أكيد أنه الغرور بعينه أن أعلق على ما كتبت ( أنت منذ الآن غيرك ) وأطلب الصفح مسبقا وأنت تعلم أننا ندفع أحيانا إلى الكتابة دفعا.


لا أنت لست غيرك
أنت أنت وان تبدل المشهد


عفوك أستاذي ومعذرة
أتظن حقا أن شيئا تبدل
وأننا الآن فقط اكتشفنا أننا لسنا ملائكة الأرض
وأن مسلسل غزة فقط جعلنا نشعر بأننا فقدنا ورقة التوت منذ زمن

إمارة غزة جعلتك فقط تتنبه
وكأن كل ما كان قبل غزة كان مجدا
أكانت عمان أو بيروت فتحا للثائرين
يوم أراد الباحثون عن السلطة اغتصاب مكان أي مكان لممارسة نزواتهم
أليست غزة وعمان وبيروت مدنا عربية

أم أنك كذبت علينا عندما غنينا وراءك مرددين (عربي أنا)
خدرتنا وتناسينا وباسم العروبة والقضية وعلى طريق استعادة الوطن السليب
اغتصبنا مدننا العربية
وما الفرق بين قاتل باسم الله أو قاتل باسم الثورة في بيروت أو عمان
وعند المعتقد يتساوى الأمران
ما دام الأول يهتف الله أكبر فوق ضحيته
والآخر يرفع في بيروت علامة النصر وابتسامة الذئاب

الدم بقي دوما على أيدينا
لننظر للماضي قائلين: دعنا نبتعد عنك لعلنا نتغير
أيها المستقبل: ازرع فينا حب الوطن لا السلطة
امنحنا القدرة حتى نعيد مال الثورة لشعبها
وابعث فينا القدرة لنكون على قدر حلم فلسطين

أستاذي،
هو لم يقتل أمه يوم أيقن أن نهديها لا قدرة لهما على التحدي
هو يمارس القتل من زمن
استدار تاركا عدوه خلفه لكي لا ير خازوقه الجديد
وأخذ يطلق النار على شقيقه بتهمة الخيانة والتبديد
ولينحر أخته بشبهة تلويث العرض وتنكيس الجبين
نعم يا سيدي
نحن لا نقتل أحدا بتهمة اغتصاب الأرض أو الترحيل

أستاذي،

وقل أيضا لسائلك أنه في لغة الحساب أنا + أنا = اثنين
أنا بوجهين تعادل حقيقتين: وجه وملابس ثائر وروح وأفعال قاطع طريق
ولكن أعلمه أيضا أنه بلغة القضية أنت وأنت تعادل صفرا أو أقل بكثير
وأخبره أيضا أن الشهيد هو من مات برصاص الجهل
بعض الحكماء يقولون: أخ جاهل عدو مبين

أستاذي،
ماذا تبدل؟
خلفية المسرح اختلفت وبعض الممثلين دخلوا المشهد وعدد المرددين والمريدين تتضاعف
لكن النص واحد
يوم أصبح الثائر يتنقل بربطة عنق حريرية وبسيارة مرسيدس ومواكبة علنية
لم يبق شيئا للقضية وأزال كل أثار الهوية

ليس الآن وقت الخجل
أنت أنت وان تبدل المشهد

محمد حسين الأطرش