركة فتح.

لقد حاول ملحم كرم ناشر الحوادث بذكاء ان يضع كلمة البشمركه في الموقع الخاطئ وبين الاطراف والشخصيات الفلسطينية مثل خالد مشعل والرئيس محمود عباس بدلا ان يحاول ان يوضح بموضوعية وبمهنية صحافية تلك الظاهرة الخطيرة لغرض ايجاد ارضية للوفاق الوطني داخل السلطة الفلسطينية لكن الذي توضح لنا ان نيات اعلامية عربية غير صادقة ومدعومة بضغوط خارجية تحول دون حصول هذا التلاقي بين الاشقاء الفلسطينيين.وفي الحقيقة نحن نرى ككرد بأن اية مقارنة مع المناضلين الفلسطينين يعلي رؤوسنا وتكريم نعتقد نستحقه تثمينا للماضي الطويل الذي ربط قضايانا مع بعض.

فمناضلو البشمركه اذن ليسوا اغراب عن القوى التقدمية في المنطقة العربية، ويا ما ضحوا كوادر من البشمركة بأرواحهم من اجل استقلال لبنان ومن اجل الوقوف مع حركة التحررالفلسطينية وبالتحديد الاخوة في منظمة التحرير الفلسطينية.ان اول مغالطات ناشر مجلة الحوادث تبدا في مقاله بعنوانquot; نكبة فلسطين تتجدد..ورهانات القضية تتبدد. حيث يطرح تساؤل يتناقض فيه مع نفسه فيقول quot;من مدينة سامراء حيث تم تفجير منارتي مرقد العسكريين وتبعه احراق مساجد السنة الخquot; نعم تتحدث عن مشاكل طائفيه في العراق! اذن الجميع يا استاذ ملحم كرم يدقون طبول الحرب الاهلية ويشعلون فتيل المواجهات باستثناء الشعب الكردي فليس لسائل ان يتسائل لماذا تقحمون البشمركا بحروبكم الاهلية! ولماذا لا يعطي الاعلام العربي البشمركا حظه من الاهتمام في الوقت الذي هم يؤمنون الملاذ الامن لالاف من الاسر العراقية الهاربة من لهيب الحرب الاهلية في بعض مناطق العراق! ويساهمون بقواتهم الدفاعية لاستتباب الامن في بعض مناطق بغداد.


من الاجحاف الشديد بالتاكيد ان نضع كل الاعلام العربي برمته في سلة واحدة وخاصة بعد عنوان مجلة الحوادث حول الفلسطينين والبشمركا فهناك ايضا توجد الاعلام الهادف والمسؤول ولكن مع الاسف اقول ايضا انه ليس بالمستوى الذي نامله نحن كاقلام عراقية لاننا نعتقد ان اصل القضية هي اساسا ان القضية الكردية قضية عربية بدرجة اولى يجب ان توزن بوزنا وتحظى باحتظان الاقلام العربية لها. ولعل من احد اهم اسباب تردي العلاقات العربية الكردية هو ان الاعلام العربي لم تقف كطرف محايد وغير معني بالتوترات المناطقية والقومية بل لعبت دورا رئيسيا في اثارة الفتن على الساحة العربية والمفارقة الغريبة ظهرت عندما اتخذ تلك الاعلام غيرالمسؤول من بعض نشاطات بعض القوى الظلامية المناوئة للتغييروالديمقراطية مدخلا للاساءة الى العلاقات التاريخية الكردية العربية المشتركة.

ويبدوا المشهد الاعلامي اللبناني الحالي تاثر ايضا ببعض التمايزات والاختلافات بفعل ما حدث من وضع اقتتال داخلي بين القوى العسكرية الرسمية وقوى لبنانية شعبية..الامر الذي بلغ الحديث عن اهتمام شديد لتلك القضية الداخلية اللبنانية وايضا في الاراضي الفلسطينية وممكن ان نلقى له عذرا ولكننا نعتقد ايضا بانه ليس من الانصاف نقحم البشمركا في تلك التمايزات والاختلافات او اعطاء اعتبار لازمة على حساب ازمة اخرى في العمل الاعلامي. فكان مصطلح البشمركا في الموقع الخاطئ في مجلة كان المفروض عليها ان تلتزم بدقة اكثر بمعايير العمل لاعلامي.


ومثلما نرى نحن الان الحالة على الساحة الاعلامية اللبنانية فهي لاتبشر بالخير لمستقبل القضية الكردية..فهل ستتحمل الاعلام العربي مسؤولياتها باعتبارها السلطة الرابعة بقضية الاكراد في العالم العربي!.


ان الاكراد اكثر ما هم بحاجة اليه هو ان توضع قضيتهم في المكان المناسب لانهم لم يلاحظوا حتى الان تفاعلا ملموسا مع مشاكلهم في العالم العربي. اذن الاعلاميون العرب يتحملون جزءا من المسؤولية في هذه القضية.


انا اؤمن بان الامل سيعود عن ما قريب وزمن القطيعة بين شعوب المنطقة اقرب الى النهاية،وما كتبه الحاسدون ستذهب مع الريح واننا سنفرض واقعنا الديمقراطي الجديد على شعوب المنطقة.

راوند رسول